اخر الاخبار:
غزة.. أوامر للجيش الإسرائيلي بتوسيع الحرب - الجمعة, 18 نيسان/أبريل 2025 19:13
إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله - الثلاثاء, 15 نيسان/أبريل 2025 18:28
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

بين السياسة الحكيمة والإرتجالية// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

عرض صفحة الكاتب 

بين السياسة الحكيمة والإرتجالية

قرار المسعود

 

           ليس من المعقول ولا من المنطقي، أن يكون من السهل قيادة دولة كانت تحت الوصاية الأجنبية فترة طويلة من الزمن وتريد التخلص منها في عشية وضحاها وتصبح مستقلة في قرارها وحرة في شعبها. وطبعا المعركة ستكون صعبة، إن لم تكن مبنية على أسس ومبادئ وقيم مجتمعها مع إحترام المواثيق الدولية. وتكون كل مبادرة مدروسة وخالية من التسرع.

 

          إن حادثة الطائرة مسيرة المالية التي سقطت في جنوب تراب الجزائر وما تمخض عنها مع دول الساحل، يعتبر من بين الدروس لساسة وحكماء المنطقة وما هناك من مكائد مدبرة لاحقة يجب التفطن والإنتباه لها والمعاملة لحلها بشكل جماعي حتى لا نصل إلى طريق مسدود مع المحيط والتفتح شيئا فشيئا نحو بث الديمقراطية التي تخدم الشعب في المقام الأول حتى يشارك فعليا ويدعم بناء الدول على أسس ثابتة وخاصة في دول الساحل وغيرها ويتجسد الحكم الراشد المرجو وأيضا تصحح سياسة هذه الدول.

 

               هذه الظاهرة السائدة والتردد والتقلب في المواقف في الأونة الأخيرة في الدول التي تريد أن تتمكن وتجد مكان في الساحة، تراها تتجول تارة في الشرق وتارة في الغرب ولا تجد إستقرار ما دامت لا تعمل على بناء قاعدة صلبة في بلدها بواسطة تحسيس وتوعية ونشر العلم في مجتمعها وحل كل النزعات التي نسجها الغرب لها. إن الذين كان لهم الفضل في تأسيس حركة دول عدم الإنحياز، كان الهدف ومازال ويستمر للوقاية من الهيمنة الأحادية القطبية أو الثنائية إذا أجمعت على مصلحة واحدة، أن تكون لهم (دول عدم الإنحياز) على الأقل وسيلة تخفيف من الضغط والغطرسة. وأن يكون تكتلها ضروريا في الظرف الحالي والثبات عليه.

 

             تبقى هذه الهزات تلقن الدروس من حين لأخر في كل مرة، لكل متردد ومغامر بدولته وشعبه في مساره للحكم والتاريخ يكتب له أو عليه، ومهما يكون إذا لم تنصع الى انجاز البنية التحتية بالتفتح والحرية ودعم من المجتمع كله لن يستطيع أبدا الحصول على الاستقرار وإزدهار الدولة وتقدمها ضمن مصف الدرجة المحترمة والنافذة. ويبقى شرطا أساسيا محتوما في المعاملة التعاون والتفاهم والتكتل والإتحاد المستمر بين الدول الجارة على الدوام. والمثل في الجانب الإيجابي نجده في الإتحاد الأوروبي بأكثر من عشرين دولة في التضامن (حرب أوكرانية- تسديد ديون اليونان– تدعيم الكيان) وفي الجانب السلبي نشوب النزعات المفتعلة من أجل مصلحة الغير (إيران ومحيطها – الصحراء الغربية –السودان – الكونغو وغيرها). 

 

              هذا الفارق بين الضفتين من مستوى التسيير، هو الجهل والعمل بدون تخطيط منطقي ومن المغريات للحكام من أجل نهب الثروة على حساب الشعوب والمجتمعات وتفعيل النزاعات الداخلية وبين الدول الجارة (سياسة فرق تسد). عند دول الغرب فلو كسرت عندهم نافذة صغيرة فإنهم يتضامنون كلهم لاصلاحها. ونحن يحركوننا كدمية ويقتلون الحياة ويحيون الموت فينا من اجل أغراضهم ويجوعون ويقهرون كل مَنْ سولت له نفسه قول الحق. فيسكتوننا بشقراء جميلة أو جرعة مسكر لندمر مجتمعا بكامله و نسلم بلدا بجميع خيراته.

 

      في حقيقة الأمر كل الإنسان خطاء والخطأ يأتي غالبا عندما يكون إتخاذ الأمر صادرا من القرار الفردي أو من بطانة فاسدة أو عن قصد مبيت أو عن مكيدة مدبرة مع الغير. ويكون الصواب كلما إتسع التشاور من خلال بطانة عالمة لتلك الأمور ومزودة بتجربة. تقول الحكمة: ما خاب مَنْ إستشار وحسن السؤال نصف العلم ومَنْ جرب أصاب و مَنْ كذب خاب وأيضا تضيف العامية "ما تركب حتى تلجّم وأعقد عقدة صحيحة وما تتكلم حتى تخمم لا تكون لك فضيحة" والقرار في هذا الموضوع صعب العواقب لأنه يتعلق بمصير وتسيير أمة وبلد.     

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.