مقالات وآراء
يوميات حسين الاعـظمي (1335)- مانشيت/ 4 موقف دائرة الموسيقى
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 09 أيار 2025 20:12
- كتب بواسطة: حسين الاعـظمي
- الزيارات: 803
حسين الاعـظمي
يوميات حسين الاعـظمي (1335)
مانشيت/ 4 موقف دائرة الموسيقى
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية) الجزء الثاني، كتاب مخطوط لم يصدر بعد.
بعض المانشيتات الداخلية من )الفصل الثاني) والبحث الملقى في مجلس العطاء الثقافي الاسبوعي في 20/9/2011.
البحث (المقام العراقي والجالغي البغدادي تراث قديم لارض ما بين النهرين)
الحائز على جائزة (A masterpiece) ماستربيس العالمية من الامم المتحدة/ منظمة اليونسكو).
حكاية البحث والغناء والتحليل، الحائز على جائزة الماستر بيس العالمية.
أنجزه حسين الاعظمي في عام 2002 واعلن فوزه في الامم المتحدة/ منظمة اليونسكو في 7 تشرين ثاني 2003.
***
مانشيت/ 4 موقف دائرة الموسيقى
على كل حال، يبدو أن البحث كُتب في سرعة فائقة فعلاً. إستغلالاً للفرصة الذهبية التي أتاحتها منظمة اليونسكو بتمويلها للمشروع. حيث لم تؤدِ دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة، دورها الثقافي والوظيفي الطبيعي، بعرض هذا المشروع على الباحثين المختصين بصورة مباشرة لاختيار الافضل كي يمثل العراق في مسابقة دولية كبيرة من هذا الحجم..! بل استحوذت عليه واخفت ذلك على الجميع. طمعا في الحصول على المبلغ المالي المخصص من قبل منظمة اليونسكو لتمويل مشروع البحث والمسابقة العالمية والبالغ(عشرون الف دولار امريكي).
كتسلسل اداري طبيعي. كان ينبغي على دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة ان تحول هذا الطلب الى بيت المقام العراقي. الجهة المتخصصة الوحيدة في الشؤون المقامية بصورة مباشرة، ليتسنى تعميم الموضوع على منتسبيها وعلى كل المتخصصين في البحث والكتابة ومن له القدرة على اعداد مستلزمات المسابقة العالمية. ولكن هذا لم يحدث للاسف..!
بقيتُ لبعض الوقت متأملاً ومندهشاً، كيف تم إخفاء هذا المشروع على بيت المقام العراقي وعلى المتخصصين الآخرين..!؟ علما أن كتاب اليونسكو وكتاب وزارة التربية المتضمن اختيار احد الباحثين المختصين في المقام العراقي لكتابة مشروع البحث، قد ارسل الى السيد حامد يوسف حمادي وزير الثقافة مباشرة، حسب ما اخبرني به كل من د.الشكرة وزير التربية ود.المشاط..! وبصورة طبيعية، حوَّل وزير الثقافة هذين الكتابين الى دائرة الفنون الموسيقية المختصة في الموضوع الموسيقي والغنائي، على أمل أن يحوَّل الى بيت المقام العراقي الدائرة المختصة المباشرة عما يخص موضوع المقامات العراقية. ليعمم على الجميع ومن ثم اختيار احد الباحثين لهذه المهمة..! ولكن القضية لم تأخذ مجراها الطبيعي بصورة صحيحة في دائرة الفنون الموسيقية كما توضح ذلك فيما بعد..! ولم يتم اعلام بيت المقام العراقي بهذا الشان. وهو الدائرة التابعة اصلاً الى دائرة الفنون الموسيقية اداريا..!! فجميع المقاميين هم في الحقيقة من منتسبي دائرة الفنون الموسيقية، ورغم ذلك تم اخفاء موضوع المسابقة العالمية عنهم بحذر شديد..!
واقع الحال، إن ما رواه لي الدكتور المشاط والدكتور الشكرة عن عملية تعتيم وإخفاء موضوع المسابقة على الباحثين المختصين الآخرين. إستفزتني وأثارت في نفسي التحدي..! وهو ما كان يهدف اليه كل من وزير التربية د.فهد الشكرة، ود.علي المشاط فيما اعتقد..! ولكنني كتمتُ ذلك..! كيف لا أعلم بهذا الموضوع وأنا إبن الوزارة وإبن الدائرة الموسيقية نفسها..! بل انا مدير بيت المقام العراقي في هذه الاونة..!؟
فاجئني د.علي المشاط مرة اخرى. وهو في سياق حديث مسهب عن هذا الموضوع. إذ قال لي في لغة شبه حادة، بعد أن أحسَّ بترددي الحقيقي ومحاولات إعتذاري من القيام بهذه المهمة.
أخي حسين، إنني أتحدث معك وأنا مستشار صدام حسين.!!
الحقيقة شعرتُ في حديثه الموجه لي بنبرة توحي بأن موضوع قيامي بالمهمة يمكن أن يكون أمراً، ولستُ مخيرا في الاعتذار..! وبالتالي لابد من الشروع بتنفيذه..! أو لابد من موافقتي في النهاية..! ساد صمت لبعض الوقت، ثم قطعتُ السكون مستفهماً وكأنني لم أنتبه الى حدة كلام الدكتور المشاط..!
ارجو من السيد الوزير ان يعيد عليَّ حكاية تكليف الباحثيـْن المار ذكرهما المنجزين لهذا المشروع(بحث المهزلة) حسب ما وصفه د.علي المشاط..؟ وكيف إستقر رأيكم على تكليفكم لي لإنجاز هذا البحث..؟ أجابني السيد الوزير قائلاً.
إن قضية مشروع بحث اليونسكو ومسابقتها العالمية هذه، وعملية اختيار أحد المتخصصين لإنجازه، مضى عليها أشهراً كثيرة، قد تصل الى عام او اكثر من عام..! أضعنا فيها وقتاً ثميناً، حيث كنا قد إستعنا بوزارة الثقافة، وأحلنا كتاب منظمة اليونسكو لها كي تنسب لنا باحثاً متخصصاً في المقامات العراقية، يستطيع أن يقوم بهذه المهمة، وقد أحال وزير الثقافة حامد يوسف حمادي الموضوع الى الدائرة المختصة(دائرة الفنون الموسيقية) حسب علمنا، لتعميمه على أكثر من باحث ليتسنى إختيار باحثاً مناسباً قادراً على إنجازه. وهكذا جاءنا هذا البحث البسيط الذي نعته د.المشاط بـ(البحث المهزلة) الذي أضاع من وقتنا الكثير. ثم بدأنا نعتمد على أنفسنا في البحث عن متخصص ملائم لموضوعنا، وكان أن إلتقينا بصديقنا العزيز أ.د.مازن عبد الحميد كاظم السامرائي عميد كلية الهندسة في جامعة صدام، الذي قال لنا بالنص(لايستطيع إنجاز هذا المشروع غير الفنان حسين الاعظمي، ولا يفيدكم غيره..! فهو الوحيد القادر على إنجازه، هو مطرب للمقام العراقي وباحث فيه ومدرس اكاديمي في شؤونه ومؤلف لاكثر من كتاب في هذا الاختصاص) وهكذا تم الامر.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
صورة واحدة/ المغنون المقاميون من اليمين صبحي البربوتي وعبد الملك الطائي وحسين الاعظمي وعبد الجبار العباسي وسامي عبد اللطيف 2 /7 /2003.