مقالات وآراء

يوميات حسين الاعـظمي (1336)- مانشيت/ 5 البدء بالعمل

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 11 أيار 2025 20:27

كتب بواسطة: حسين الاعـظمي

الزيارات: 910

حسين الاعـظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعـظمي (1336)

مانشيت/ 5 البدء بالعمل

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية) الجزء الثاني، كتاب مخطوط لم يصدر بعد.

بعض المانشيتات الداخلية من (الفصل الثاني) والبحث الملقى في مجلس العطاء الثقافي الاسبوعي في 20 /9 /2011.

البحث(المقام العراقي والجالغي البغدادي تراث قديم لارض ما بين النهرين)

 الحائز على جائزة (A masterpiece) ماستربيس العالمية من الامم المتحدة / منظمة اليونسكو).

حكاية البحث والغناء والتحليل، الحائز على جائزة الماستر بيس العالمية.

أنجزه حسين الاعظمي في عام 2002 واعلن فوزه في الامم المتحدة/ منظمة اليونسكو في 7 تشرين ثاني 2003.

***

مانشيت/ 5 البدء بالعمل

       خيم صمت من جديد. وأنا مندهشٌ من حديث السيد الوزير. فالموضوع لم يعلن عنه في الدائرة فعلاً..! وتم التعتيم عليه بشدة..!! ويبدو أن المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية، إستنجد بمعاونه، الذي لا أتصور أنه طاوع مديره العام، لولا حاجة المدير العام المساعدة في كتابة مثل هذا البحث، أملاً في الاستحواذ على تمويل منظمة اليونسكو البالغ(عشرون الف دولار امريكي) وكتبا ذلك البحث بسرعة فائقة معتمدين على بعض المصادر الكتابية فقط ..!!؟  دون أي مسح ميداني..! إستغلالاً للفرصة الذهبية وعدم ضياعها، قبل أن ينتشر خبر هذه المسابقة بين الباحثين المتخصصين الآخرين، الفرصة التي إتاحتها منظمة اليونسكو، الممول المباشر للمشروع بـعشرين الف دولار (20000)..! وأعتقد أن مسؤولية هذا السلوك يتحمله المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية مباشرة. الذي أخفى كتاب اليونسكو ولم يعممه على بقية الباحثين، ذلك الكتاب المحال من وزارة التربية الى وزارة الثقافة، ومن وزير الثقافة الى الدائرة الموسيقية المختصة..! وقد تأكد لي صحة ما ذهب اليه السيد وزير التربية، وصحة ما ذهبتُ اليه أنا أيضاً بعدئذ، عندما سألت وتقصيت عن الموضوع برمته وبـكل هدوء في دائرة الفنون الموسيقية.

         على كل حال، نعود الى إجتماعنا الثلاثي في مكتب السيد وزير التربية، حيث قُـطع السكون مرة اخرى، وأوضح كل من الوزير والسفير بعض الامور العملية في مجموعة من النقاط. زيادة في توضيح ما مطلوب مني لإنجاز هذا المشروع الكبير.

1-   إن العمل كله من تمويل منظمة اليونسكو، وإن هناك مبلغاً من المال قدره 20000 (عشرون ألف دولار امريكي) لإنجازه، يوضع في حساب وزارة التربية  ولا يوضع في حسابي، لأن المنظمة لا تستطيع أن تضع حساباتها المالية باسم حساب فردي يعود لشخص ما.

2-   إن مبلغ الـ 20000 دولار الموضوع في مصرف الرافدين باسم الوزارة، لا يمكن حتى للوزير التصرف به، ويبقى(الباحث) فقط من يستطيع التصرف به والسحب منه متى يشاء عن طريق السيد وزير التربية خلال العمل الميداني لإعداد البحث والفلم والسيدي CD.

3-   إن العمل ينبغي أن ينجز على أعلى مستوى فني، والصرف مفتوح، بتقنية حِرفية عالية جداً وبدرجة ممتازة، مثل إتقان اللغة المكتوب بها البحث، والفلم الوثائقي من خلال مخرج تلفزيوني محترف وكذلك الامر في إعداد CD السيدي الصوتي لغناء بعض المقامات وتحليلها من خلال ستوديو اذاعي تتوفر فيه كل التقنيات المعاصرة.

4-   تتولى اللجنة الوطنية العراقية للثقافة والتربية والعلوم في وزارة التربية المرتبطة مباشرة بمنظمة اليونسكو الاتصال والتعاون وكل ما يتعلق الامر بالمشروع، بالباحث ومساعدته في كافة الشؤون لإنجاز البحث على أفضل ما يكون.

5-   تم تحديد عنوان البحث بالاتفاق بين منظمة اليونسكو وممثلية العراق فيها كما يبدو، وربما بالتشاور أيضا مع اللجنة الوطنية العراقية للتربية والثقافة والعلوم، وهو (المقام العراقي والجالغي البغدادي تراث قديم لارض ما بين النهرين) ولم يتم أي نقاش حول هذا العنوان حيث لا خيار غير التنفيذ.

6-   محور فكرة البحث، هي تأكيد واثبات أن المقام العراقي باعتباره تراثاً غناسيقياً تاريخياً انسانياً، يمر بظروف خطيرة في موطنه العراق الآن، قد تؤدي الى اضمحلاله وتأثره السلبي من الظروف القاهرة التي يمر بها البلد، خاصة والعراق بلد اولى الحضارات الانسانية، أصبح الآن  في ظل الحصار الشامل المفروض عليه منذ عام 1990  ومروره بحروب طويلة، والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي غير المستقر حتى على المستوى المستقبلي، في حالة مريبة، فلا بد من رعايته وحمايته والحفاظ عليه من قبل المنظمات الانسانية في العالم، لأن الدولة في العراق أصبحت غير قادرة تماماً على رعايته وحمايته والحفـاظ عليه بسبب الظروف القاهرة التي تمر بها.

7-   يرصد مبلغ (3 ثلاثة آلاف دولار) لي، تقتطع من مبلغ العشرين الف دولار المرصودة للمشروع من قبل اليونسكو. مقابل اتعابي عند انجاز المشروع كاملاً.

8-   تم تحديد مجموعة من المحاور من قبل الجهة المسؤولة عن الجائزة العالمية والبحوث في منظمة اليونسكو. التي تخص شأن المقام العراقي للبحث فيها.

9-   يكون عنوان البحث (المقام العراقي والجالغي البغدادي تراث قديم لارض ما بين النهرين).

          بعد هذا العرض التوضيحي، فضلتُ السكوت ومددت يدي لاستلام بعض الاوراق المعنية بالموضوع بضمنها كتاب اليونسكو، مع نموذج من بحث موسيقي لباحث هندي باللغة الانكليزية سبق أن فاز بهذه الجائزة عام 2000 للاطلاع عليه وتدارس الموضوع برمته مع نفسي، للتوصل الى فكرة واضحة عن المشروع. بعد وقت قصير من شبه الاتفاق المبدئي، إقترح د.علي المشاط الذهاب الى د. مازن السامرائي واصطحابي معه. نهضتُ من مكاني وسلـَّمت على السيد الوزير الذي ودعنا بنفس الحفـــــــاوة التي إستقبلنا بها ونحن نغادر مكتبه. بعد حين وصلنا الى منطقة الجادرية بسيارة السيد المشاط  الفخمة ذات الستائر الخاصة بالدبلوماسيين الكبار، الى جامعة صدام. واستقبلنا عميد كلية الهندسة الاستاذ الدكتور مازن عبد الحميد السامرائي في مكتبه بحفاوة. تحدثنا عن الموضوع وقد أعرب هو الآخر عن تقديم أي مساعدة ممكنة في سبيل إنجاز هذا البحث والمشاركة في المسابقة العالمية، رغم انه لا يرتبط بعلاقة وظيفية بالموضوع. ولم يمض وقت طويل من الحديث حول موضوع البحث والمباشرة بانجازه. حتى غادر د.علي المشاط وبقيت أنا مع د. مازن لبعض الوقت نتباحث حول المشروع موضحاً ، لي الكثير من تفصيلاته البحثية، مع التأكيد مرة اخرى على إستعداده لأي مساعدة أو سؤال في سبيل إنجاح المشروع الذي يشارك فيه العراق لاول مرة في مثل هذا المستوى من المسابقات العالمية والفنية. حتى أوصلني سائقه الى وزارة التربية في شارع النضال قرب القصر الابيض لوجود سيارتي التي تركتها في كراج الوزارة.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

صورة واحدة/ حسين الاعظمي في ساحة التحرير الشهيرة عند الباب الشرقي وسط بغداد عام 1968 قبل انشاء نفق التحرير.

• < السابق
• التالي >