مقالات وآراء
على حكومة المستوطنين الصهاينة التخلي عن مقولة النيل والفرات قبل مطالبة الجوار بالتطبيع// سعد السعيدي
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 09 تشرين1/أكتوير 2025 13:05
- كتب بواسطة: سعد السعيدي
- الزيارات: 580
سعد السعيدي
على حكومة المستوطنين الصهاينة التخلي عن مقولة النيل والفرات
قبل مطالبة الجوار بالتطبيع
سعد السعيدي
كنا قد نشرنا قبل سنتين مقالة حول مقولة النيل والفرات. وهي عبارة مذكورة في التوراة تشير حسب التفسير اليهودي الى حدود اسرائيل الكبرى او ارض الميعاد.وقد وضعت بشكل خارطة علقت على مدخل الكنيست الاسرائيلي، وفي المناهج الدراسية وعلى ظهر عملة الشيقل. وقد اوضحنا في تلك المقالة الخلفية التاريخية لهذه المقولة وكيف جرى منذ مئة عام تبنيها ونشرها كاساس لدولة اليهود في فلسطين. وكان ثيودور هيرتزلمؤسس الصهيونية العالمية هو اول من حدد بها عام 1904حدود تلك الدولة بامتدادها من «نهر مصر إلى الفرات». وقد ذكرنا ايضا في تلك المقالة عما تكون هذه المقولة في الحقيقة حيث يمكن وضعها في إطار الافكار ذوات المظهر الديني التي غالبا ما تكون غطاءا لاهداف سياسية. اي انها لا تكون في النهاية إلا مقولة سياسية لتحقيق اهداف سياسية. ثم ذكرنا في الاستنتاج النهائي بانه لا يبدو من هذه المقولة من كونها من التعاليم الدينية من شيء، وإنما قد حشرت في التوراة حشرا. وكذلك فإن هذه المقولة التي تنادي بوطن لليهود تكون سياسة وذريعة للاستحواذ على طريق التجارة الاستراتيجي الذي يمثله الشرق الاوسط لصالح القوى الغربية وموطيء قدم للاخيرة فيه.
إن هذه العبارة هي ما تستند عليه دولة المستوطنين المحتلة لفلسطين في اعتداءاتها على دول الجوار. فهكذا بدواعي وجود حقوق تاريخية لليهود في اراضي الشرق الاوسط تستغل حكومات هؤلاء هذه العبارة لتبرير اعتداءاتها المستمرة على البلدان العربية وحتى ما يجاورها. وهو ما يجعل من دولة الكيان الصهيوني دولة شديدة العدوانية وخطر على الامن الاقليمي. وإن اضفنا الادعاءات الغربية المضحكة بحق هذه الدويلة في الدفاع عن نفسها، نكون هنا ازاء نفاق عالمي منقطع النظير. فهؤلاء يعرفون بامر تلك العبارة التوراتية، لكن يدعون الجهل والبلاهة بشأنها. اي انهم بتواطوئهم يبررون لهذه الدويلة كل جرائمها بحق دول وشعوب المنطقة. واعتداءات هذه الدويلة هي مما لا يمكن قبول استمراره الى ما لا نهاية.
استنادا على هذا نطالب الدول العربية وغير العربية التي تروم القيام بتطبيع علاقاتها مع دويلة المستوطنين العدوانية المجرمة، هذه التي تتبنى كلاما في التوراة لا يبدو من كونه منه، بمطالبة هذه الاخيرة بالاعلان عن ابتعادها بالمطلق عن هذه المقولة الخطيرة والتي تعني حروبا مستمرة. إذ لا يمكن تحقيق السلام الدائم في اقليمنا مع وجود ما يمكن ان يبقي الباب مفتوحا امام الاعتداءات الهمجية ضد بلدان الجوار من ضمنها بلدان التطبيع نفسها وتبرره. بذلك يكون على حكومة المستوطنين المحتلة لفلسطين التخلي عن مقولة النيل والفرات هذه تماما قبل مطالبة الجوار بالتطبيع معها. ويكون اجراء اي تطبيع دون ضمان تخلي دويلة هذا الكيان عن تلك المقولة هو بمثابة صك على بياض لها كي تستمر في تصرفاتها العدوانية وجريمة تجعل من دولة التطبيع طرف مشارك في كل جرائم الاعتداء المستقبلية التي ستقوم بها دولة العدوان هذه. لذلك فلنزع فتيل الاعتداءات المتكررة لهذه الدويلة لما لا نهاية لا بد من التأكد من ان دويلة المستوطنين هؤلاء لن تشكل خطرا على بلدان الجوار بعد التطبيع معها.
اننا بهذا ننتظر موقفا مؤيدا لهذا الشأن من شرفاء العالم ومن اليهود خصوصا من المشاركين في التظاهرات المؤيدة للحقوق الفلسطينية.
وسنكون نحن بانتظار تحقيق هذا المطلب.


