اخر الاخبار:
انفجار في بغداد دون إصابات - الثلاثاء, 13 أيار 2025 10:59
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

حتى العظمة لها أجل// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

عرض صفحة الكاتب 

حتى العظمة لها أجل

قرار المسعود

 

          فعلا لكل أمر أجل ولكل برنامج نهاية ولكل مسيرة تحول ومسير. فمَنْ تعظم بجهد الأخرين تلاشى واندثر وبقي التاريخ يعاتبه ويلاحقه في كل مناسبة يريد أن يتعظم فيها ويتجبر ويتضخم وهو يعيش على حساب الأخرين. فزوبعة فرنسا المصطنعة مع الجزائر انكشف أمرها ولم يعد يقلق لا الجزائر ولا محيطها.

 

           العالم لا يستطيع السير لا بالمادة ولا بالغطرسة ولا بالتمويه. العالم خلق من أجل السير بالتعايش السلمي والتبادل الاجتماعي المنصف لا من أجل تلفيق التهم لإصطناع النزاعات والتوتر للربح والمصلحة المدبرة للسطو على خيرات الدول الضعيفة وتخويفها. فمع التحول الذي طرء على العالم من خلال نمط التواصل والإعلام والبحث العلمي، صارت المعمورة عبارة عن قرية وجعلت المجتمع يتفطن ويكشف الفرق بين ميزان الصواب وميزان الخطأ. ومن ثم بداء يطالب بمكانته في الوجود والمناصفة مع الغير الذي يراه غير منصف في حقه. إن تعنت الغرب ورفض السماع زاد من الإصرار وتكتل دول النامية في ما بينها والإعتماد على نفسها بالعمل في محيطها دون الاتكال على الغرب كما كان في السابق ومع الدول التي تجد نفسها في التبادل والمعاملة المنصفة كرابح رابح.

 

           كل هذا التحول أصبح يقلل من فعالية الدول المهيمنة ويحجب إقتصادها ويتدهور مقارنة مع مجتمعها الذي تَعَوَدَ على الرفاهية المفرطة ولم يتوقف أو يقلل من استهلاكه. مما جعلها تبحث على النفوذ والتعويض بنمط لم تجده إلا بتبديل خطابها وسلوكها مع الدول التي كانت يوما ما مستفيدة منها بدون حق. فالتكنولوجية اليوم توزعت عبر العالم والإبتكار ما عاد ملكا لأحد معين. كيف يكون حال العالم ياترى ان بقي على طريقة سيره الحالية؟ الأكيد والمؤكد أن الإصطدام يكون عنيف والخسائر تكون وخيمة من الطرفين والرابح هو الخاسر. لأن ما ربحه في وقت الغفلة لن يربحه في زمن أعد له العدة من العلم والإطلاع على ما يجري في الساحة الذي أظهره الإعلام المعارض بسرعة وعلى نطاق واسع بواسطة التواصل الاجتماعي وجعل المجتمع النامي يدرك ويفكر ويدبر في شؤونه بنفسه بعدما تيقن في نهاية الأمر أنه كان منوما بمفعول عقار محضر من شعارات من ديمقراطية مزيفة ونصائح هدامة وحماية الفتنة الداخلية والخارجية والعمل الإنساني لتثبيت الطبقية وتعميق الفقر داخل المجتمع والمشاريع الذي تهدم وتتلف البنية الحقيقية لفائدة الفرد ونشر الاهتمام بما يفسد القيم الراسخة للمجتمعات بالتشويش والعادات المستوردة لطمس كل ما يثبت تلك الفرد على أصوله.

 

           فإتضح للملأ، أن كل عظمة تأسست في دول الغرب  وبنيت  بركائز الغير وبالنهب والسرقة لا تدوم طويلا وهو الحال والمشهد في بعض الدول التي تدعي الريادة وأن محتواها متكون من سواعد الغير وعلمها من الغير وقوتها من بلدان الغير ورجال حمايتها من الغير كذلك. فأصبحت لا تقنع نفسها ولا غيرها. فحان الوقت أن تتخذ دول إفريقيا وآسيا وأمريكة اللاتنية كل التدابير والإجراءات  الحكيمة  لجلب وعودة أدمغتها ورجال الاقتصاد وذوى الخبرة في كل المجالات من الدول الغربية المستعملة لهم وفتح المجال لكل مبادرة تساهم في بناء دولة من ديمقراطية منصفة وشفافة  بين كل الفئات والإعتقادات والتشجيع السعي في حب الوطن وإطمئنان المواطن وإستقرار مسعاه في بلده وبناء الوحدة الوطنية واتساع التشاور مع الساسة والتسامح في بعض المسائل. كل هذا يجعل العظمة الحقيقية تتحول في محيط تحترم فيه، بعدما كانت مزيفة عند محيط ماكر يريد العيش على ظهر الأخرين.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.