مقالات وآراء
بلادي بين الأمس واليوم// قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 13 حزيران/يونيو 2025 20:21
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 609
قرار المسعود
بلادي بين الأمس واليوم
قرار المسعود
عندما يتأمل المواطن الجزائري ويسأل ضميره ويقارن بين حكامنا بالأمس القريب وحكامنا اليوم، في حال وضعية بلده وكيفية تسييرها. فيجيبه الواقع على كل ما يخطر في باله.
كنا نستورد القمح من عند لالة العظمة، وأصبحنا نأمل بالإكتفاء وربما التصدير
كنا نستورد الإسمنت ومواد البناء، وأصبحنا نصدر لعدة دول
كنا نبيع مصانعنا بالدينار الرمزي، وأصبحنا ننتج فيها ونصدر منها
كنا غير موجودين دوليا وإفريقيا، وأصبحنا نجول فيها طولا وعرضا
كانت جامعاتنا عبارة عن مراقد، فأصبحت منبرا للمخترعين
كنا لا نتكلم عن ذاكرتنا، فأصبحنا نثمنها ونجمعها
كنا من الدول النامية، فأصبحنا من الدول الناشئة
كنا نستورد الدواء، فأصبحنا ننتج 70 في المئة.
كنا نستورد البضائع عن طريق ميناء مرسيليا فأصبحت لنا موانئ تستقبل البواخر الكبرى.
هذا القدر من التذكير واترك للمواطن ما يلاحظه هو بنفسه مقارنة بالأمس واليوم من تحول. لكن أضيف شيئا قليلا من الكثير الكثير، كانت بلادنا حسب ما يتكلم أهل الإختصاص تتمتع بـ 194 مليار إحتياطي في سنة 2015 وفي تلك الفترة أنجز الطريق السيار الذي يتوجه من الشرق الى تلمسان غربا ولا يمر بوهران وننسى طريق الوحدة الافريقية الذي كان حلم ذلك الرئيس الوطني وفائدته لإقتصاد للبلاد، ونمهد الطريق لسائح يأتي من تل ابيب إلى طنجة في أمان. مثله مثل غار اجبيلات وضياع خيرات الجنوب لعدم وجود المخازن والطريق المعبد والسكة الحديدة وغيرها ...
قد نختلف في وجهة النظر ولكن الواقع يجمعنا (كشعار الشروق: قد أختلف معك في الري ولكن سأقاتل من أجل حريتك). هذا ما هو واجب علينا اليوم. في سياق كيف تبنى الدولة ؟ تبني بسواعد الجميع. هل الإهمال والتحايل يساعد في تطوير وإزدهار الدولة؟ على المواطن الواعي أن يقارن ويحلل حتى يظهر له ما يقوم به إتجاه وطنه ولا تُغريه الشعارات المختبئة تحت البلبلة وما تحتها من دسائس المطبلة هنا وهناك من أجل تقليل عزيمة السلطة وعرقلتها. ألم يرى المواطن البسيط وأهل الدراية بالخصوص من تحول مقارنة بمحيطها القريب والبعيد؟. المفكر مالك بن نبي يقول "وإنها لشريعة السماء: غير نفسك، تغير التاريخ". لماذا الكلام يكون منصب دائما على السلبيات ونحن في أمس الحاجة لتشجيع وتثمين ومآزرة مَنْ يبادر لفعل الخير ونحلل النقائص بواسطة ممثلينا الذين انتخبناهم في المكان الواجب أخذ القرار فيه أو تصحيحه.
من منظور كل عاقل أين ما كان وحيث ما وجد بالنظر إلى العالم المشحون بالتأويلات المقصودة وخاصة ما يروج في محيطنا من قيل وقال وكثرة السؤال المبرمج خصيصا على مقياس مجتمعاتنا النامية، أنه لا يمكن التكلم على موضوع ما بدون معطيات تاريخية حقيقية ومؤكدة، خاصة الدول كدولتنا التي تمر بوتيرة متوازنة وتحاول أن تعالج كل مسألة بتأني وتأكيد على كل المستويات السياسية والقومية والاقتصادية وكل ما يدعم الاستقرار والتقدم في بناء الدولة لمستقبل زاهر يجعلها نموذج تلتقي فيه رؤية قارة افريقية موحدة.