اخر الاخبار:
غوتيريش يحذر من اقتراب "الدمار" المناخي - الخميس, 06 تشرين2/نوفمبر 2025 20:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

السياحة والإرهاب : دراسة حالات// بنيامين يوخنا دانيال

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بنيامين يوخنا دانيال

 

عرض صفحة الكاتب 

السياحة والإرهاب : دراسة حالات

بنيامين يوخنا دانيال

 

كثيرة هي الأمثلة التي يمكن أن نسوقها هنا لتوضيح الآثار السلبية للأعمال الإرهابية على قطاع السياحة و السفر الوطني في بعض الدول السياحية , فقد تضررت السياحة في جمهورية مصر العربية بنحو ( 3,2 ) مليار دولار جراء العمليات الإرهابية خلال الفترة من 1993 إلى 1998 , مع انخفاض عدد الليالي السياحية فيها للفترة المذكورة بنحو ( 21 ) مليون ليلة سياحية , و تراجع حجم السياحة الوافدة إليها في عام 2004 بنسبة ( 16 % ) لأسباب مشابهة . و قد أدى حادث مذبحة الدير البحري ( معبد حتشبسوت الفرعوني ) في مدينة الأقصر عام 1997 وحده إلى تراجع حجم السياحة الوافدة في العام المذكور بنسبة ( 1,7 % ) , و بنسبة ( 13 % ) في عام 1998 .

و تراجعت العائدات السياحية في إندونيسبا جراء تفجيرات ( بالي ) الأولى في تشرين الأول 2002 , و التي نجم عنها مقتل ( 202 ) شخص أغلبهم من السياح الأجانب بنسبة ( 20 % ) في العام التالي 2003 بحسب تقديرات البنك الدولي , أي تقلصت العائدات السياحية بنحو ( 1 ) مليار دولار أمريكي من أصل ( 5,4 ) مليارات دولار التي تمثل الإيرادات السنوية من العملة الصعبة ( النقد الأجنبي ) , و ( 3 % ) من الناتج المحلي الإجمالي , و هو مبلغ كبير كان بالأمكان توجيهه نحو مشاريع التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية في البلاد .

و قد اضطرت معها الحكومة الإندونيسية إلى وضع معايير أمنية جديدة من أجل تحسين التسهيلات السياحية , تماشيا مع المستجدات الجديدة , و من أجل تشجيع السياحة الداخلية لتعويض أعداد السياح الأجانب , حيث عمدت إلى تحريك مواعيد العطلات العامة إلى يوم الجمعة إذا صادفت هذه العطلات أي يوم آخر , و ذلك لاطالة عطلات نهاية الأسبوع و اتاحة الفرص المناسبة أمام المواطن الإندونيسي للتمتع بعطلة مناسبة و آمنة يقضيها في ربوع البلاد الزاخرة بكل أنواع المغريات السياحية .

أما تفجيرات ( بالي ) الثانية في إندونيسيا في تشرين الأول 2005 , و التي أودت بحياة ( 32 ) شخصا و جرحت أكثر من ( 130 ) غيرهم , فقد دفعت العديد من الدول مثل نيوزيلندا و الولايات المتحدة الأمريكية و أستراليا و بريطانيا و كندا إلى اصدار تحذيرات موجهة إلى رعاياها بشأن الاحجام عن السفر إلى هذا البلد المهم على خارطة السياحة العالمية , و ذلك لاحتمال تعرضه مجددا إلى هجمات إرهابية مماثلة , و لتراجع الثقة بالأمن السياحي السائد فيه بعد هذا الحادث الدموي .

كما هددت الحكومة اليابانية بإصدار تحذير مماثل إلى رعاياها بعدم السفر إلى إندونيسيا , و خاصة إلى ( بالي ) حال احجام الحكومة الإندونيسية عن تشديد الإجراءات الأمنية الوقائية في المناطق السياحية من الجزيرة المذكورة و غيرها , مع ضرورة تأمين أمن السواح وفقا للضوابط و المعايير المتعارف عليها . و قد حال هذا الحادث المأساوي دوت تحقيق خطة السلطات السياحية الوطنية برفع حجم السياحة الوافدة إلى إندونيسيا في عام 2005 .

و تكبد القطاع السياحي في اليمن عام 2009 جراء النشاط الإرهابي بخسائر قدرت بنحو ( 144 ) مليون دولار , لعزوف الكثير من السواح العرب و الأجانب عن زيارته و انحسار وفودهم المتوجهة إلى اليمن , و الغاء ( 55 ) في المائة من البرامج السياحية . مع تضرر العمال المشتغلين في الفنادق و غيرها من منشآت الايواء , و أيضا المطاعم و الارشاد السياحي و الرياضات بمختلف أنواعها و الصيد و وكالات السفر و السياحة و مكاتب تأجير السيارات و الحافلات و الزوارق و محال بيع المنتجات الحرفية اليدوية و التحف و الأنتيكات و غيرها كثيرة , و البالغ عددهم نحو ( 140000 ) عامل , و منهم ( 50000 ) عامل بشكل مباشر و ( 90000 ) عامل بشكل غير مباشر . و بالنتيجة تضررت نحو ( 300000 ) أسرة يمنية تشكل نحو ( 2 ) مليون مواطن يمني . كما حال ذلك دون تحقيق نسبة النمو المستهدف و البالغ ( 15 ) بالمائة للعام المذكور كانت قد خططت له السلطات السياحية في السابق , و استقرت عند نسبة متواضعة هي ( 7 ) بالمائة فقط , فتصور حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع السياحي اليمني جراء الإرهاب .

 و تشير نتائج دراسة حديثة أجراها الدكتور ( يوسف سعيد أحمد ) إلى تراجع الاستثمارات في قطاع السياحة اليمني جراء الإرهاب بنسبة ( 87 ) في المائة من حيث الكلفة و ( 30 ) في المائة في العددمقارنة بالفترة ما بين 2007 – 2008 . كما قدرت الخسائر المباشرة للسياحةاليمنية و القطاعات المرتبطة بها خلال الأعوام العشرة الماضية ب ( 10 ) مليارات دولار , شاملة الفرص الاستثمارية .

و خلصت دراسة بحثية أخرى تناولت ظاهرة اختطاف الأجانب في اليمن خلال الفترة 1991 – 2001 بعنوان ( ظاهرة اختطاف الأجانب في اليمن : تحليل سيوسولوجي ) للدكتور ( فضل عبدالله الربيعي ) أستاذ علم الاجتماع المساعدبجامعة عدن إلى أن ( 89 ) أجنبيا بين سائح و خبير و دبلوماسي كانوا ضحية عمليات اختطاف شتى خلال تلك الفترة الحساسة من تاريخ اليمن , و ان التركيز كان على السواح الأجانب بالدرجة الأساس , و كما يلي : -

 فرنسا : ( 89 فردا ) بين سائح و خبير و دبلوماسي  و بنسبة ( 30 % )

 ألمانيا : ( 82 فردا ) و بنسبة ( 27,7 % )

 بريطانيا : ( 47 فردا ) و بنسبة ( 12,5 % )

 الولايات المتحدة الأمريكية : ( 22 سائحا ) و بنسبة ( 7,4 % )

 هولندا : ( 22 فردا ) و بنسبة ( 7,4 % )

 إيطاليا: ( 18 فردا ) و بنسبة ( 6 % )

بلجيكا : (9 سواح ) و بنسبة ( 3 % )

 سويسرا: ( 6 سواح  ) و بنسبة ( 2 % )

 الصين : ( 6 سواح  ) و بنسبة ( 2 % )

 بولندا : ( 5 سواح ) و بنسبة ( 1,7 % )

كما خلصت الدراسة إلى أن تلك العمليات قد ( أثرت سلبا على علاقة اليمن بعدد من الدول التي ينتمي إليها السواح الأجانب كبريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية . و مما ترتب عن ذلك من انعكاسات على المستوى السياسي و الاقتصادي , و لا سيما على قطاع السياحة ) .

و في باكستان فان العمليات الإرهابية في أنحاء عديدة من البلاد قد تسببت بخسائر تبلغ ( 400 ) مليون دولار أمريكي للفترة ( 2007 – 2009 ) , و بحسب تصريح ( عقيل شاه ) وزير إقليم الجبهة الشمالية الغربية لشؤون السياحة المنشور في عدد يوم 28 / 9 / 2009 من صحيفة ( دون ) الباكستانية فان ( العمليات المسلحة كان لها أشد الأثر السلبي في قطاع السياحة في الإقليم الذي يواجه خسائر سنوية تبلغ 50 مليون دولار أمريكي ) .

أما صناعة السياحة و السفر في الولايات المتحدة الأمريكية فقد منيت بخسائر بالغة جراء هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 , شملت جميع القطاعات و الأنشطة المكونة له , و في مقدمتها قطاع النقل الجوي الذي انحسر بنسبة ( 32,2 ) بالمائة في الأسبوع الأول للأحداث , مؤديا إلى خسارة ( 60 ) مليون راكب بالنسبة لعام 2001 , و قد أستغني عن حوالي ( 100000 ) موظف في الفترة الممتدة من 11 إلى 18 أيلول فقط . و من هذه الشركات شركة ( نورث ويست ) التي وضعت خطة تسريح ( 10000 ) موظف عمل لديها ومن مختلف المستويات , و ذلك تماشيا مع قرارها بخفض جدول رحلاتها الروتينية بنسبة ( 20 ) في المائة , لتراجع الطلب على خدماتها على نحو بين . أما شركة ( بوينغ ) العملاقة لصناعة الطائرات فقد أعلنت عن خطة لتسريح ( 30000 ) موظف بين مهندس و خبير و عامل و غيرهم , أي ( 1 / 3 ) من مجموع القوة العاملة في قطاع تصنيع الطائرات المدنية بالشركة المذكورة , و هو رقم كبير كما يلاحظ . و قد قدرت الخسائر اليومية لهذه الشركات خلال فترة توقف الطيران , و التي امتدت ( 12 ) يوما نحو ( 3,6 ) بليون دولار , أي بمعدل ( 300 ) مليون دولار في اليوم الواحد , فتصور حجم الكارثة التي حلت بها .

 

كما تراجع حجم السياحة الوافدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد كبير , و إلى ( 45,5 ) مليون سائح في عام 2001 و بنسبة ( 11,8 ) بالمائة بالمقارنة مع عام 2000 , و كانت قد استقبلت فيه نحو ( 50,9 ) مليون سائح من مختلف بلدان العالم ( أي 7,3 % من عدد السواح على مستوى العالم و البالغ 696,7 مليون سائح ) , أنفقوا حوالي ( 82,0 ) مليار دولار أمريكي , أي ( 17 ,3 ) في المائة من اجمالي الدخل السياحي العالمي في عام 2000 , و البالغ ( 474,4 ) مليار دولار , دون احتساب مبيعات تذاكر الطيران بقيمة ( 124,0 ) مليار دولار تقريبا .

 كما حصل انحسار ملحوظ في أفواج السواح المتوجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من الدول العربية و الاسلامية . و تشير الاحصائيات إلى حصول انخفاض في عدد المغادرين من مطارات المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الأشهر الستة الأولى من عام 2002 بنسبة عالية هي ( 55,2 ) في المائة بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2001 التي استقبلت فيها ( 29518 ) سعودي قادم من المملكة العربية السعودية . و انخفض عدد السواحمن بريطانيا إلى ( 4,1 ) ملايين سائح في عام 2006 مقابل ( 4,8 ) ملايين سائح قبل الهجمات المذكورة . كما شغرت ( 50 ) بالمائة من غرف كبرى الفنادق الأمريكية المعروفة , رغم تبنيها لسياسات سعرية آنيةمرنة دعت إليها الضرورة , و ذلك تماشيا مع الوضع الجديد الذي فرض عليها جراء الإرهاب , مع تخفيضها للأسعار بنسبة وصلت إلى ( 40 ) بالمائة بالنسبة لكثير من الفنادق , و من مختلف الفئات . و البيان الذي أصدرته مؤسسة ( ديسكفر أمريكا ) المعنية بالترويج السياحي في الولايات المتحدة الأمريكية يوضح هذا الجانب , و جاء فيه : ( ان البلاد قد شهدت انخفاضا بنسبة 17 % في عدد الزوار الأجانب منذ تلك الهجمات , إن هذا التراجع يعني( 94 ) مليار دولار أمريكي من الربح الفائت في مجال مصاريف الزوار و ( 200 ) ألف وظيفة , بالإضافة إلى ( 16 ) مليار دولار من عائدات الضرائب ) . أما ( جيف فريمان ) المدير التنفيذي للمؤسسة المذكورة فقال بهذا الشأن : ( إن هناك انطباعا لدى المسافرين في العالم بأن دخول الولايات المتحدة الأمريكية يعد واحدا من أكثر التجارب مرارا في العالم ) , و ذلك للإشارة على الشعور السائد لدى الأجانب بأنهم غير مرحب بهم في الولايات المتحدة الأمريكية . و قد اقترحت هذه المؤسسة عدة مقترحات لمعالجة هذه التراجعات و الانحسارات الخطيرة , و منها : -

أولا : تقديم التسهيلات الضرورية للسواح من أصول مختلفة من أجل منحهم التأشيرات اللازمة لدخول الولايات المتحدة الامريكية , و بما ينسجم مع ضوابط و شروط تابعة للسياسة الأمنية الجديدة بخصوص الأجانب .

ثانيا : التخفيف من القيود المفروضة بخصوص وصول هؤلاء السواح , و تحسين التواصل بما تقتضيه الضرورة .

ثالثا : تبني حملات دعاية و ترويج فعالة و مؤثرة للمنتج السياحي الأمريكي , توجيههاإلى السواح و بالتعاون بين السلطات السياحية و مؤسسات القطاع الخاص المعنية بالموضوع .

و فاقم من آثار هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 على صناعة السياحة الأمريكية ظهور وباء ( الجمرة الخبيثة ) الذي ألغيت معه الكثير من النشاطات و الفعاليات السياحية الواسعة , مثل المؤتمرات و الندوات و اللقاءات التجارية في نيويورك و هيوستن و لوس أنجلوس و شيكاغو و غيرها , فتراجعت فيها بالنتيجة سياحة المؤتمرات على حد كبير و أفضت إلى حدوث شغور كبير في الغرف الفندقية .

و قد انتشرت و توسعت تداعيات تفجيرات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية لتنعكس على صناعة السياحة و السفر الوطنية في الكثير من الدول , فقد تراجعت الحجوزات السياحية في فرنسا بنسبة ( 25 ) بالمائة , و بنسبة ( 70 ) في المائة في الهند للسياح القادمين بطيران عارض , و ( 30 ) في المائة بالنسبة للقادمين على خطوط منتظمة , و بنسبة ( 50 ) في المائة في الدول الأفريقية , و بنسبة ( 30 ) بالمائة في اليونان من يومالأحداث و حتى نهاية شهر تموز 2001 . و نثبت أدناه بعض الآثار التي تركتها هذه الأحداث الإرهابية الدامية على الخارطة السياحية لبعض الدول , مثل : -

جمهورية مصر العربية : تركت أحداث 11 سبتمر بصماتها الواضحة على خارطة السياحة المصرية , و منذ اليوم الأولى , فانحسرت الوفود السياحية الميممة شطرها في شهر سبتمبر / أيلول نفسه بنسبة ( 18,2 ) بالمائة مقارنة مع الشهر المماثل من عام 2000 , و ارتفعت نسبة الشغور في الغرف الفندقية في نفس الفترة إلى ( 44 ) بالمائة مقابل ( 28 ) بالمائة لنفس الفترة من العام السابق , و بفارق ( 16 ) بالمائة , و تراجع حجم السياحة الوافدة إليها خلال الفترة من 11 / 9 / 2001 و حتى 23 / 10 / 2001 بنسبة عالية بلغت ( 34 ) بالمائة مقارنة بالفترة المناظرة من عام 2000 . كما تراجع بنسبة ( 9,4 ) بالمائة في الأشهر السبعة الأولى من عام 2002 إلى ( 2,7 ) مليون سائح فقط . كما تضررت فئة العمال المشتغلين في مجالات الايواء و الطعام و الشراب و الترويح و غيرها بصورة كبيرة , و ذلك بسبب تخفيض رواتب و أجور بعضهم بنسبة تتراوح بين ( 25 % ) و ( 50 % ) . ومنح بعضهم الآخر اجازات استثنائية مقابل رواتب و أجور منخفضة . و صرف قرابة ( 6000 ) عامل مؤقت عن العمل حسب بعض التقديرات .

كما تضررت بعض أشكال و أنماط السياحة في مصر على نحو جلي , مثل سياحة المؤتمرات , و ذلك لتأجيل عدد غير قليل من المؤتمرات التي كان من المقرر انعقادها في مصر وفق خطط و مواعيد مسبقة , مثل مؤتمر جمعية ( سي أي ام بي أي ) و مؤتمر الاتحاد الدولي للمعارض , كما فعلت العديد من شركات الملاحة اليونانية و الألمانية النشطة و الفعالة في مجال الملاحة و السياحة الموجهة إلى مصر بإلغاء رحلاتها البحرية التي كان قد خطط لها بسبب زيادة رسوم التأمين بنسبة ( 30 ) في المائة , و ذلك بعد ادراج مصر ضمن قائمة الدول المعرضة للحروب من قبل شركات التأمين ( الأمن السياحي ) . و تراجعت رحلات الطيران بنسبة ( 10 ) في المائة بالمقارنة مع العام السابق , و كانت تمثل ( 60 ) بالمائة من الرحلات للمناطق السياحية في شرم الشيخ و الغردقة و أسوان و الأقصر , و هي من أهم الوجهات السياحية في مصر . و تمثل كل هذه المتغيرات بعض أوجه ( الأزمة السياحية ) التي أصابت قطاع السياحة المصري وقتها جراء الإرهاب البغيض .

بريطانيا : لقد أثرت أحداث 11 سبتمبر سلبا على قطاع السياحة البريطاني , فشهد في عام 2001 أعلى انخفاض في حجم السياحة الوافدة , و بخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و بنسبة ( 16,7 ) في المائة بالمقارنة مع عام 2000 باستقباله نحو ( 21,2 ) مليون سائح . و قدجاء تفشي الحمىالقلاعية ( جنون البقر ) في بريطانيا في نفس العام ليزيد من حجم المشكلة و ليزداد الطين بلة ( أزمة صحية ) , و أدى إلى أزمة فعلية تسببت بخسائر قدرت ب ( 8,5 ) مليارات جنيه إسترليني للاقتصاد البريطاني , أي ما يماثل ( 17 ) مليار دولار أمريكي , حيثأغلقت السلطات المختصة المئات من المزارع التي كانت تنشط فيها بعض أشكال السياحة الريفية و الرياضات المحببة لدى السواح , مثل ركوب الخيل و السباقات و التجول سيرا على الأقدام , و الكثير من دروب النزهة في الريف البريطاني الواسع , و مساحات واسعة من الحدائق العامة بوجه السواح خوفا على صحتهم .

 كما تراجعت أعداد الزوار إلى بعض المعالم السياحيةالبريطانية في عام 2002 و بنسب متفاوتة , و ذلك بالمقارنة مع عام 2001 , مثل :

 كاتدرائية سانت جيمس و بنسبة ( 6,7 ) بالمائة

 شاطئ بلاك بول للألعاب الترفيهية و بنسبة ( 4,6 ) بالمائة

 برج لندن الشهير و بنسبة ( 3,9 ) بالمائة

 كاتدرائية كانتربري و بنسبة ( 3,5 ) بالمائة

 و من أجل تدارك هذه التراجعات في أهم المؤشرات في قطاع السياحة البريطاني ( أزمة سياحية ) , نشطت السلطات السياحية الوطنية و بالتعاون مع الشركات و المؤسسات السياحية الأهلية باطلاق حزمة إجراءات و نشاطات و فعاليات بخصوص الترويج و التسويق و التعريف بالمنتج السياحي الوطني , فقد أطلقت ( هيئة السياحة البريطانية ) في عام 2002 موقعها الجديد باللغة العربية و الموجه للسياح العرب , و أصدرت مطبوعها ( بريطانيا .. ملتقى العائلات ) المتضمن مختلف أنواع المعلومات حول أماكن الايواء و الطعام والشراب و الترفيه . كما تبنت الهيئة المذكورة حملة ترويجية واسعة و فعالة في عام 2002 و بقيمة ( 40 ) مليون جنيه إسترليني , أي ما يعادل ( 57 ) مليون دولار أمريكي , و ذلك لانعاش السياحة البريطانية التي شهدت تراجعا بنسبة ( 20 ) بالمائة من حيث حجم السياحة الوافدة في عام 2001 , و كانت موجهة إلى عموم الأسواق السياحية في العالم , و الولايات المتحدة الامريكية و فرنسا و بلجيكا و كندا و إيرلندا و هولندا على وجه الخصوص , و قد شاركت الأسرة المالكة في هذه الحملة لأهميتها بزيارتهم المتكررة للريف البريطاني الواسع لجذب السواح . كما نظم ( الاتحاد البريطاني لمنظمي الرحلات السياحية ) عرضا خاصا للبرامج السياحية إلى لندن العاصمة تحت شعار ( بريطانيا الجميلة .. قيمة رائعة ) المتضمن جملة تخفيضات للخدمات السياحية المختلفة لنفس الغرض . و قد بدأت مؤشرات التعافي من هذه الأزمة السياحية بالظهورعلى قطاع السياحة البريطاني في عام 2003 , حيث حصلت زيادة في عدد الزوار بنسبة ( 8 ) بالمائة حسب ( هيئة السياحة البريطانية ) .

الأردن : أما تداعيات هجمات 11 سبتمبر على صناعة السياحة الأردنية فقد كانت من خلال التأثير على مستوى انفاق السواح الأجانب من جانب , و على نوعيتهم  من جانب آخر , فقد تراجع معدل انفاق السائح الواحد خلال الرحلة الواحدة في الأردن إلى ( 435 ) دولار أمريكي فقط في حين بلغت في إسرائيل نحو ( 1800 ) دولار في نفس الفترة , أي ( 4 ) أضعاف .

كما حصل تراجع في نسبة اشغال الغرف الفندقية في الأردن و أعداد الأدلاء السياحيين و محال بيع العاديات و التحف الشرقية في عام 2001 بالمقارنة مع عام 2000 , و على النحو الآتي : -

- نسبة اشغال الغرف الفندقية بفارق ( 9 % )

- الأدلاء السياحيون من( 173 ) دليل سياحي إلى ( 160 )

- المطاعم من ( 370 ) إلى ( 345 )

- محال بيع العاديات و التحف من ( 173 ) إلى ( 160 )

كما تدنت الإيرادات النقدية المتأتية منالسياحة في الأردن من ( 731,4 ) مليون دولار ( 512 مليون دينار أردني ) عام 2000 إلى ( 710 ) مليون دولار ( 497 مليون دينار أردني ) عام 2001 بفارق ( 21,4 ) مليون دولار أمريكي . و تراجع حجم السياحة الأجنبية الوافدة إلى المملكة الأردنية الهاشمية بنسبة ( 40 ) بالمائة , الأمر الذي دفع الحكومة الأردنية إلى اصدار مجموعة من التعليمات و التوجيهات التي تمس السياحة , و منها : -

أولا : تخفيض الضريبة على الفنادق من ( 16 ) بالمائة إلى ( 3 ) بالمائة فقط .

ثانيا : تخفيض رسوم الدخول إلى المواقع السياحية .

ثالثا : تقديم تسهيلات لسواح من بعض الدول , مثل العائلات القادمة من دول الخليج العربي برا .

رابعا : كما تبنت السلطات السياحية حملة ترويجية فعالة لنفس الهدف , و قد شارك الملك الأردني بنفسه , حيث عرضت قناة ( ترافل ) الأمريكية العالمية فيلما عن أهم المعالم السياحية في الأردن , ظهر فيه الملك لأول مرة قائلا ( انني أشارك في هذا العرض لأنه باعتقادي يبرز الروح و العبق الأردني .. ما أروع هذه الأرض و البلاد التي نعيش فيها و الكنوز التي يزخر بها الأردن ) . و قد أفضت إلى نتائج طيبة من جهة حجم السياحة العربية الوافدة إلى الأردن التي تحسنت في عام 2001 بنسبة ( 3,5 ) بالمائة بالمقارنة بعام 2000 . حيث ازدادعدد السواح من البحرين بنسبة ( 50 ) بالمائة , و من المملكة العربية السعودية بنسبة ( 27 ) بالمائة . و شكلوا ما نسبته ( 62 ) بالمائة من سوق السياحة الأردني .

تونس : أما في تونس فقد انخفض حجم السياحة الوافدة إليها بنسبة  ( 38 ) في المائة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2002 مقارنة بذات الفترة من عام 2001 . و استمر بالتراجع حتى الاسبوع الثاني من شهر آب 2002 لتنخفض النسبة إلى ( 7 ) في المائة . كما انخفضت العائدات من العملة الصعبة ( النقد الأجنبي ) المتأتية من السياحة خلال نفس الفترة بنسبة ( 19,4 ) في المائة , بينما ازدهرت السياحة الداخلية .

المغرب : شهد قطاع السياحة المغربي نموا ملحوظا في 1999 و 2000 , و من عدة جوانب , مثل الإيرادات السياحية التي قفزت في عام 2000 إلى ( 2,39 ) مليار دولار ( 8,26  مليار درهم مغربي ) و بزيادة نسبتها ( 28 ) بالمائة عن العام السابق . و لكنها بدأت بالتراجع في الشهر الأول من عام 2002 لتنحدر إلى ( 102 ) مليون دينار . كما انخفض عدد السياح الأجانب الذين استقبلتهم الأراضي المغربية خلال الفترة الأولى من عام 2002 و بنسبة ( 13,7 ) بالمائة . و حسب النسب التالية بالنسبة للسواح من بعض الدول التي كانتتستقبل منها الأفواج الكبيرة في العامالواحد , مثل الولايات المتحدة الأمريكية و إيطاليا و بريطانيا و ألمانيا و إسبانيا :

( 40 ) بالمائة بالنسبة للسواح من الولايات المتحدة الأمريكية

 ( 26,2 ) بالمائة بالنسبة للسواح من إيطاليا

 ( 18,3 ) بالمائة للسواح من بريطانيا

 ( 16,4 ) بالمائة بالنسبة للسواح الألمان

( 16,4 ) بالمائة بالنسبة للسواح الإسبان

كما سجلت هذه الإيرادات تراجعا بنسبة ( 43 ) بالمائة في مطلع 2001 جراء أحداث 11 سبتمبر , و حصل شغور كبير في الغرف الفندقية , و بالذاتفي ( أغادير ) التي تضررت الفنادق فيها , و سجلت انخفاضا في نسبة الاشغال بنسبة ( 26 ) بالمائة .

لقد سجل قطاع السياحة في المغرب تراجعا بنسبة ( 15 ) بالمائة و ( 20 ) بالمائة عام 2001 رغم ارتفاع العائدات السياحية خلال الأشهر التسعة الأولى منه ( 2,1 مليار دولار أي 23,9 مليار درهم مغربي ) , و بنسبة ( 43,7 ) بالمائة مقابل نفس الفترة من عام 2000 الذي بلغت فيه العائدات السياحية نحو ( 2 ) مليار دولار أمريكي , لتحتل السياحة المرتبة الثانية في توفير العملة الصعبة . و عند مقارنتها مع متوسط العائدات السياحية خلال نفس الفترة في الأعوام 1997 – 1998 – 1999 – 2000 فهي مرتفعة بنسبة ( 90,5 ) بالمائة .

كما خسرت شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية حوالي ( 20 ) بالمائة من رحلاتها الدولية عام 2001 . و فقد القطاع السياحي بالإضافة إلى بعض القطاعات المهمة في الاقتصاد المغربي قدرتها على التوظيف لصالح البطالة التي بلغت نسبتها في عام 2001 ( 24 ) بالمائة من الفئة النشطة اقتصاديا . وحسب ( المركز المغربي للظرفية ) فان هجمات 11 سبتمبر و تبعاتها قد كلفت الاقتصاد المغربي خسائر بقيمة ( 2,5 ) مليار دولار من اجمالي الناتج المحلي و حوالي ( 1 ) بالمائة خلال سنة 2001 .

المملكة العربية السعودية : أما المشهد السياحي في المملكة العربيةالسعودية فقد شهد تغيرا في اتجاهات السياحة الصادرة منها , و تراجعا ملموسا في أعداد الأفواج السياحية الصادرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا في أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر / أيلول . فقد تراجعت حركة السياحة من السعودية إلى لندن بنسبة تتراوح بين ( 40 – 50 ) بالمائة , و إلى الولايات المتحدة الأمريكيةبنسبة ( 80 ) بالمائة , و تحولت في معظمها إلى الدول السياحية في أوروبا و آسيا . و بحسب احصائيات السفارة الأمريكية في السعودية فان حركة السفر من السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية قد شهدت انخفاضا بنسبة ( 40 ) بالمائة بالنسبة للأسر , و بنسبة ( 10 ) بالمائة بالنسبة لرجال الأعمال خلال فترة الستة أشهر الأولى من عام 2002 مقارنة بنفس الفترة من عام 2001 . و انخفضت حركة السفر الدولي من و إلى السعودية بنسبة ( 5 ) بالمائة خلال 2002 , و قد خفضت الخطوط الجوية السعودية عدد رحلاتها من ( 8 ) رحلات في الأسبوع إلى ( 2 ) رحلة فقط .

ماليزيا : كانت مساهمة القطاع السياحي الماليزي في الناتج المحلي لعام 2001 بمقدار ( 5,5 ) مليار دولار أمريكي . و استقبلت فيه نحو ( 15,5 ) مليون سائح مقابل ( 14,5 ) مليون سائح في عام 2000 , بفارق ( 1,0 ) مليون سائح . وقد ازدادت تدفقات السواح إليها من الدول الإسلامية , و الدول العربية على وجه الخصوص , مثل دول الخليج العربي التي كانت مصدرا ل ( 120000 ) سائح , شدوا الرحال إلى ماليزيا في عام 2001 , و كانت الوجهة السابقة بالنسبة لمعظمهم قبل الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية .

تركيا : أما تركيا فهي الأخرى كانت البديل المناسب للكثير من سواح الدول العربية الذين يمموا تجاهها في موسم الصيف 2001 , فقد زارها ( 30000 ) سائح خليجي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2001 بزيادة نسبتها ( 71 ) بالمائة بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2000 . و كانت انفاقاتهم من أعلى الانفاقات بالمقارنة مع بقية السواح من البلدان الأخرى , و على النحو الآتي : -

 ( 19474 ) سائح من المملكة العربية السعودية بزيادة ( 35 ) بالمائة

 ( 5077 ) سائح من الكويت بزيادة ( 100 ) بالمائة

 ( 3266 ) من الامارات العربية المتحدة

 ( 2153 ) سائح من مملكة البحرين بزيادة ( 200 ) بالمائة

و بحسب ( أي . بي . كي ) المؤسسة المعنية بالدراسات السياحية فان الانفاقات الخليجية على السياحة في عام 2001 قد شكلت نسبة ( 5,6 ) بالمائة من اجمالي العائدات السياحية على نطاق العالم و البالغة ( 476 ) مليار دولار امريكي , و كانت بقيمة ( 27 ) مليار دولار . وهي عائدات سياحية غير قليلة نظرا لارتفاع انفاقات السائح الخليجي . الأمر الذي دفع بعض الدول مثل تركيا و ماليزيا و لبنان و المغرب و تونس و تايلاند إلى تبني سياسات تسويقية خاصة , وجهت إلى السواح من دول الخليج العربي لتعويض بعض خسائرها جراء أحداث 11 سبتمبر / أيلول 2001 . و الاحصائيات التالية تمثل عدد الرحلات السياحية المقضية من قبل سواح من دول الخليج العربي إلى مختلف دول العالم في عام 2001 : -

السعوديون ( 4,8 ) ملايين رحلة سياحية

 الاماراتيون ( 1,8 ) مليون رحلة سياحية

 الكويتيون ( 1,3 ) مليون رحلة سياحية

 البحرينيون ( 0,4 9 مليون رحلة سياحية

 القطريون و العمانيون ( 0,7 ) مليون رحلة سياحية

أما عدد الليالي السياحية المقضية من قبلهم في فنادق و منشآت الايواء الأخرى الموزعة في مختلف بلدان العالم عام 2001 فقد بلغت ( 200 ) مليون ليلة سياحية , و منها : -

 السعوديون ( 108 ) ملايين ليلة سياحية

 الاماراتيون ( 38 ) مليون ليلة سياحية

 الكويتيون ( 31 ) ملايين ليلة سياحية

 البحرينيون ( 5 ) ملايين ليلة سياحية

 البقية ( 19 ) مليون ليلة سياحية

إسرائيل : كان قطاع السياحة الإسرائيلي قد تلقى ضربة مؤلمة جراء الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني البطل في عام 2000 التي تسببت بادخاله في نفق مظلم و أوقعته في أزمة فعلية , حتى وصلت خسائره إلى ( 460,7 ) مليون دولار أمريكي , و سرح آلاف العمال من قطاع الضيافة و المطاعم , و من ضمنهم ( 12000 ) عامل من قطاع الايواء فقط حسب صحيفة ( معاريف ) , مشيرة بان ( الأزمة السياحية ) التي عاشتها إسرائيل قد تفاقمت بفعل أحداث 11 سبتمبر 2001 . قال ( آفي ايليه ) رئيس ( اتحاد أرباب الفنادق ) في تصريح له إلى نفس الصحيفة : ( إن السياحة الوافدة لإسرائيل في الأشهر القادمة ستكون صفرا , في هذه الأيام من الصعب تقدير كم عدد الفنادق التي ستغلق , و كم عدد العمال الذين سيقالون , و من الواضح انه إذا لم يكن هناك حل سريع فإن عمليات تسريح العمالة ستشكل الآلاف ) . و حسب بيان ( المكتب المركزي للإحصاء ) في إسرائيل فان حجم السياحة الوافدة قد انخفضت في عام 2001 إلى ( 870000 ) سائح لا غير مقابل ( 1,7 ) مليون سائح في عام 2000 , و من ( 183000 ) سائح شهريا إلى ( 104000) سائح فقط .

بالإضافة إلى تراجع حجوزات المجموعات السياحية للغرف الفندقية خلال أشهر الصيف 2001 بنسبة ( 50 % ) بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2000 . و غلقت أكثر من ( 3000 ) غرفة فندقية لتراجع الحجوزات عليها بنسبة ( 42 % ) .

ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر لتزيد الطين بلة , و لتوجه ضربة أخرى إلى هذا القطاع الحيوي بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي , و لتدخله أقوى ( أزمة سياحية ) يشهدها قطاع السياحة الإسرائيلي على الاطلاق , فارتفعت خسائره إلى ( 2,4 ) مليار دولار أمريكي , و بلغت نسبة البطالة ( 10,2 ) بالمائة , و تمثل أعلى نسبة بطالة في إسرائيل , و ذلك بعد ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى ( 258000 ) عاطل في عام 2001 . و كانت هذه العوامل جد كافية لادخال الاقتصاد الإسرائيلي مرحلة ركود حقيقية جراء : -

أولا : التباطوء في أداء الاقتصاد العالمي  .

ثانيا : اندلاع الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني .

ثالثا : هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية .

المنطقة العربية : أما تداعيات هجمات 11 سبتمبر على عموم السياحة في المنطقة العربية فقدتجلت من خلال : -

أولا : انخفاض السفر الجوي من و إلى المنطقة العربية بنسبة قدرت ب ( 35 ) بالمائة عقب الأحداث , مما دفع الكثير من شركات الطيران إلى تقليص عدد رحلاتها و الغاء بعض خطوطها , الأمر الذي ينطوي على الكثير من الخسائر .

ثانيا : تكبدت شركات الطيران لدول المنطقة خسائر قدرتها منظمة السياحة العربية ب ( 10 ) بلايين دولار أمريكي بنهاية عام 2001 .

ثالثا : تكبد القطاع السياحي في العالم العربي لخسائر قدرت بأكثر من ( 10 ) بلايين دولار بنهاية العام المذكور . علما بأن المقدر من الدخل المباشر و غير المباشر لهذا القطاع كان ( 60 ) مليار دولار . و كان عدد السياح الذين تم استقبالهم في الدول العربية في عام 200 بحدود ( 30 ) مليون سائح , أنفقوا قرابة ( 21 ) بليون دولار .

رابعا : انخفاض معدل اشغال الغرف الفندقية في بعض الدول العربية النشطة سياحيا , مثل مصر و لبنان و الأردن و الامارات العربية المتحدة ( دبي ) بنسب مختلفة تتراوح بين ( 30 ) بالمائة و ( 70 ) بالمائة في عام 2001 , و هي نسب عالية كما يلاحظ و تفضي إلى الكثير من الخسائر .

خامسا : تكبد شركات الطيران في ( 16 ) دولة عربية لخسائر تتراوح بين ( 0,5 ) و ( 1,0 ) مليار دولار أمريكي خلال عام 2001 و النصف الأول من عام 2002 .

سادسا : كما شهدت حركة الطيران في قطاع السياحة و السفر انخفاضا نسبته بين ( 15 ) بالمائةو ( 20 ) بالمائة خلال نفس الفترة بحسب تقديرات الهيئة المذكورة .

سابعا : تسريح آلاف العمال المشتغلين بقطاع السياحة و القطاعات المرتبطة بها , مثل النقل , ليساهم ذلك في تفاقم مشكلة العمالة العربية التي تعرضت إلى ضغوط جراء هذه الأحداث . و قفزت أرقامها إلى ( 18 ) مليون شخص بنهاية عام 2001 , أي ما يعادل ( 20 ) بالمائة من مجموع القوى العاملة العربية .

ثامنا : نمو السياحة البينية بالدول العربية لحصول تحولات في اتجاهات السياحة العربية الصادرة إلى الدول الغربية , و بحسب دراسة صادرة عن جامعة الدول العربية عام 2001 فان هذه السياحة قد بلغت ( 42 ) بالمائة خلال ثلاثة أعوام السابقة .

عالميا : أما انعكاسات تفجيرات 11 سبتمبر / أيلول 2001 على خارطة السياحة العالمية فقد وصفها ( غراهام واسن ) نائب رئيس المجلس الدولي للسياحة و السفر بقوله : ( نواجه الآن أزمة مريعة أكثر من حرب الخليج عام 1991 عندما انخفضت حركة الملاحة الجوية بنسبة 1,5 % , و سيؤدي هذا الانخفاض إلى اختفاء 8,8 مليون وظيفة في العالم , و إلى تراجع اجمالي الناتجللقطاع بنسبة 1,7 % ) . و قد جاءت على النحو الآتي : -

أولا : حصول ركود سياحي ملحوظ في السياحة العالمية , و انخفاض الطلب العالمي على السياحة بنسبة ( 4,7 ) بالمائة في عام 2001 و عام 2002 بحسب ( المجلس الدولي للسياحة و السفر ) .

ثانيا : انخفاض أعداد السياح على مستوى العالم في نهاية عام 2001 بنسبة ( 3,1 ) بالمائة بالمقارنة مع عام 2000 بحسب المنظمة المذكورة .

ثالثا : حصول تغير ملموس في اتجاهات السفر لدى السواح من مختلف بلدان العالم , و تفضيل بلدان من آسيا و أوروبا و أفريقيا لغرض السياحة على الولايات المتحدة الأمريكية .

رابعا : ارتفاع تكاليف السفر إلى الولايات المتحدةالأمريكية بالنسبة للسواح من الدول الأوروبية بسبب الضغوط على الدولار الأمريكي مقابل اليورو بعد تحسن سعر صرف الأخير مقابل العملة الأمريكية .

خامسا : انخفاض حجم العمالة في قطاع السياحة على مستوى العالم إلى ( 170 ) مليون شخص عام 2002 مقابل ( 180 ) مليون شخص عام 2001 و بفارق ( 10 ) ملايين شخص ( 11,5 مليون شخص حسب تقديرات منظمة العمل الدولية ) , و ذلك بسبب قيام الشركات و المؤسسات السياحية بالاستغناء عن الكثير من العمال تحت ضغط الظروف الصعبة التي مرت بها جراء الأزمة .

 و قد تفاقمت هذه المشكلة بعد تنفيذ هجمات إرهابية عل السياح في بعض المناطق من العالم عام 2002 , و انتشار مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد غير النمطي ( سارز ) في عام 2003 . فقدحذرت ( منظمة العمل الدولية ) في تقرير لها بعنوان ( تهديدات جديدة لفرص العمل في قطاعي السياحة و السفر 2003 ) صدر في شهر أيار 2003 ( من ان انخفاض أعداد المسافرين جراء مرض السارز بالإضافة إلى الركود الاقتصادي العالمي قد يؤديان إلى فقدان خمسة ملايين عامل لوظائفهم في قطاع السياحة هذا العام . بهذا يخبو التفاؤل الذي ساد في بداية 2003 بأن الأسوأ جراء أحداث 11 سبتمبر قد انقضى ) .

سادسا : حصول انخفاض في حركة الملاحة الجوية بنسبة ( 20 % - 25 % ) للفترة من 11 أيلول 2001 و حتى تشرين الثاني 2002 بنسبة ( 35 % ) في الولايات المتحدة الأمريكية  .

سابعا : نمو السياحة الداخلية على نطاق العالم بنسبة ( 10 ) بالمائة , و على حساب السياحة الدولية بحسب تقرير التصنيف السنوي الصادر عن ( مجلس السفر و السياحة العالمي ) حول أكثر المناطق السياحية شعبية في العالم عام 2002 .

 

* عن ( السياحة و الإرهاب ) للباحث , دار نشر كريستال , أربيل – العراق 2011 .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.