اخر الاخبار:
غوتيريش يحذر من اقتراب "الدمار" المناخي - الخميس, 06 تشرين2/نوفمبر 2025 20:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أكذوبة ترامب عن الحروب السبع التي أوقفها// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب 

أكذوبة ترامب عن الحروب السبع التي أوقفها

علاء اللامي*

 

 يكرر ترامب بمناسبة وبلا مناسبة أنه أوقف سبع حروب، وربما رفع العدد مؤخرا كما قيل إلى تسع. فهل يعني وقف الحرب إحلال السلام؟ وهل أوقف ترامب هذه الحروب فعلا بجهوده الشخصية كرئيس دولة عظمى وتم التوقيع على اتفاقيات رسمية بوقفها والمصادقة على هذه الاتفاقيات؟ سأحاول هنا تفنيد هذه أكاذيب ترامب ومزاعمه الخاصة بالحروب السبع لنرى أنه إما اختلق حروبا لم تقع أبدا كالحرب المزعومة بين مصر وأثيوبيا أو أنه بعث حروبا انتهت منذ ربع قرن واعتبر نفسه أوقفها كالحرب بين صربيا وكوسوفو أو أنه اعتبر اشتباكات حدودية متكررة بين الدول حروبا وهو الذي اوقفها كالحالة بين الهند والباكستان أو بين كمبوديا وتايلند أو أنه سرق جهود الاخرين معه في المحاولة ونسب الفضل لنفسه فقط كالحالة بين الكونغو ورواندا أو بين أرمينيا وإذربيجان أضف إلى ذلك أن إعلان النوايا بإنهاء الحرب بين البلدين لم يتم التصديق عليه حتى الآن من قبل قيادتيهما. مع الاعتراف بأن ترامب حقق عدة اختراقات دبلوماسية في بعض هذه الحالة ولكنه محتال وكاذب حين يقول إنه أوقف هذه الحروب. وبالتفصيل نقول:

 

1- الحرب الصهيونية العدوانية على إيران: هذه كذبة فاقعة فترامب لم يكن طرفا محايدا أو وسيطا نزيها أوقف حربا بين طرفين (إيران وإسرائيل)، بل هو طرف مشارك فعليا فيها إلى جانب إسرائيل بالطيران الأميركي الثقيل. وحين أكمل عدوانه أمر شريكه نتنياهو بوقف القتال! فهل يعتبر هذا جهدا من أجل السلام؟ ثم أن هذه الحرب لم تنتهِ باتفاق سلام دائم أو مؤقت ولا بحل مشكلات ملف إيران النووي. فالنزاع معها ما يزال مستمرا، فهو ليس سلاما بل هدنة هشة مصحوبة بحصار ظالم وعقوبات اقتصادية ماتزال مستمرة بل وتدخلت دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا وشاركت فيها ضد إيران.

 

2- بين مصر وإثيوبيا: لم تحدث حرب بين البلدين، ولم يصل الخلاف بينهما حول سد النهضة إلى درجة الحرب، بل ظل نزاعا دبلوماسيا.

 

حاول ترامب خلال ولايته الأولى التوسط في اتفاق، ثم ادعى لاحقا أنه ساهم في "السلام" و"أنهى الصراع"، لكن الحقيقة أن المفاوضات متعثرة، والسد اكتمل افتتاحه رغم اعتراض القاهرة. ولا وجود لاتفاق سلام، لأن الحرب لم تقع أصلا والتهديد بوقوعها مايزال قائما ومتفاقما.

 

3- الحرب بين أرمينيا وأذربيجان: صحيح أن ترامب بادر في أغسطس/آب 2025 إلى دعوة قادة البلدين واستضافهما في البيت الأبيض وقدم لهما إعلان نوايا للسلام حول إقليم ناغورني قره باغ. غير أن هذا الاتفاق أو إعلان النوايا لم يتم التصديق عليه حتى الآن من قبل قيادتي البلدين، وما زالت هناك خلافات دستورية وحدودية، وعليه لا يمكن القول إن الحرب انتهت نهائيا.

 

4- الحرب بين صربيا وكوسوفو: انتهت الحرب بين البلدين قبل ربع قرن أي في 11 يونيو 1999، عندما وافقت صربيا على اتفاقية كومنوفو التي دعت إلى انسحاب القوات الصربية ونشر قوات حفظ سلام تابعة لحلف الناتو في المنطقة.  وأعلنت كوسوفو استقلالها في تلك السنة ولم يتدخل ترامب في ذلك فلم يكن حينها معروفا وحتى حين أصبح رئيسا فلم يحدث بين البلدين أي تصعيد عسكري كبير، ومع ذلك أدرج ترامب هذا النزاع كحرب قام هو بإنهائها في قائمته رغم غياب أي حرب فعلية خلال ولايته الثانية.

 

5- الحرب بين كمبوديا وتايلند: شهدت الحدود اشتباكات دامية في يوليو/تموز 2025 خلفت قتلى ونزوحا جماعيا، وقد هدد ترامب بوقف المفاوضات التجارية ما لم يتوقف القتال، ما دفع الطرفين لقبول وقف إطلاق النار في اجتماع بماليزيا.

 

لكنه كان سلاما مؤقتا، فرغم توقف القتال فإن جذور النزاع الحدودي لم تُحل، والتوترات والاشتباكات لا تزال مستمرة.

 

6- الحرب بين الهند والباكستان: ما حدث بين الهند وباكستان لم يكن حربا بل اشتباكات حدودية حدثت عدة مرات في السنوات الماضية، ثم تحولت هذه المرة إلى قتال عنيف في كشمير المتنازع عليها بين البلدين في مايو/أيار 2025 بعد هجوم دموي لباكستانيين كشميريين على سياح في الجزء الخاضع للهند، وتبادل البلدان القصف والغارات الجوية لعدة أيام.

 

وحين أعلن ترامب أنه توسط لوقف إطلاق النار، سارعت الهند إلى نفي أي وساطة أميركية، مؤكدة أن التفاهم تم مباشرة مع باكستان، لكن إسلام آباد، رغم ذلك، شكرت ترامب ورشّحته لجائزة نوبل في حركة تملقية واضحة ولا معنى لها. ثم أن النزاع بين البلدين لم يُحل جذري أيضا وما يزال قابلا للاشتعال مجددا في أية لحظة.

 

7- الحرب بين الكونغو ورواندا: دار بين البلدين صراع مستمر منذ عقود، وتصاعد في 2025 بسبب هجمات جماعة "إم 23" المدعومة من رواندا. وقد لعب ترامب بالفعل دورا في جهود السلام بين الجيران الأفارقة، لكنه لم يكن وحيدا، بل شاركت معه عدة أطراف ودول أفريقية بنشاط. كما أن الصراع لم ينتهِ بعد. ففي أواخر يونيو/حزيران 2025 وقّع وزيرا خارجية الكونغو ورواندا اتفاق سلام في البيت الأبيض. ولكن الطرف الأهم في تلك الحرب أي حركة إم 23 لم يشارك بشكل مباشر في المفاوضات وقالت الحركة إنها لا تستطيع الالتزام بشروط اتفاق لا يشملها. ولهذا فإن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في واشنطن لم يوقف النزاع فعليا، ويمكن اعتباره مجرد إطار سياسي هش.

 

8- إنهاء حرب غزة وفيها يطول الكلام، وهل أنهى ترامب هذه الحرب للإبادة الجماعية بعد أن زودت بلاده فيها الكيان الصهيوني بأسلحة ومعدات واموال تقدر بثلاثين مليار دولار؟ هل يكون ترامب طرف سلام محايد وبلاده قدمت لإسرائيل الدولة المحتلة ذخائر وصواريخ وقنابل تعادل قوتها التفجيرية التي استعملت ثماني قنابل ذرية من تلك التي أطلقتها الولايات المتحدة على هيروشيما؟ وهل تعتبر مبادرة ترامب لوقف سفك دماء الفلسطينيين المدنيين أم لإخراج نتنياهو وكيانه الاستيطاني من مأزقه وهزيمته الاستراتيجية بعد أن فشل في استعادة أسراه والقضاء على المقاومة وتهجير السكان خلال عامين داميين؟! هو نفسه اعترف قبل أيام قائلا: قلت لنتنياهو: اللعنة، يا رجل، لماذا أنت متشائم هكذا دائما، يجب عليك أن تلتقط نصرك الآن وإلا سيضيع منك لأنك لا يمكن أن تقف ضد العالم كله!

 

ألا يعني ذلك أن ترامب أنقذ نتنياهو من مأزق قاتل وإفلاس كامل؟!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.