اخر الاخبار:
غوتيريش يحذر من اقتراب "الدمار" المناخي - الخميس, 06 تشرين2/نوفمبر 2025 20:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

سلام ترامب على نيران نوبل الحامية// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب 

سلام ترامب على نيران نوبل الحامية

علاء اللامي*

 

يحاول ترامب جاهدا أن ينجز "صفقة سلامه" قبل العاشر من كانون الأول ديسمبر القادم. لماذا؟ لأن هذا هو الموعد الرسمي الذي تقدم فيه جائزة نوبل للسلام للفائز بها ويصادف هذا اليوم الذكرى السنوية لوفاة نوبل أما الإعلان عن اسم الفائز بها فقد يكون اليوم الجمعة 10 تشرين الأول. في الواقع لم يشهد تاريخ هذه الجائزة المثيرة للجدل استقتالا واستماتة حتى الابتذال من رئيس دولة من أجل الحصول عليها كما فعل دونالد ترامب. هذا الشخص معروف بنرجسيته المرَضية وهوسة بذاته وتكراره للأكاذيب والمبالغات الصفيقة إلى درجة يفقد معها أي شعور بالكرامة الشخصية والشعور بالخجل. كل هذا يأتي مصحوبا عنده بتشكيلة أمراض نفسية وجروح ذاتية وشعورا مريرا بالغيرة ممن حصلوا على هذه الجائزة في نصف القرن الماضي من الرؤساء السابقين وكلهم بالمناسبة من الحزب الديموقراطي: كارتر وباراك أوباما وآل غور نائب الرئيس كلينتون... وخصوصا غيرته الممزوجة بمشاعر العنصرية من أوباما ذي الأصل الأفريقي. أما لو قُدر لسلفه المباشر بايدن الذي يسكنه كهاجس مرضي وأشبه بالوسواس القهري فيذكره شاتما مع كل شهيق وزفير، لو قُدر أن يحصل عليها عوضا عنه، عن ترامب فلا شك ان ذلك سيدفعه إلى الجنون وربما الانتحار!

 

الأكيد أن قيمة الجائزة المالية وهي أحد عشر مليون كرونة سويدية (ما يعادل حوالي مليون دولار ومائتي ألف دولار أمريكي) للملياردير ترامب وهو نفسه حاول أن ينفي دوافعه النرجسية فقال إنه لا يريد يرد الجائزة لنفسه بل "للولايات المتحدة العظيمة"!

 

من هنا، وأخذاً بنظر الاعتبار أن شريك ترامب في هذه الصفقة هو المحتال الدموي نتنياهو، الذي سبق وأن كذب في كل المناسبات والأحداث التي مرت، ونقض آخر اتفاقية جرى التوقيع عليها ونفذ الجانب الفلسطيني واجباته بخصوصها وأطلق سراح مجموعة كبيرة من الأسرى الصهاينة، من هنا لا يبدو أن ثمة مساحة للتفاؤل فيما سيحدث لاحقا وربما سيحاول الشريكان ترامب ونتنياهو ملء الفراغات الزمنية حتى العاشر من كانون الأول موعد إعلان الجائزة باللف والدوران والانسحابات التكتيكية حتى يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة ويتم تشكيل ما يسمونه مجلس السلام برئاسة مخادع خطر آخر هو الكاذب - باعترافه هو - توني بلير الملطخ بدماء العراقيين، وربما يرشحون بديلا عنه كما يروج حاليا في الأوساط الدبلوماسية بعد موجة الرفض لهذا الشخص من أوساط عديدة وخاصة من الطرف المقابل في الصفقة أي الطرف الفلسطيني. وحين سيعلن عن منح ترامب جائزة نوبل للسلام وربما ستمنح الجائزة مناصفة له ولشريكه مجرم الحرب نتنياهو، سيكف ترامب يده عن الصفقة وينسحب منها بهدوء تاركا لنتنياهو مواصلة حرب الإبادة الجماعية وتنفيذ مشروعه للتهجير الجماعي والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني!

 

إن هذا الخطر بأن يتخلى المحتال ترامب عن الصفقة بعد العاشر من ديسمبر - سواء حصل على الجائزة والأرجح إن لم يحصل عليها- يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار من قبل المقاومة الفلسطينية ومن قبل أصدقاء الشعب الفلسطيني في الحركة الشبابية العالمية المناهضة لحرب الإبادة الجماعية في جميع دول العالم. أقول جميع دول العالم باستثناء الدول العربية والإسلامية - مع بعض الاستثناءات الشريفة وفي مقدمتها شعب اليمن النبيل - وأن يؤخذ بنظر الاعتبار أيضا من قبل الدول الوسيطة والضامنة كتركيا ومصر وقطر والدول التي حضر رؤساؤها اجتماع الصفقة مع ترامب رغم أنهم عاجزون عن فعل أي شيء في مواجهة ترامب!

 

ولكن يبقى الأمل قويا في الشعب الفلسطيني الباسل ومقاومته الأسطورية وصموده منقطع النظير وعليه سيبقى التعويل قائما في إفشال مخططات الثنائي الإجرامي ترامب ونتنياهو وعبور هذه المحنة نحو فجر حريته واستقلاله.

 

نعم، نفرح لفرح الأشقاء الفلسطينيين في غزة بوقف إطلاق النار الوشيك، ونحزن لحزنهم الفادح، للثمن الباهظ في الأرواح البريئة التي أزهقها العدو، لعذابات الجرحى المحرومين من العلاج والدواء في أشنع مذبحة في التاريخ الحديث، لمليوني جائع محروم من الغذاء والماء في عالم "التحضر والقانون الدولي والحداثة الغربية الوسخة".

 

 

 

نفرح لفرح الأشقاء في غزة لأنهم في سبيلهم إلى وقف حرب الإبادة بدمائهم الزكية وكسر مشروع التهجير المعلن وسرقة بلادهم وتحويلها الى ريفيرا للكواسر الإمبرياليين ونحزن لما حل بمدن غزة الجميلة.

 

نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم ونقلق لقلقهم،

 

نقلق بقوة نظرا لغموض الإجراءات والخطوات اللاحقة للمرحلة الأولى ولغدر مجرم الحرب نتنياهو وعصابته وهو غدر محمي جيدا من قبل ترامب وعموم زعماء الغرب.

 

حتى الآن يمكن تسجيل الإنجاز الأكبر الذي حققه شعب غزة ومقاومته بصمودهم هو إجبار الكيان على الموافقة على إنهاء حربه العدوانية بعد أن كان يرفض ذلك طيلة سنتي الحرب وجولات المفاوضات ويصر على أن من حقه العودة إلى الحرب متى شاء...

 

ثمة الكثير مما ينبغي قوله فلسطينيا وعربيا ودوليا، ولكن اللحظة الآن هي للتمعن في كل ما حدث طيلة السنتين الماضيتين؛

 

ماحدث خطب جلل وكارثة مروعة ألحقها الكيان الصهيوني بشعب صغير وشبه أعزل لأنه تجرأ على المقاومة المؤثرة ضد محتلي أرض وطنه.

 

شعب خُذل وترك وحيدا من كافة الزعامات العربية والإسلامية وحتى من جمهور هذه البلدان إلا ماندر، ولم يقف معه إلا الشرفاء في لبنان واليمن ودفعوا ثمن إسنادهم ووقوفهم معه غاليا.

 

هذه الكارثة من صنع الكيان الصهيوني بدعم وتسليح وتمويل من الولايات المتحدة وشركائها لن تُنسى وستكون عاملا من عوامل تفكك وزوال هذا الكيان الخرافي المفتعل المجرم الملطخ بدماء ضحاياه فقد صار علة وعالة على مختلقيه فلا مستقبل له في مشرق الشعوب.

 

وسيكون ما حدث عارا على كل من سكت أو تواطأ أو تعاون سرا أو علنا، دبلوماسيا أو عسكريا مع المعتدين الإباديين المجرمين!

 

كل المجد لمن صمدوا فانتصرت دماؤهم على سيف البطش الصهيوني الغربي! وسيلحق العار بالقتلة وبمن اصطف معهم بالكلمة والفعل.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.