مقالات وآراء
كردية أشجع من دول عربية (2من3)// مصطفى منيغ
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 23 نيسان/أبريل 2025 11:55
- كتب بواسطة: مصطفى منيغ
- الزيارات: 587
مصطفى منيغ
كردية أشجع من دول عربية (2من3)
مصطفى منيغ
تطوان: المغرب
من الدولِ مَن صوتها يعلو وهي صامِتة ، تُسْمِعٌ عنها كلَّ أنباءٍ مُفْرِحة، عملاقة لا تهتم بمن دونها مع الأفضل أفكارها مُعلَّقة، متطلٍّعة للمزيد ما دام الرقي يُكتسَب عن إرادة غير مُصَنَّعَة، حافظة أصلٍ بالابتكار الطبيعي المُباح نتائجه بالقبول الحسن مُشبَّعة، مهما بلغ التطوُّر مِن تطَور به دوماً بجذوره مُشبَّهة، وُجِدَت لتكون على الأرضِ متنَفَّس للحرية المٌحرَّرة المُحَرِّرَة، مِن قيودٍ مهما كانت مسطَّرَة، عن سياسةٍ تأسَّست لتبقَى عند دهاة مُشفّرة، يُلوحُ بِها مَن إذا رَأَى مفعول الصفاء للعسر يسَّر صبغت وجهه ألوان الحسد المُكفهرَّة، فالقيادة لا تعني التزوُّد بالديمقراطية لقضاء مصلحة فردية معتبرة، ثم الاستيلاء على كل ثمينة جاعلة دنياه مزدهرة، غيره يقتات بعُشبِ التهدئة وهو كل وجبة يزدرد دجاجة بالسمن الجيِّد مُحمَّرة، الفرق شاسع بين محبة الخير للأهالي والأقارب والباقي أجرهم في الآخرة، الإنسان مهما كان يتأثر بالمكان مناخاً ومقاماً والسائد فيه من نظام حكم أكان سليم النية أم ماسكاً العصا يسوق من يسوق لأسوأ مجزرة، لا يُذبح فيها كما عُرِف عنها ولكن للتحلي بعبودية والانكسار بالحسرة، إن حصل التدقيق بالعقل والضمير أشعِلت الحلول المناسبة بالثورة، لملء حُفرِ الإصلاح بالاستغلال وقاعدة المستغلين وليس طمسَها بالمستغلين وترك قاعدة الاستغلال المنحطة بسكاكين الفساد جارحة. الباخرة مهما كانت متينة المعدات بقائدها المنعدم الأخلاقيات للهلاك تصبح جانحة، عن الإبحار القويم والاتجاه السليم والهدف الواصل بها لنقطة بينة واضحة، وهيهات الفهم يعم المقصود من ضرب الأمثلة المتوارثة عن أعراف أجيال صالحة، شيدوا بين الأدغال مسالك أمان لما قد يأتي من نفس الجنس بما يضيف الأجود وللحقوق عن إنصاف وعدل بين الجميع دون تمييز أو انحياز مانحة.
... أتوقف ليس لانعدام ما أضيف فالدول دول ذات رؤى تزيد عن السائرة بها من نجاح إلى آخر بلا مشاكل ولا عقبات تعترض إرادتها مهما كان الميدان، ودول هي أسماء تخصها بالذكر مناسبات تُقاس بما يجري داخلها من نكسات لمعرفة مدى التجائها لما يؤخر كأن قادتها ليسوا أحفاد أي إنسان، بل مخلوقاً نارياً همُّه كان إضرام الحرائق مانعاً استعمال ما يطفؤها إذ بها ومعها يحيا مهما طال به الزمن، جُل الدول العربية لا مكان لها في أي تصنيف ما دامت تابعة والتابع سيِّده المتبوع صاحب الحل والربط ووضع الميزان، بكفة أخف من الثانية ليحكم به كما كان، راغباً في امتلاك بلاد عَلَّمَت العالم فانتهت لآخر مَن يعلم حينما فرَّطت في مقومات الدولة الحقيقية وعلى رأسها خدمة الشعب الخدمة المفقودة حتى الآن، أتوقف فقد شدني اهتمام مَن تواجهني في جلستها صاغية كأنها بدر أضاء دياجير فكري، الذي في ثانية أتَّضحَ أنه يجتهد لاسترجاع ذاك الحق في الحياة وما يتطلبه من ابتعاد ما أمكن عن وحدة لا خير فيها أصلاً، وفي لحظة نسيتُ لما أتكلَّمُ وأمامي ما يُحتِّمُ عليَّ الصَّمت لأتمتَّع بالنظر وكفَي، حتى استوعب حروف جمالٍ الأربعة، المتوفِّرة في هذه المرأة الكردية المُغطَّى كيانها بهيبة، يحرسها الوقار، ويرافق حركاتها الاحترام، ويحوم فوقها الأصل الكردي، يحميها من أطماع ذئاب آدميين غير متحضرين، ويفرش أرضها ببساط الأدب الجَم، التي رسَّخت في ذهني محبة كل كردي يتحلى بمثل الخصال المنقرضة أو هي في الطريق إلى الانقراض، ومنها تلك الجرأة البريئة ولغتها تحريك الجفون، لاختصار المسافات والأخذ بما هو واجب أن يكون، حباً لا التواء يتخلَّله ولا أسراراً خاصة يكتمها، ولا تخطيطات خارجة عن الطبيعة الحلال يمرِّغ وقاره في الخطيئة للفوز بها. انتبهت لصمتي واستراحت لفهمها السبب، أدركَت ذلك لحمرة خفيفة جعلت خديها لا تتحمل إخفاء مشاعر تقارب أخرى دون حصر ما بينهما من أي مسافة، إذ الالتحام في مثل المواقف لا سلطان عليه، باستثناء حدس يَلْمَسُ دون لمْس، وبأصداء غير منسوبة حتى للهمس، يُطمئن الطرفين أن الرسالةَ وصلت والخطوة ما قبل الأولى على وشك أن تطفو على سطح لقاء، لن يعقبه فراق.
الثلاثاء 22 أبريل سنة 2025
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في
سيدني – أستراليا
https://azzamanalmaghrebi.blogspot.com
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.