مقالات وآراء
ذاكرة الجزائر وقلب ماندلا في رؤية واحدة// قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 23 أيار 2025 10:37
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 599
قرار المسعود
ذاكرة الجزائر وقلب ماندلا في رؤية واحدة
قرار المسعود
بعد صبر ثمانين سنة وبعد ثلاثة وستين عاما من الإستقلال، هل حان الوقت أن نفسح المجال للتاريخ ليتكلم كما يشاء؟ وكما سلك نلسون ماندلا نظاله، أم هل يصرح حسب درجة وعي المجتمع فقط وبشكل تدريجي؟ أو يصمت حتى يأتيه الوقت المناسب؟. إن حوادث الثامن ماي خمسة وربعين تسع مئة وألف، من المحطات التي لا يستطيع التاريخ تجاوزها وفي كل ذكرى تناديه وتذكره وهو يترجاها بالإنتظار على غرار الأحداث الأخرى الكثيرة التي عرفتها البلاد.
من المعلوم أن كل أمة تتعرض لطمس أو تزييف تاريخها وذاكرتها نتيجة ظروف معينة، فهي معرضة للزوال وذهاب أصلها إن لم يتم إستدراك ذلك بالوجه الصحيح. ففي الجزائر بعد الإستقلال تطرق الكثير من خلال برامج أعدت عبر المحطات الزمنية في مسألة كتابة التاريخ أو إعادة الذاكرة ونظرا للظروف والمراحل لم يسمح في الشروع أو إتمام العملية سواء في كتابة التاريخ أو في إعادة الذاكرة بالوجه الصحيح. فأُدْرِكَ هذا التأخر ليضمن الاستقرار والطمأنينة واحترام الأحداث كما هي والاعتراف بالحقوق وإرجاعها إلى أهلها أو ذويها ولو معناويا ورفع الغطاء على كل لبس أو خطأ في التدوين سهوا حسب الحاجة لبناء أسس الدولة وتطويرها.
هل في قاموس التاريخ الصمت على حقائق الأحداث والتغاضي؟ التاريخ هو التاريخ، فكلما تصفحته يجيبك. هل هناك في حالة او ضعية يصبح فيها بأحداثه ومحطاته وربما بشواهده يوما وسيلة تدمير وفتنة للمجتمعات وتفكيك وكراهية في الأمة وحتى العائلة؟ هل كان من صالح المجتمعات الغربية المنتشرة في المعمورة نبش جذور أصولها تاريخيا وحتى إن كان الكلام على هذا القبيل ينصب فقط نحو الجانب المعرفي لا غير؟ لمذا هذا الحديث الممزق في المجتمعات النامية؟ فالتاريخ هو شهادات بحقيقة الأحداث ومعرفة المحطات والتعلم لرسم المستقبل على أساس النظرة الشاملة التي تمتزج بالتعاون نحو هدف نبيل شامل للفرد والأمم. لإن شأن المؤامرة يتعلق بتحريك العاطفة العصبية والتركيز عليه بواسطة مخطط معد من أجل الهيمنة والسيطرة على ما يحتاجة هذا المخطط لا غير ببلوغ حاجة في نفس يعقوب. (الإتحاد الأوروبي – الأمة الأمريكية و...) فهذه الأمم نفسها وصلت لحقيقة أن العمل بالعلم وتعايش في بوتقة واحدة لا مفر منها مهما كان الحال، فالإتحاد هو الذي يمكن من التطور لا التمييز.
فإستعمال طريقة الهوية لتخدير مجتماعات وشعوب العالم الثالث في بقاع دول (أرمن– سيخ والمسلمين – المجوس والمسلمين – و...) بعدما كانت القبائل والشعوب محل المودة والتقوى كما هو مسطر في كتاب الله، أصبحت وسيلة فتنة وكراهية وبغض وتفرقة بينها وسبب نشوب النزاعات والعصبية نتيجة تنفيذ مشاريع مبرمجة يستفيد منها الغير بالدرجة الأولى. هذه الطريقة من ضمن الطرق التي دبرت وحضرت لتستعمل حسب الظرف والزمان وكيفية تطبيقها على المجتمعات في كل الدول وطمس ذاكرتها ووجودها. يجب على علماء التاريخ التفطن لهذه المكيدة وأن يكون العمل في تحرر نفوسهم وأمتهم من كراهية الماضي وحفظ الحاضر والمستقبل مما يدبر من مكر بواسطة التاريخ. فكيف كانت هذه الأمم من قبل؟ كانت تعيش البساطة وعندما دخل عليها العامل الأجنبي بأفكاره من أجل سلب خيراتها. أصبح المجتمع الواحد يهدد بعضه بواسطة حجج وهمية مملية عليه.
إن ما يلوح في أفق الساحة من كيد هذه البرامج المتنوعة حسب الوضعية، من بينها هذا المخطط البغيض الذي يسهل بسرعة تدمير وإخضاع الدول بواسطة البلبلة ونبش أصول المجتمعات بالتزييف والنعرات الحمقاء. قد جاء في إعتقادي تنفيذه في عدة دول ومجتمعات في الوقت الحالي من أجل إخضاع فئة وتقسيم فئة وتدمير فئة. فالدول والأمم التي تريد مسلك التطور الغربي الذي يظهر ويعلن ويعلم بكل وضوح للملاء حقيقة حرية الشعوب ويثبت كيفية معاملة حقوق الإنسان والديمقراطية الحقة المستعملة على الشعوب وتطبيقها من خلال ما يحدث في غزة وغيرها كنموجد وإعتبار.