مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1321)- مانشيت/ 9 بعض الانجازات الفنية
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 11 نيسان/أبريل 2025 16:41
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 795
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1321)
مانشيت/ 9 بعض الانجازات الفنية
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من (الفصل الاول) والبحث المقدم الى المؤتمر العلمي المُعد من قبل المجمع العربي للموسيقى في آذار 2007 م بالقاهرة. بمناسبة مرور 75 عاما على المؤتمر الأول للموسيقى العربية المنعقد في القاهرة سنة 1932(اليوبيل الماسي).
البحث (المقام العراقي في خمسة وسبعين عاماً 1932– 2007).
***
مانشيت / 9 بعض الانجازات الفنية
بلا شك أن الرؤية الجمالية والإحساس الكبير بفنية الأداء التي يمتلكها ناظم الغزالي بالفطرة، يشاركه كذلك حسن خيوكة في هذا الأمر إضافة إلى الزميلين الآخرين يوسف عمر وعبد الرحمن العزاوي. قد ساهمت هي الأخرى متفاعلة مع مضامين وجهود العمل الغنائي الذي قاموا بأدائه وسُجِّل لهم كمقامات عراقية ستبقى تسمع إلى زمن يطول كثيرا.
وضمن هذا الموضوع يجدر بنا أن ننتبه عند سماعنا المقامات العراقية التي أنجزها ناظم الغزالي إلى أنها ظاهرة فريدة من نوعها من حيث الأداء الفني والتأملات الرومانسية التي كان رائدها حسن خيوكة والذي كان ناظم الغزالي معجبا به (هامش1)، ومقامات الغزالي العراقية كمقام الحويزاوي(سلّمه حجاز) ومقام البنجكاه (سلّمه رست) ومقام الصبا ومقام المخالف.
وفي مقام الحويزاوي الذي يغنيه الغزالي بقصيدة للبهاء زهير، نلاحظ قيمة الإعداد الموسيقي ودوره الفني في النتاج مع أغنية(وشبان مني ذنب).
ويصل ناظم الغزالي، إلى قمة أدائه الفني في مقام البنجكاه الذي برز فيه من ناحية الأداء الفني على كل معاصريه بقصيدة جعفر الحلي.
وكذلك مقامات حسن خيوكة، مثل مقام الرست بإعداده المميَّز ومقام الدشت(سلمه بيات حسيني) ومقام الأوج(سلمه هزام السيكاه) ومقام المدمي(سلمه حجاز) والشعر مع الابوذية (هامش2).
إضافة إلى المقامات التي أداها يوسف عمر، مثل مقام العجم عشيران والأشعار مع الأبوذيات ومقام الإبراهيمي (سلّمه بيات) ومقام الكرد.
وكذلك مقامات عبد الرحمن العزاوي مثل مقام الحكيمي (سلّمه هزام السيكاه) ومقام الشـرقي رست.
تسجيلات مقامية تعتبر خطوة إلى الأمام في سبيل تنمية العنصـر الذوقي والجمالي، وإن هذه التسجيلات في منحاها الإعدادي الفني التي سار عليها معظم المعاصرين واللاحقين من المؤدين المقاميين، كانت منعطفاً إبداعيا جديداً بحق.
إن حيرة البعض من الجماهير الذين يكنُّون أقل احترام للإبداع والتجديد، تنتج عن ميل مجتمع شديد التمسك والمحافظة على الشكليات والتقليديات للإبقاء على جماليات انتهى رونقها، وأذواق وتعابير باتت صلتها بالحياة الحاضرة واهية أو شبه معدومة أو معدومة في بعض الأحيان، عكس ميول مجتمع يمتلك وعياً ثقافياً ورؤية متحررة إلى إنكار كل بناء تعبيري جمالي شكلي تقليدي مستهلك فقدَ مقوِّمات وجوده في العصر الراهن.
هذه هي المتناقضات التي فتش عنها الباحث وسأل عنها واطلع على المصادر في التسجيلات المقامية التي خلفها لنا كل المؤدين، تقليدين وتجديدين، إنها دراما بين الجميع، دراما يحتدم صراعها على طول الزمن بين القديم والجديد، وهذا هو شأن الحياة وإحساسنا بها.
مرحلة انتصاف القرن العشرين
إن قضية الأداء في حقبة انتصاف القرن العشـرين، التي تعتبر امتداداً أصيلا لحقبة التطورات والتغيرات والتحولات في العقود الأولى للقرن العشـرين، التي كانت هي الأخرى منعطفاً للبشرية جميعاً والتي كانت بوادرها في العراق منذ أواخر القرن التاسع عشر، متزامنة مع السـرعة المذهلة في تطور الصناعة والتكنلوجيا وأجهزة الحفظ والنشـر والتسجيل والاتصال.
إن هذه الحقبة ستبقى مستمرة بشكل أكثر إدهاشا وذهولاً كلما مضـى الزمن، طالما أن الحياة ومتغيراتها أصبحت سريعة بصورة تكاد تكون تعجيزية بحيث أصبح اللحاق بها أو مواكبتها امراً صعباً يحتاج إلى وعي وثقافة متحضـرة ومتفتحة. إن حقبة انتصاف القرن العشـرين هذه تفترض الحيرة بصورة مباشرة، إذ تفترض إن الوسائل والإمكانيات الثقافية والفنية والموسيقية عاديَّة ولا تُلبِّي كل الطموحات في بلورة إبداعاتنا وتأصيلها لمعالجة مشاكل المجتمع العاطفية والذوقية، إن المشاكل الفنية موجودة في كل مجتمع، وهذه هي مشكلتنا ولابد لها إن تكون قابلة للحل الإبداعي.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
- سالم، كمال لطيف-ناظم الغزالي، مطبعة اشبيلية الحديثة، ط1، 1986، ص13
2- الابوذية: نوع من انواع الشعر الشعبي، تتكون من اربعة اشطر، تنتهي الاشطر الثلاثة الاولى بكلمة موحدة في اللفظ ومختلفة في المعنى بمثابة القافية، وينتهي الشطر الرابع بكلمة تنتهي بحرفين هما (الياء والتاء المربوطة) مثل مفردة، المنية، خطية، سوية، علية، وطية.
صورة واحدة / حسين الاعظمي يزور الفنان الكبير محمد القيسي في مقهاه الواقعة بشارع ابي نؤاس على نهر دجلة الخالد مباشرة ببغداد عام 1987.