مقالات وآراء
هل حقا صلب يسوع المسيح؟ ومات وقام من بين لاموات؟// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 23 نيسان/أبريل 2025 20:46
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 588
يعكوب ابونا
هل حقا صلب يسوع المسيح؟
ومات وقام من بين لاموات؟
بمناسبة عيــد القيامة ..
يعكوب ابونا
يقول الرسول بولس:
"إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة الله" (1كو1: 18).
لايمكن ان نفهم اهمية موت وقيامة يسوع المسيح، بمعزل عن فهم مقاصد الله، لان قيامة المسيح كانت فريدة من نوعها في مسار التاريخ. اثبت فيها ان له سلطان والغلبة على الموت، فهو واهب الحياة. (1كورنثوس 15: 45؛ يوحنا 6: 54-55)
قد يسأل البعض لماذا لزم أن يموت يسوع المسيح على الصليب اصلا؟؟
الكتاب المقدس بعهديه يحدثنا عن قصة اسمها "الفـداء" فكرة هذه القصة نشأت في فكر الله قبل ان يخلق الله السموات والأرض.. فعندما خلق الله أدم وحواء على صورة تجسده ووضعهما في جنة عدن ليكونا وكلاءه على الأرض. وان ياكلوا من كل ثمار اشجارها، الا شجرة الخير والشر حذرهم من مغبة ان ياكلوا منها، "لانك يوم تاكل منها موتا تموت" تكوين 2 : 17
فاكلا من تلك الشجرة فكسرا امر الله، فاخطأ بحقه.
، يقول الرسول بولس في رومية 5 : 12 " من أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ."..
الله كان يعلم بان الانسان سيخطى وكونه خاطى، فلا يستطيع ان يدفع ثمن خطيته ويصالح الله. طبق الله عدله بطردهما من جنة عدن فانفصلا عن الله وماتا روحيا، ولكن الله بمحبته للانسان بذل ابنه الوحيد يسوع المسيح، ليدفع ثمن خطية الانسان بدمه على الصليب. يقول الرسول يوحنا 3 : 16 "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية".
يذكر الرسول بولس في فيلبي 2 : 6-8 "الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله، لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس، واذ وجد في الهيئة كانسان، وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب."...
ويوحنا 1 : 14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا ".. باجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر بالجسد" 1 تي 3 : 16 ..
ظهر بالجسد ليتحمل الالام الصليب كاي انسان مدان، وهكذا تحمل المسيح خطايا البشر، فقدم نفسه ضحية خالصه نقية من كل عيب، ليصلب على صليب العار عوضا عنا، لان بدمه على الصليب دفع ثمن خطايانا، وقد تجنب المسيح في الارض لعنة السقوط التي تصيب كل البشر،
ومع ذلك يسائل البعض هل حقا صلب يسوع المسيح؟
اولا – نعم صلب يسوع المسيح حقا.
كان الصليب أداة تنفيذ حكم الإعدام والموت بأكثر الطرق تعذيباً وألماً للمصلوب عليه. تطور الصليب في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبه مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها، أو تربط بالحبال.
كان صلب يسوع المسيح باليدين المفتوحتين على الصليب دلالة على اعلانه قبوله للجميع، وأن الخلاص ليس قاصراً على فرد بعينه أو على شعب بمفرده بل هو خلاص لجميع البشر كما يقول: "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" (يو 12 : 32). واما الخشبة الطويلة من الصليب تشكل السلم او الجسر الذي ربط الارض بالسماء، الانسان بالله..
"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة" (غل3: 13).
والصليب في حياة المسيح لم يكن حادثا عرضيا بل كان غاية ينشدها لانه جاء وتجسد من أجلها، فطاعة الاب العظمى وبرهان حبه الأبدي للإنسان جميعا، نقض به ناموس الخطيئة وبَّرر به الخطاة، وهذا دفع بولس الرسول للقول “إلَّا يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا” (١ كورنثوس ٢: ٢).
فبدون المصلوب على الصليب يصبح الصليب عثرة وجهالة. ولكن إيماننا بقيامة المسيح المصلوب جعلت خشبة العار سبب مجد وافتخار ظاهر لكل العالم المسيحي لان التحول الذي تم على الصليب من عار إلى افتخار، يقول عنه بولس الرسول: "وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته. الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات" (أف1: 19،20).
الصليب في فكر الإنسان حقيقة لاهوتية، اذ بلغت قوة الصليب وتحققت الآلام غايتها العظمى بالفـــداء، الذي تممه ابن الله الذي صار إنسانًا كاملًا،.. بدمه على الصليب دفع ثم خطاياهم. الذي كان علينا نحن دفعها (كولوسي٢: ١٤). لانه حمل خطايانا في جسده، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر (١ بطرس ٢: ٢٤). فصار لعنه لاجلنا (غلاطية ٣: ١٣). الصليب والقيامة حدث واحد مكمل، لأنه بموت المسيح وقيامته ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ (١ كورنثوس ١٥: ٥٤-٥٥).
الصليب أنتصر وقهر قوات الظُلمة الروحية.. إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلَاطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ، أي الصليب (كولوسي ٢: ١٤). عندما قام الرب يسوع من الأموات جلس عن يمين الآب في السماويات فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ (أفسس ١: ٢٠-٢١).
على الصليب قدم يسوع المسيح حياته من أجل خرافه. فهو حمل ذبيحتنا “هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ” (يوحنا ١: ٢٩ ) .
في الصليب فرصة للعالم أجمع للمصالحة مع الآب. “لأَنَّ هُوَ سَلاَمُنَا، .. مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض.” (أفسس ٢: ١٤). لا تتحقق مصالحة العالم، أو سلامه، أو وحدته الا بدم الصليب (كولوسي ١: ٢٠).
الرب يسوع المسيح وضح لتلاميذه ضرورة آلامه، قال لهم “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي”. مرقس 8 : 34 ".. فالصليب ليس ثمن خطيتنا فحسب، حيث هُزم الشيطان، بل هو شكل ومنظور المسيحية. الصليب هو معيار أصالة المسيحية، السمة الفريدة التي تعطي لأي أمر آخر...
الصليب، في المسيحية، هو المكان الذي تقابلت فيه محبة الله مع عدله. يسوع المسيح هو حمل الله الذي نزع خطية العالم (يوحنا 1: 29). طاهر بلا عيب، تلك الذبيحة التي ذبحت من اجل خلاص بني اسرائيل من عبودية المصريين، كانت رمز للمسيح الذي سيضحي من اجل خلاص البشر، لان تجسد المسيح كشف عن هويته وخطة الله له أن يكون ذبيحة للخطية،..
مات يسوع على الصليب فدفن في القبر واليوم الثالث قام من الموت...
وهناك من ينكر موته على الصليب؟؟
ثانيا – لقد مات يسوع على الصليب حقا؟؟.....
دليل موته هناك الكثير من الشواهد الكتابية تؤكد موته. منها..
جاء بانجيل البشير متى "27 : 50" والبشير مرقس 15 : 37 " : "فصَرَخ يسوع بصوتٍ عَظيم وأسْلَم الرُّوح" وقال لوقا البشير: "ونادَى يسوع بصوتٍ عَظيم وقال: يا أبتَاه، في يَدَيك أستَودِع روحي. ولمَّا قال هذا أسلم الروح" (لو 23: 46) وقال الرسول يوحنا: "وأمَّا يسوع فلمَّا جاءوا إليه لم يَكْسِروا ساقَيْهِ لأنهم قد رأَوه قد مَات" (يو 19: 33)،
: ويؤكد مرقس 15: 22 - 39 .
. على تعجُّب بيلاطس عند سماعه بموت المسيح سريعاً، ولم يسمح بإنزال الجسد عن الصّليب إلاّ بعد التّأكُّد من ذلك بسؤال قائد المئة. ولم تكُن مظاهر الموت غريبة على الجنود الرّومان، فكان موت الصّليب شيئاً مألوفاً بالنّسبة لهم.
وكذلك مرقس 15: 39 - 44 «أتى أربعة من العسكر لفحص المصلوب قبل ان يسلمه الى يوسف الرامي، ليأخذ الجسد ويدفنه. أنّ قائدهم كان قد سمع صرخة الموت بنفسه من المصلوب وأبلغ بيلاطس البنطي الوالي بذلك...
ثالثا – القيامة
ا- القبر الفارغ (يشهد على القيامة)
" أنّ كلمة «قبر» قد وردت اثنتين وثلاثين مرّة في الأناجيل الأربعة. أنّ أدلّة تواجُد القبر فارغاً كُتِبَتْ في الأناجيل الاربعة؟ كما هو واضح في سفر أعمال الرّسل، على حقيقة القيامة، دليل ان القبر كان فارغاً،
2- الأكفان في القبر
في السّرد الانجيلي للقدّيس يوحنّا اللاهوتي معنى تواجُد الأكفان كدليل على قيامة يسوع، إنجيل يوحنّا 20: 3 – 9
ووَصْف أماكن تواجُد الاكفن على الارض. وعدم الوضوح لدى البعض ان يفهم سبب ان يكون المنديل الذي كان على راس يسوع ملفوفا في مكان على حده، لا ملقى مع الاكفان؟ وكانه غير مستعمل "نفهم من هذا بانه دليل على ان الرب يسوع المسيح سيعود الى ارض ثانية" المجئ الثاني.
3- الخَتم الروماني
كان الخَتم السلطة الرومانية على الحجر،. «فلا يمكن فتح الباب بدون كسر الخَتم، لانها تمثل جريمة كسر الاختام" ولكن لقد انكسر الخَتم عندما تدحرَج الحجر، وفتح باب القبر وخرج منه يسوع المسيح".. بدون ان يتجرئ احدهم باتهامه بكسر الختم.. رغم ان كان كسر الخَتم الرّوماني في زمن قيامة المسيح أمراً يخشاه الجميع..
القيامة لدى المسيحيين تشكل العقيدة الايمانية الاساسبة للمسيحية، من دونها يفقد هذا الايمان ويحيد عن هدفه الخلاصي، الذي انجزه الرب يسوع المسيح بموته على الصليب غالبا الموت ومنتصرا عليه، بعد قيامته من الموت ظهر لتلاميذه ورسله، فسر لهم كل ما سبق أن تنبأ به عنه أنبياء العهد القديم خاصة ما يتعلق بصلبه وموته وقيامته تفصيلياً، فقال لتلميذى عمواس ”أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده. ثم أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب” (25:24-27).
وقال للأحد عشر ”هم والذين معهم” (لو33:24): “هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنهُ لابُد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث” (لو44:24-46).
وعندما حل الروح القدس على التلاميذ والرسل يوم الخمسين واجهوا اليهود في الهيكل والمجامع بهذه النبوات مؤكدين أن كل ما حدث للمسيح من محاكمه وصلب وموت وقيامه سبق وتنبأ به أنبياء العهد القديم:
”وكان يحاجهم” (أع2:17و3) من الكتب موضحاً ومبيناً أنه كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات” (أع18:3)
فمفهوم الصليب عندنا نحن المسيحيين مرتبط أساسًا بالمصلوب، لان المصلوب حي في السماء يحمل سمات صليبه ويسكبها علينا كل لحظة غفرانًا وتطهيرًا. علينا ان نختبر أنفسنا بل ونمارس بأجسادنا وأرواحنا صليب ربنا يسوع المسيح كل يوم.. وهذا يعتبر من أهم معجزات ومواهب الحياة المسيحية. فالإيمان بالمسيح نأخذ أشياء لم نعملها، كأن نصير شركاء الصليب وارثين لبركاته دون أن نُصلب فعلًا، ونأخذ حقوقًا لا نستحقها، ونأخذ مواهب ونعم مجاناً لا ندفع ثمنها.
بعد قيامة يسوع المسيح من القبر ابتدأ يعلم تلاميذه، الى اليوم الذي ارتفع فيه بعد ان اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم، الذين اراهم نفسه لهم حيا كانوا اكثر من خمسمائة شخص، اظهر لهم اربعين يوما يكلمهم بامور المختصة بملكوت الله .. سفر" اعمال الرسل الاصحاح الاول "..
تأسّست الكنيسة على العقيدة الايمانية للقيامة، ودَحْضُ هذه القيامة كان كفيلاً بتدمير كلّ الحركة المسيحيّة. لذلك لم يستطيع احد ان ينكر قيامة يسوع المسيح من بين الاموات ، لذلك ومنذ ظهور المسيحية كاصحاب الطريق تعرضوا الى شتى انواع الاضطهاد والقتل بسبب ايمانهم، فاستشهد الالاف منهم من اجل هذا الايمان، حقيقية لا تقبل الشك؟ فان لم يكن المسيح قد قام؟؟ لما يستشهدون هؤلاء المؤمنون على يد القتله وارهابي الديانات الاخرى اليس بسبب هذا الايمان الخلاصي، والا كما يقول الرسول بولس ان لم يكن المسيح قد قام فباطل هو ايماننا..؟
يسوع المسيح مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام" (2 كو 5: 14، 15)،
يقول السيد المسيح "إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة ابدية، ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يو 5: 24، 25). فكل من يسلم حياته للرب يسوع المسيح، ينتقل فورًا من الموت إلى الحياة،. فالمفهوم الاساسي للخلاص تحدده نقطة محورية، مفادها من لم يكن في المسيح هم أموات فعلًا، أما الذين يؤمنون بالمسيح فلهم حياة. فالفرق الأساسي بين المسيحي وغير المسيحي هو الفرق بين الحياة والموت. فالمؤمنون الذين يموتون جسديا. هم ليسوا أمواتًا بالمرة بل "راقدين" (1 كو 15: 6، 18، 20، ) لان الاموات بالمسيح سيقومون اولا تس 4 : 17 وهكذا نكون كل حين مع الرب يسوع المسيح ..امين..
يعكوب ابونا ................. 23 / 4 / 2025