مقالات وآراء
في مسقط القناع ساقط// مصطفى منيغ
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 13 نيسان/أبريل 2025 19:08
- كتب بواسطة: مصطفى منيغ
- الزيارات: 530
مصطفى منيغ
في مسقط القناع ساقط
مصطفى منيغ
مدريد :
تم اللقاء المبدئي بعيداً عن أي تشنج بل في جو ترفرف عليه الراية البيضاء المرفوعة من لدن الطرفين، عسى الخروج من طول مرحلة احتوت من المآسي ما مَلَّت بمعايشتها رؤوس الدولتين، محرِّكة بإزعاجٍ خطيرٍ الانتباه المُنَبِّه عن بُعدٍ لوضع خِطَطِ هَجمَتين، متبادَلتين، تُعرضان حكماء البلدين لمسحِ أي حِكمة اجتهدوا للتَّمَيُّزِ بها أكثر من عقدين، تُمْسَحُ من عقولهم في أقل من ثانيتين. تَمَّ اللقاء ولو في غرفتين منفصلتين لكنه كان مثمراً على الساحتين، لتتخلصا مع تطور المفاوضات الجارية من توترات مصبوغة أحيانا باللونين، أسود اللاَّتفاهم العقيم وأحمر دم التقاتل من سنين. يقود المفاوضات من هذا المستوى السيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الاسلامية الإيرانية على رأس وفد هام من الخبراء الإيرانيين، بينما يرأس السيد ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي لمثل المهمة صحبة وفد من المسؤولين الأمريكيين، بالتأكيد سيطال الكلام البرنامج النووي الإيراني العمود الفقري لكل اتفاق مستقبلي قد يقع ينهي معاناة الشعبين، ومن خلفهما إيقاف ما يجري في منطقة الشرق الأوسط عامة وخاصة المعنيين، المملكة السعودية والمتشبثة بذيلها الامارات الغير المرتاحين، لما قد يذهب اليه رئيس أمريكا ترامب من تفاهمات تعطي الأمان للإيرانيين، بعدم التدخل فيما يخص قضاياهم المعلقة ستظل مع السعوديين، مَن حتى الساعة لإفشال مثل المحاولة التي ادخلت عاصمة سلطنة عُمان تاريخ الصراع بين قطبين، عربي/ فارسي عن أمرٍ ما خطير وحيثياته بقيا متخاصمين، فإن نجحت المفاوضات وهذا ما يرغب فيه الجانب الأمريكي لما فيه إنقاذ إسرائيل مما أصبحت غارقة فيه من الرُّكنين، العسكري المتقهقر وإن غطت حكومة نتنياهو مثل الحقيقة حتى على أقرب حلفائها والاجتماعي المنقسم على ذاته لشطرين، الأول ينشد المغادرة ما دامت دولة إسرائيل لم تحق لملايينه من اليهود الاستقرار الموعود لسببين، سوء تدبير سياسة استعمال القوة المفرطة للحصول على طرد الفلسطينيين من ديارهم بغير حق ولو على دفعتين، فتوسيع نطاق حربها ضد العرب لتشمل دول فلسطين ولبنان وسوريا واليمن بما يعني الاستمرار في مثل المحنة لجيلين قادمين، أجل التفاهم الأمريكي الإيراني تحصد مفعوله الايجابي إسرائيل قبل غيرها بالإبقاء على المنتسبين والمؤيدين والمساعدين لها مُتَّحدين، ثم إيران التي قد تحقِّق أمنيتها في امتلاك القنبلة النووية لتبرير كل مواقفها السابقة القائمة على الصواب أو الخطأ لإرضاء معارضيها المحليين، فتحوِّلهم إلى المشاركة العملية لما تتطلبه مرحلة ما بعد انجازها مثل الانتصار النووي وهم لها واستقرارها مِن أقوى المساهمين، أما الخاسرة الكبرى فستكون المملكة السعودية لتتصرَّف بما يغضب عنها لا محالة الولايات المتحدة الأمريكية فتكون إن الفاعل حصل حافرة لنفسها والامارات كنظامين قبرين لبعضهما البعض متلاصقين.
السبت 12 أبريل سنة 2025
مصطفى منيغ