اخر الاخبار:
غزة.. أوامر للجيش الإسرائيلي بتوسيع الحرب - الجمعة, 18 نيسان/أبريل 2025 19:13
إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله - الثلاثاء, 15 نيسان/أبريل 2025 18:28
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1322)- مانشيت/ 10 الفطرة والفكر في الابداع

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1322)

مانشيت/ 10 الفطرة والفكر في الابداع

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من (الفصل الاول) والبحث المقدم الى المؤتمر العلمي المُعد من قبل المجمع العربي للموسيقى في آذار 2007 م بالقاهرة. بمناسبة مرور 75 عاما على المؤتمر الأول للموسيقى العربية المنعقد في القاهرة سنة 1932(اليوبيل الماسي).

البحث (المقام العراقي في خمسة وسبعين عاماً 1932– 2007).

***

مانشيت/ 10 الفطرة والفكر في الابداع

    إن هذه الحقبة(حقبة التجربة) أيضاً، تفترض علاوة على ذلك، بأن المتلقي يكون قد قطع شوطاً هاماً في عملية الفهم والإدراك الذاتي، إذا ما تعلَّم أن يحيا بالمعرفة، وهذه هي (التجربة) (هامش1) التي ينبغي أن يعيشها الجميع.

على كل حال، فإن الوسائل والإمكانيات المتاحة التي بها يحصل الاكتشاف والابتكار والإبداع، هي مادة مضمون الأداء، سواء مضمون أداء حسن خيوكة أو يوسف عمر أو ناظم الغزالي أو عبد الرحمن العزاوي أو غيرهم من المبدعين عموماً، هي الاكتشاف بأن العنصر الثقافي والجمالي للمتلقي، لم يعد يقتنع أو يرضى بالنتاجات التي تعتمد على الفطرة والعفوية فقط..! والملاحظة الأخرى هي أن الاكتشاف الآخر في هذا الأداء، هو فهم وإدراك المتلقي لحاجته الثقافية والذوقية والجمالية لأكثر أساليب الغناسيقى. كذلك فإن الأداء في حقبة انتصاف القرن العشـرين قد اقترب في التعبير عن قضية الإنسان العراقي الحديث والمعاصر في بحثه عن الاعتبار وسط خواء القيم الفنية القديمة. وهكذا نرى أن (التجربة) أوصلتنا في هذه الحقبة إلى إدراك أن المعرفة العلمية للموسيقى ودراستها امر لابد منه. وبدون ذلك ستبقى حتى إبداعاتنا الاستثنائية دون الطموح بكل تأكيد، وأبسط ملاحظة في ذلك ما كان من تفوق حقبة انتصاف القرن العشرين على ما سبقها من أساليب الأداء العفوي، والنقل الببغاوي للمادة المقامية التراثية الذي يحتم بناء جاذبيته بالدرجة الأولى على مقاييس القيم الفنية القديمة.

 إن إدخال الفكر الموسيقى في عملية الأداء والإبداع ومزجه مع مضامين الفطرة كمادة أدائية تراثية، يعالج مشكلة الفن والجمال والذوق المعاصر بصورة مباشرة. وهكذا فإن(التجربة) في إعداد موسيقى وغناء المقام العراقي وباقي الأغاني عند أدائها بأسلوب الحقبة، كالمقامات العراقية التي أُعدت موسيقياً لخيوكة والغزالي ويوسف عمر والعزاوي وغيرهم من المعاصرين، تُظهِر جمالية هذه(التجربة) وجعلها بداية فنية جمالية سار على نهجها اللاحقون وأضافوا إليها، لتجديد المواقف الجمالية التي تجري فيها الإبداعات الأكثر شمولاً، إنها أكثر إبداعاً، لا لكونها أكثر معاصرة في التعبير عن جماليات الحقبة، بل إن الأساس الجمالي الذي اقترن بالمعرفة والدراسة الموسيقية، قد جسَّم وشخَّص الأسلوب القريب في التعبير عن ذوق ملائم لها.

هذه المقاييس الأدائية الفنية والجمالية في التعبير عن(التجربة) والتحولات التي اتسمت بها، والتي أصبح بموجبها الإدراك الفني والجمالي، لا مجرد مشكلات عاطفية بسيطة، إنها مشكلة أحاسيسنا بكل ما يحيط بنا، وهي أيضاً مشكلات جماليات الإنسان المعاصر في مجتمعنا.

على كل حال، إن هذه المشكلات هي بالتالي مشكلاتنا جميعاً في عصـرنا الراهن. وستبقى كذلك إذا لم نعِ هذه المشكلات خاصة ونحن نعيش في مجتمع نامٍ يحتِّم علينا الوعي والإدراك الكبيرين بما مطلوب منا في اللِّحاق بركب الحضارة التي يعيشها إنسان اليوم في دول العالم المتقدم. فلابد إذن أن نعِ وجودنا وندرك قيمتنا ونعمل ما بوسعنا.

لعل هذا هو أقرب ما باستطاعتنا الوصول إليه في تلخيص الموضوع ووجهات النظر النقدية. أو ما أُلقي بعض الضوء حول الإنجازات الفنية المقامية لأبرز المطربين المبدعين في القرن العشرين بعد أستاذ الجميع المبدع الأول محمد القبانچي..! ونعني بذلك حسن خيوكة، ويوسف عمر، وناظم الغزالي، وعبد الرحمن العزاوي، ومائدة نزهت– الذين تُعد نتاجاتهم المقامية من أفضل الأعمال المرموقة في فن أداء المقام العراقي في القرن العشـرين..! والذين استطاعوا مع أستاذهم القبانچي بنتاجاتهم توجيه الذوق الجمالي والفني في بلدنا إلى تيار خيالي تأملي رومانسـي لأول مرة فيه كل التفاؤل والأمل.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

 - التجربة(experience): التدخل في مجرى الظواهر للكشف عن فرض من الفروض أو للتحقق من صحته، وهي جزء من المنهج التجريبي، ويقال تجريب أو تجربة، اختبار منظم لظاهرة أو أكثر وملاحظتها ملاحظة دقيقة ومنهجية للتوصل إلى نتيجة ما وصل اليه المجتمع من فهم وإدراك ومعرفة سواء بالفطرة أو بالدراسة.

 

 

صورة واحدة / حسين الاعظمي يداعب حفيدتيه فاطمة ومريم حفظهما الله وحفظ ابناء الناس جميعاً.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.