محمد حمد
على من تعزف مزاميرك يا زامير؟
محمد حمد
تحدثت وسائل اعلام عبرية (القتاة ١٣) عن مذكرة '"سرية وشديدة الحساسية" قدمهما رئيس أركان جيش الاحتلال ايال زامير إلى شريكه في الابادة الجماعية للفلسطينيين مجرم الحرب نتنياهو. وحسب ما نشر في الاعلام الصهيوني فإن المذكرة تحتوي على ملاحظات صادمة وتثير الكثير من التساؤلات حول جدوى الحرب في غزة. ومن أبرز تلك الملاحظات التي أوردها زامير هذا هي "أن حرب غزة بدون هدف سياسي وانها تعرض الرهائن والمقاتلين إلى الخطر". وحذر زامير المشار إليه رئيس حكومة الاحتلال عدة مرات وفي مناسبات سابقة عن عدم جدوى الحرب في غزة. ولكن الظاهر أن نتنياهو اطرش واعمى گلب. ويضيف زامير في مذكرته السرية والحساسة جدا قائلا "أن كل عملية حربية لها هدف سياسي. وحرب غزة بدون هدف وان مقاتلينا يعودون إلى نفس المواقع دون رؤية نهاية للعمليات القتالية". كما وجه أصابع الاتهام لنتنياهو قائلا: "ان الحكومة ترفض ايجاد بديل لحماس في غزة".
هنا يهمّنا أن نقول لزامير هذا أن الحرب العدوانية على غزة كانت وما زالت بدون هدف سياسي. وهي فشل ذريع لكم على المستوى العسكري والسياسي والأمني والدبلوماسي. ولكن غريزة القتل والعنف والانتقام تفجرت في نفوسكم المريضة.
فهل يوجد هدف سياسي وراء قتل وإصابة أكثر من مئتي الف فلسطيني؟ وهل يوجد هدف سياسي وراء تدمير حوالي ثمانين بالمئة من كل شيء موجود في غزة، البشر والحجر والشجر؟ وهل يوجد هدف سياسي من حصار وتجويع مليوني فلسطيني في القطاع. وهل يوجد هدف سياسي وراء قتل أكثر من٢٥٠ صحفي وعامل في وسائل الإعلام وضعف هذا العدد من ألاطباء والممرضين والعاملين في مجال الصحة؟ فمالذي كسبتموه من هذه "الانجازات" الاجرامية في غزة؟
والحقيقة هي انني لا اعرف على من تعزف مزاميرك يا زامير؟
كان الأولى بك أن توجّه هذه الاسئلة إلى من اعطاك الأوامر بارتكاب كل هذه الجرائم والمجازر. التي كنت المنفّذ والمشرف عليها شخصيا في ميدان القتال.
متى تسألون أنفسكم: إلى متى يستمر كيانكم الغاصب أيامه من حرب الى حرب؟ وهل حققتم شيئا غير الجرائم والانتهاكات لكل القيم والأعراف السماوية والارضية؟ لا شيء سوى القتل العشوائي لشعوب المنطقة والاعتداء على سيادة وحرمات الدول الاخرى.
ليت ذرّة من ضمير، إذا بقيت لديكم ضمائر، تستيقظ في دواخلكم قبل فوات الاوان بعد أن تجاوزتم كل "انجازات" المانيا النازية في الجرائم...