عزيز الحافظ
خطوة أمريكية بائسة تحتقر العراق
عزيز الحافظ
في خطوة لا يمكن تفسيرها في القاموس السياسي المحلي والعالمي، قامت أمريكا بمنع منح السيد رئيس وزراء العراق, فيزا للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك! مشاركة مع منع محمود عباس!
كيف نفسر الخطوة البائسة؟ هي احتقار لوطن عظيم وشعب عظيم فعندما تمنح أعدائها المعروفين عالميا... الفيزا ويدخلون البلاد وتمنع أصدقائها حتى بالصورة الظاهرية لا الجذرية فهذه خطوة تنّم عن عدم إحترام الشعب العراقي علنا دون دبلوماسية ودون البحث عن التبرير والتفسير وقراءة الفأل!
الادهى ان العراق لم يتخذّ إي خطوة مماثلة فلم يقم بمنع الوفود الامريكية ان تدخل العراق معاملة بالمثل! بل صمت الاعلام العراقي مع كل مفاصله المتشعبة التضاريس, صمتا رهيبا ع الخطوة التي فاجئت رئيس وزرائه وجعلته مذهولا!
الان نسأل ماهو عمق العلاقة مع أمريكا؟ لماذا لا نجعلها علاقة فقط للقشور دون الجذور؟ أين بصمات أمريكا التعاونية مع العراق؟ لا توجد! اين التكنلوجيا والبصمة الامريكية في كل مفاصل الحياة العراقية منذ 2003 ولحد الان؟ لا توجد!! إذن لماذا توجد القواعد الامريكية هنا؟ ماهي فائدتها وكلنا نعرف موقفها أيام داعش وعدم نصرتها لولا الجيران المعروفين!
هل السياسة الاقتصادية العراقية فعلا بيد الامريكان؟ هل الأرصدة العراقية في الداخل والخارج تسيطر عليها متاريس البنك الفدرالي الأمريكي؟ إذا صح الخبر فنحن دولة بلا سيادة! هل قال رئيس وزراء عراقي واحد منذ سقوط النظام... أن أمريكا تمنع الكهرباء عن الشعب العراقي علنا وسرا! تمنع مثل شركة فارتسيلا الفنلندية التي نفذّت لنا مشروعا في الجالسية في سامراء وعندها أعظم مكائن التوليد في العالم! وتمنع شركة سيمنس الألمانية التي قدمت عروضا عظيمة حتى بناء مدارس ورياض أطفال ووو! والشركات الصينية العملاقة والشركات الكورية والشركات اليابانية؟ وحتى الشركات المصرية...
لماذا الان بعد المنع البائس لرئيس الوزراء العراقي من دخول أمريكا بدون حجة واحدة, معلنة أو سرية.. لم نتخذّ أي موقف فوري حاد حار قاسي حديدي فولاذي ثوري وحتى دبلوماسي؟ بل لم يصدر بيان شجب!
كفى إذعانا! هذا الموضوع يمسّ كرامة الوطن والمواطن! والصمت عليه دون رد فعل عار كبير! ومع الأسف هناك من يفرح للموضوع.... لأسباب انتخابية وكإن ظهور السوداني ع منصة الأمم المتحدة سيجعل إنتخابه مضمونا! وهذه دعاية مجانية!
الان ليتخذّ الشعب العراقي موقفا بدون استكانة ضد خطوة الامريكان فنحن لسنا الخليج... ولا داعي للقواعد العسكرية عندنا عاملوهم بالمثل إنتصارا للقيم العراقية الشاهقة التي كان تاريخنا مليء بسطوعها!
ليعرف ترامب أننا لسنا محمود عباس الذي منعته وليعرف أنه نفذّ إرادة الساسة هنا من كل الأطراف بعدم منح السوداني الفيزا..... وكإن سفر السوداني سفر إنتخابي لا ظهور في محفل دولي عام... الوقت ضيق لا يمكن تجميع النواب لموقف ثوري شاهق والحكومة مكبلّة بالزمن القصير... حسبتها أمريكا.,حسابا رياضيا على نظرية فيثاغورس..فاتخذت قرار العار...
لكنها لم تعرف أن الشعب الصامت الصامد لن يبقى ساكتا!
عزيز الحافظ