اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• الظلم من مستوى المخدرات

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بهاء الدين الخاقاني

الظلم من مستوى المخدرات

 

لقد حرم تعاطي الظلم في الأديان السماوية وفي كل النظريات الوضعية حتى عند تلك التي مارست الظلم..

وقد جاء العلم الحديث ليؤكد ويثبت ما قالته الأديان والوجدان عبر قرون تواجد بني آدم على الكرة الأرضية ..

يعتبر الظلم أشهر سلوك أنتج من الأنا، ومن رغبة العظمة وعدم الاعتراف بالآخر ليصل الى اجتثاث الآخر بسبب الأفكار الشريرة المتخمرة منذ آلاف السنين..

 وقد ثبت علمياً المضار العديدة التي يسببها تعاطي الظلم ولو بممارسات كما توصف بالمصلحة أو بأدنى ما يمكن من السلوكيات.

يروى أن صيادا لديه زوجة وعيال، لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام، حتى بدأ الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء، وظل على هذا الحل عدة أيام ، وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعى الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته فبدأ يردد..

.. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * * * فرجت وكنت أضنها لا تفرج

فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال ..

:ماذا سأفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟

فأخذ يحدث نفسه

:سأطعم أبنائي من هذه السمكة .. سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى .. سأتصدق بجزء منها على الجيران .. سأبيع الجزء الباقي منها ..

... وقطع عليه أحلامه صوت حماية المسؤول..

: ان مسؤولنا يطلب منه إعطائه السمكة لأن المسؤول أعجب بها.

فلقد قدر الله أن يمر المسؤول مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر حمايته بإحضارها ، رفض الصياد إعطائهم السمكة في بادى الأمر، فهي رزقه وطعام أبنائه، ولكنه تعويضا لذلك طلب..

: عليكم بدفع ثمنها ..

فبادروه بسرعة ودون كلام ليأخذوها منه بالقوة وابتعدوا بموكبهم

وفي القصر … طلب المسؤول من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على العشاء وبعد أيام اصاب الملك داء الغرغرينة، فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه..

عليك بقطع إصبع رجلك حتى لا ينتقل المرض لساقك..

فرفض المسؤول بشدة وأمر بالبحث عن دواء له، وبعد مدة، أمر بإحضار الأطباء من خارج مدينه، وعندما كشف الأطباء عليه، فأخبروه..

: علينا ببتر قدمك لأن المرض انتقل إليها..

 ولكنه أيضا عارض بشدة، بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته فألحوا عليه..

عليك الموافقة على قطع ساقك لكي لا ينتشر المرض أكثر...

فوافق الملك  بحزن، وفعلا قطعت ساقه، في هذه الإثناء، حدثت اضطرابات من حوله وتذمر، وبدأ الناس يتمردون، فاستغرب المسؤول من هذه الأحداث، وبدأ كحلم الصياد يتسائل مع نفسه وكأنه كابوس يقض مضجعه..

:أولها المرض ألم بي وثانيها الاضطرابات من حولي..

فحاول أن يجد الجواب من مستشاريه ولكن لم يجد الجواب الشافي، حتى تذكر أحد الحكماء الذي فرض عليهم المنفى والاقامة الأجبارية والسجن ومصادرة رأيه وعقوبة من يتداول رأي هذا الحكيم  أن يلقى أشد العقوبات، وبامتعاض أمر بأحضاره، وسأله عن رأيه فيما حدث ..

فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟

فأجاب المسؤول باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي

فقال الحكيم وهو مندهش من اجوبة المسؤول حيث كان الحكيم من المظلومين بين يدي هذا المسؤول: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد.

فتذكر المسؤول السمكة الكبيرة والصياد.. وعندها أمر الحماية بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره على الفور..

فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه للمسؤول، فخاطب المسؤول الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟

فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا

فقالالمسؤول : تكلم ولك الأمان

فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلا

 اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه

فأجابه الحكيم المسؤول عندما سمع كلام الصياد..

: انه قتلك ..

بالتأكيد ان نهايات القصص ربما تهمنا ولكن من هنا نتركها لأننا نعرف ان نهاية الظلم واحدة في الدنيا والآخرة..

آثار الظلم في الجسم عند ممارسته:

1-الفم: يتم التفوه بالظلم مسببا الدخول الى الجسم عن طريق الفم.

2- المعدة: كل الظلم، يتفاعل الجزئي منه والكلي فلا فرق بينهما، مع الدم عبر المعدة وعمليات الهضم، وكثيرا ما يعود عسر الهضم في المعدة الى ذلك لعامل المعاكس الفاعل مع سهولة هضم حقوق الآخرين في محيط الأنسان ضمن سلوكية الظالم مهما كان.

3- الأمعاء الدقيقة: ما يصل الى الأمعاء الدقيقة منه يأخذ طريقه الى الأنسجة لتتآكل الخلايا بمرور الأيام محدثة التهابات دائمية فيها ودامية .

4-القلب: وعند وصوله الى القلب بفعل الدم يضخ القلب الظلم على شكل تورمات متنوعة السموم محدثة خللا في الكريات البيض والحمر في آن واحد، وفي الوقت نفسه تحدث تعفنا يتراكم بالتدريج مؤديا الى عفونة القلب وكثيرا ما يحدث انتفاخات للجلد او ما يشبه البرص أو سرطان الجلد.

5- المخ: كما يصل الظلم إلى المخ مؤديا وظائف منها التنظير الذي يجعل من المخ مسرحا للجنون.

6- الأحاسيس: يستملك الظلم الأحاسيس ليعبر عن فوضى مثلا في اللمس فتؤدي الى الشهوات، وفي الشم فتؤدي الى الشبهات، وفي البصر فتؤدي الى عمى الألون، وفي السمع فتؤدي الى التأسيس الفكري على قاعدة الظن الآثم، وفي الذوق فتؤدي الى سؤ الأختيار، مع اِحداث وهم لوجود أكثر من حاسة لتحسب البدع والعبقريات والتفوق في الانحراف والتعصب والعصبية من هذه الأحاسيس المضافة ما فوق الأحاسيس الخمسة المعروفة والموصوفة بالحاسة السادسة وغيرها وهذه كلها متعلقة بأفرازات غدد انزيمات الوهم.

 التأثيرات التي يسببها الظلم على الجملة العصبية:

منها الجانب الأول: تأثير الظلم بمستويات منخفضة:

1- يسبب الاسترخاء السلبي الأناني.

2- يضعف القدرة على التركيز، فيعتقد انه أبدع فكرة ما بسبب التجبر.

3- يبطىء الانعكاسات العصبية، ليعتبر الهذيان حكمة ومؤديا الى الطغيان .

4- يضعف التناسق الحركي، فيتوهم ان ذلك من الأبهة والوقار والعظمة.

منها الجانب الثاني: تأثير الظلم بمستويات وسطى:

1- التكلم بصورة غير واضحة، مؤسسا لنظريات وعناوين تنظر لتبريرات احداث الظلم ليكون عدالة بالايهام، بما يستنتج منها انفصام الشخصية.

2- كما يسبب الدوار، لوضح مخططات بنائية لما يوصف بالتحايل ولف والدوران في أي تجربة قائمة للوصول الى نتائج المرجوة من الطغيان وهذا ما يستنتج منه المخادعة والتحايل أو مايسمى بالثعلبية أو اكلبية أو الذئبية السلوكية.

3- ويؤدي إلى تغيير الانفعالات العاطفية، التي تلغي المشاعر الأنسانية تجاه أقرب الناس بتبرير التساوي الناتجة من التحول الى المخادعة مع النفس نفسها الظالمة بسبب عدم الثقة بالآخرين ونظرة الاتهام لكل اتجاه وانسان وشيء وهي بذرة سوء الظن تجاه الأمور مطلقا.

ومنها الجانب الثالث: تأثير الظلم بمستوياته المرتفعة الخطرة:

1- يسبب القيء، بسبب تداخل ممارسات القتل والتعذيب والاعدامات لتتوغل النفس بالجريمة دون رادع.

2- الصعوبة في التنفس، لتناقض السهولة في اتخاذ القرار الظالم من دون تردد وعدم الشعور بحاجة أخذ رأي المستشارين، مقابل الصعوبة في اتخاذ قرار العدالة، واقل ما يوصف بتبريره بعدم اتخاذه القرار العادل انه يحتاج الى مستشارين مطلعين مع تعزيز النظرة بانعدام وجود مستشار لذلك من خلال ما يتولد من اعتقاد بأعلمية الظالم والجاهل وجهل الآخرين أيّاً كان عنوانه.

3- فقدان للوعي، لكثرة الميول الى عدم الاطلاع بشؤون الآخرين والتهرب من مناقشة الأمور وممارسة تغييب الحقائق عن النفس لتكوين وهم كي يتحقق الشعور الخداع بأنها أكثر سعادة في الوقت الذي هي أكثر مأساة .

4- يؤدي إلى الغيبوبة، بسبب اعتبار أغلب البشرية والناس من الجهلة أو من المتآمرين ومن الخونة وان هناك من المشبوهين والعملاء الذين لايمكن الثقة بهم .

5- الميول نحو التوحد، وذلك لاستفراد العظمة بالظالم لينتج بالأخير الظلم لنفسه وهو من اشد أنواع الظلم لأنه تغيب كل الحقائق عنه، ولا تبقى حقيقة سوى شخصه وهذا ما يعنون بالصنمية وهي مراحل من سلوكية العبادة الشخصية المتصفة بالوثنية أو ما يسمى بمرض التوحد الخطير.

ونتيجة هذه الجوانب الثلاثة وهناك احتمالات في الدراسات لوجود جوانب أخرى، ليلمس أن الظلم يؤثر على المخيخ، وقشرة المخ، وجذع المخ والحبل الشوكي وهذه هي من المراحل العليا التي تفقد الانسان العلاقة الصادقة مع أقرب الناس اليه وربما حتى الزوجة والأبناء، فكيف بغيرهم ليكون القتل ثأرا عادلا والظلم قصاصا تشريعيا والى آخره...

نتائج التعاطي مع الظلم:

أولا: ضمور في الفص الجبهي:

 الفص الجبهي، مسؤول عن التحكم بالعواطف والإنفعالات في الإنسان وشخصيته، وكذلك مهم لتعلم وممارسة المهارات الحسية الحركية المعقدة، فبسبب مؤثرات الظلم وافراز الانزيمات الغددية الطاغية والمتجبرة، فيحدث تلف في هذا الفص، بحيث الظلمة بأنواعهم لا يقدِّرون المواقف الإجتماعية وكيفية التصرف الملائم لهذه المواقف ولا يتحكمون بعواطفهم، فتراهم يضحكون تارة مشعرا نفسه أنه يجامل أو يريد أسعاد الآخرين، ويبكون تارة مشعرا نفسه أنه حزين على قضية مهمة ما أو أعتبارات تستوجب الحزن، و أي شيء يخطر ببالهم يقومون به دون تقييمه أو تحديد ما هو مناسب أو غير مناسب، أي يفقدون القدرة على اتخاذ القرارات السليمة. بالنتيجة لأنه يعتبرون كل قراراتهم صائبة والآخرين على خطأ..

ثانيا:ضمور الجسم الثفني:

إن نصفي المخ ليسا مفصولين عن بعضهما تماماً، ويمكن القول بأنهما مفصولان عن بعضهما في الجزء العلوي، ففي السطح الداخلي يتصلان مع بعضهما البعض بواسطة الجسم الثفني، وهو عبارة عن ألياف عصبية أو توصف بأنها محاور عصبونات، توصل بين مناطق متشابهة في نصفي المخ، وبالتالي فأن الظلم يستهدف هذين النصفين ليباعد بينهما بتشوه، فضلا عن احداث تقاطعات من العفونة في الألياف العصبية المذكورة كي لا تقوم بعملها محدثا قطع لتواصلها مع المناطق المتشابهة لطرفي المخ.

تحت الجسم الثفني يكون البطين الجانبي أو ما يسمى بالوحشي، ويوجد بُطينان، واحد أيمن وآخر أيسر ويتصل كل منهما بالبطين الثالث بواسطة الثُقبة وسط البُطينات أو ثُقبة مونرو، ويتصل البُطين الثالث بالبطين الرابع الذي يقع في جذع الدماغ بواسطة مَسال سيلفيوس الذي يعبر خلال الدماغ الأوسط وهذا ما تتلاعب فيه نتائج السلوكية للظلم. و بعدها يتصل البطين الرابع بالقناة المركزية في الحبل الشوكي، وهذه الأربعة بُطينات والقناة المركزية تحتوي على السائل المُخي الشوكي أو النُخاعي، والذي يتعامل مع نتائج السلوكيات ان كانت العدالة او الظلم او غيرها، لتكون انتاجاتها الدماغية تسبح في عوامل هذه السوائل محدثة فيها سلسلة من توالد للخلل المتنوع الأنواع عند ممارسة الظلم بأنواعه .

ثالثا: ضمور المخيخ :

المُخيخ عندما يتعامل معه الظلم فأنه يواجه خلل في عمله الأساس وهو عمل يُنظم حركات العضلات  فيفقدها هذا التنظيم وبعكس أن تكون مُتناغمة فأنها تتعاكس ليختل الفعل وكذلك التوازن عند الإنسان حيث أن المخيخ مسؤول عن الإحساس بوضع الجسم في الفضاء وحركة المحيط، وبفعل حدوث هذا التلف لدى الشخص في المخيخ فإنه يترنح أثناء المشي ولا يستطيع أن يسير في مسار مستقيم فلا يدرك اي فكرة صائبة وأي منهج مستقيم وأي معرفة صالحة، وكذلك ترتجف يداه عندما يريد أن يلتقط شيئاً ما، فلا يمكنه التقاط النتائج المرجوة لتحديد الصائب من الخطأ، وكذلك كلامه يكون بطيئاً وغير واضح وإرتجال دائم مسببا جهلا مركبا لنفسه مع اعتقاد خطير كاذب للنفس من ان الناس هم يتصفون بالجهل المركب.

رابعا:ذهان كورساكوف:

وهذا المرض يحدث نتيجة ما يحدثه سلوك الظلم من نقص امتصاص فيتامينات فاعلة لصلاح الانسان وفكره، وبدرجاتها المختلفة، وهو مرض ناتج عن تعاطي الظلم باستمرار، وهذا الذهان يتكون من فقدان للذاكرة فلا يكون لدى الظالم اعتبار بتجارب الآخرين والعصور والتاريخ، ومن اضطراب التناسق الحركي وبذلك لا يكون للظالم استقامة في السلوك، ومن نقص الادراك وعندها لا يمكن التعامل مع الانصاف، ومن تباطؤ التفاعل مع المؤثرات الخارجية لتنتج تطبع من انه اعلم من الاخرين وان الاخرين في جهل دائم. وكذلك بسبب الأصرار على سلوكيات الظلم يحدث نقص في حجم المخ وهذا ما يفسر اكثر فاكثر القرارات الخاطئة واتساع في البطينات بسبب تركيز الغرور والتكبر والتجبر.

 وكما يتضح في الصورة بأشعة الرنين المغناطيسي، ورسم المخ الكهربي ان الموجات الكهربائية المسجلة من المخ ذات قمة منخفضة في متعاطين الظلم، مقارنة بالمجموعة الضابطة نفسها والتي تعتقد بالعدل وتسعى له.

تأثير الظلم على الناقلات العصبية:

1- يقلل الأسيتايل كولين وهذا ما يبرر الغرور .

2- يزيد جابا ، وهذا ما يسبب التكبر.

3- يزيد بيتا اندورفين في منطقة تحت المهاد، وهذا ما يؤكد الجريمة والاغتيالات والثارات وقتل النفوس البريئة وعدم تحمل آراء الآخرين.

4- يزيد التمثيل الغذائي لمادة النورأدرينالين ودوبامين، وهذا ما يثبت النهم وعدم القناعة ومصادرة حقوق الآخرين وعدم الشعور بالمسؤولية وتوجيه التهم المتنوعة لمن لا يعجب الظلمة، وهذه السلوكيات تكثر المداحين الكذابين ووعاظ السلاطين الدجلة والمستشارين الجهلة.

.. ففي يوم من الايام وفي ساعات الصباح الباكر والرجل ذاهب لعمله كجزار لحم، سمع صوتا ينادي ساعدوني، فاسرع راكضا لمساعدته ولكنه وجد شخصا مرمى على الأرض غارقا في دمائه، وعندما انحنى لمساعدته وقعت السكينة الخاصة به على الجثة وقد اجتمع الناس من حوله وقيدت الشرطة يداه، فكان الأعدام هو جزاءه، وفي ساحة الحكم أخذ يصرخ..

: اني استحق القتل بجريمة ارتكبتها قبل 10 سنوات ولكن لست انا بالقاتل في هذه الجريمة ابحثوا عن القاتل الحقيقي..

وبسرد الحكاية بدأ والناس تستمع وهي تلعنه..

: كانت مهنتي التزوير في الانتخابات، وفي يوم من الأيام التقيت بشخصية بدأت تنافس بشدة الجهة التي تمولني لتوزير الأسماء فبات هذا الرجل المنافس والمتمكن صعب المراس وكأنه سيتغلب حتى على التزوير الذي اسقطنا فيه الكثيرون، ومرت الأيام والأسابيع ونحن على هذا الحال لأقناعه على الانسحاب بين الترغيب والترهيب، حتى اقترب يوم الانتخابات واذا به يفوز وشخصية الجهة التي منحتنا مال التزوير هي الثانية وعند عودتنا الى الدستور تبين انه اذا ما حصل له حادث سيكون الثاني بالانتخابات هو البديل للأول.. وجاء اليوم الموعود لتنفيذ الأمر.. لأتحول من مزور ومرتشي الى قاتل..كي احصل على مبلغ اعلى.. فتم الاغتيال لهذه الشخصية الفائزة هو واسرته لتضيع الجريمة وما زالت ضائعة الى يومنا هذا فدفن السر ولم يعرف بالامر.. ولأنني بعد تغير الظروف عدت الى مهنتي السابقة وهي جزار لحم الخرفان وعملت جزار الى يومي هذا.. واتى اليوم الذي يكشف فيه ربي سري ويحين موعد قتلي فانا استحقه ولكن ابحثوا عن القاتل الحقيقي لهذه الجريمة ..

الخلل في الجهاز العصبي:

وحتى عندما يتوقف الظالم عن تعاطي الظلم، وهذا مستحيل، ولكن كمثل ولو لمرة واحدة فإن ذلك يؤدي أيضا الى خلل في الجهاز العصبي:

1-الارتعاش الطبيعي الذي يزداد اذا ما رآى نفسه أمام طلبات الناس وحقوقهم شعورا باستصغار الآخرين.

2- اضطراب في النوم الدائم وهو ما يعكس الابتعاد عن هموم الناس وحقوقهم وعدم الشعور بالمسؤولية وعدم الشعور بالانسانية.  

3- غثيان وقيء مستمران، لعدم ادراك مفهوم الحرية وحق الانسان وتطبيق القانون على النفس قبل الآخرين بتولد الشعور انه ما فوق القانون.

 4- هلوسة وتشنجات، وازدواجية التوجهات، لأحداث الشبهات بالمغالطة وسؤ الأخلاق ومنها الكذب وخيانة الأمانة الى جانب المخادعة ما بين الحقوق والواجبات، لحساب المصالح والأنانية الشخصية ولفئوية والعائلية ولحساب طرف دون آخر.

تأثير الظلم على الأبناء:

الأبناء ومن ثم الأهل ومن ضمنهم الزوجة، أكثر قابلية من عموم الناس لتقبل آثار الظلم المضرة على الجهاز العصبي كما أظهرت هذا الدراسات باستخدام الاشعة المقطعية على المخ . فمولود المرأة التي تعاطت الظلم أو متزوجة من ظالم أثناء الحمل أو مرتبطة بسلوكيات الظلم اذا ما كان أهلها مثلا من الظالمين والطغات، فأن ذلك أدت الى النتائج التالية:

1- يؤثر على نمو الجسم النفثي مشجعا الأزدواجية في السلوكية ومن ثم الشخصية والقرارات.

2- يقلل حجم أنوية المخ ويدمر القشرة الدماغية ويعطب المخيخ وكثيرا يؤدي الى طفح جلدي لامراض خطيرة معروفة كالسرطان الجلدي والبرص والالتهابات وغيرها.

3- ومما يؤدي إلى مولود ذي رأس أصغر منتجا بذرة ظالمة أخرى للمستقبل وعقل أصغر وهذه من دلالات أن ابناء الظلمة الا نادرا شاذا، يمكن أن يكونوا منصفين مع المحيط.

4- وكذلك تخلف عقلي يضعف التناسق الحركي وهذا يبرر فقدان التناسق الأخلاقي لدى الأبناء دوما من أتباع الظلمة، ويسبب فرط في الحركة والشهوانية، مما يكون دائم الأعتداء على المحرمات وارتكابها والتجاوز على حقوق الآخرين..

.. هذة قصة واقعية حدثت في مجتمعاتنا مع شاب في العشرينات من عمره وحيد والدية عاش مع والدتة الشابة بعد رحيل الاب وكانت الام السبب الرئيسي في نجاحة في حياتة العلمية حيث اكمل دراستة الجامعية في ارقي الجامعات دارسا الهندسة ويمتلك شركة مرموقة في السوق في مجالة. في صباح يوم مكتظ بالعمل وبعد نشرة اعلانا باحدي الصحف يطلب عبره مهندسا للشركة تقدم عدة اشخاص للوظيفة فاختار اكثرهم كفاءة ويدعي، ج،  والذي كانت لدية الخبرة في المجال ذاتة وكان جدير بالوظيفة من خلالسيرته العملية، وبعد فترة طلب،ج، مقابلة مديره، م، لكي يستاذنة باحضار زوجتة من بلده ليجد لها عملا بالشركة نفسها فيكون قريبا منها وبعد موافقة المدير عينها بمنصب سكرتيرة له مبديا اعجاب كثيرا بجمالها وكان يحاول اغراءها ودام الحال علي ذلك حتى جاءه المهندس المسكين طالبا اجازة عارضة لة ولزوجتة للسفر لبلدة بسب وفاة اقاربه ونتيجة للظروف المالية السيئة للمهندس اقنعه هذا المدير بابقاء زوجتة في القسم الخاص بوالدتة في المنزل وبطيب خاطر وافق المهندس وسافر ال بلده. بعد يومين حضر،م،  لوالدتة وكانت تجلس معها زوجة المهندس فاخبرها بانة يرغب باصطحابهما الى المزرعة للاستمتاع باجواء طبيعية فيما يطلع علي التجديدات في مرافقها وفعلا غادرت وظيفتها ال حيث اصطحبهما. عند وصولهم الى المزرعة جاء العامل لفتح الباب حيث كان المكان وكرا لممارسة الرذيلة من خلال الايقاع بالفتيات. نزل الجميع من السيارة أخذ رجل الاعمال ،م، الام والسكرتيرة في جولة ارتأت والدتة الاستراحة خلالها قرب حوض السباحة فيما واصل ابنها وزوجة المهندس حتى قاد الأول الأخيرة الى مدخل الفيلا واقفل الباب محاولا الاعتداء عليها ووسط مقاومتها وتمنعها الى درجة الموت خفاظا على شرفها، جاءه العامل الذي اعتاد مشاركتة اجواءه الفاسدة صارخا..

: لماذا احضرت لنا واحدة صعبة المزاج..

فتسائل هذا المدير المجرم..

: لماذا ولابد ان تعرف ان الشريفات صعبات المراس ..

فأجاب العامل المجرم: لقد اعتديت على المراة التي قرب الحوض بصعوبة بالغة..

جن جنون،م،  وهرع بالذهاب الى الحوض لرؤية والدتة واذا بها  تردد من انفاسها الأخيرة عبارات قبل ان تفارق الحياة..

: يا ولدي كما تدين تدان..

 فانهار الأبن وراح في نوبة بكاء هستيرية وبدا كلمجنون لايدري  ماذا يفعل..

وفي الاخير نهاية المأساة الواقعية قضاء العامل الشريك بالجريمة عقوبة الأعدام، فيما ادخل الشاب المدير المجرم مستشفي الطب النفسي للمجانين..

وهو لا يردد سوى عبارة واحدة لا غيرها: إن الله يمهل ... ولا يهمل ..

5- احداث ملامح وجه غير طبيعية، وبالتدريج تفقد حتى الجميل براءة الاطفال التي كانت او حيوية الشباب ان وجدت الى قبح ونفور عام.

إن هذه النتائج السلبية والسيئة والاجرامية بما يمكن ان يصطلح عليها بالفرعونية والنمرودية والكسروية والقيصرية والجبروتية وغيرها الى جانب المصطلحات المعاصرة المنبوذة، والتي رأينا بعضاً منها تدل على حكمة الله عزوجل في تحريم الظلم وكل مسكر ومخدر وربا ورشوة وكسب حرام، لما لها من آثار كما ورد أعلاه، لأن الله عزوجل يريد الانسان أن يكون صحيح العقل والجسم والسلوك وعادل وخادم لأخيه الانسان وخالي من الأمراض السلوكية..

وربما قصة من التراث تنتفعنا ..

قال أبومحمد المهلبي..

:أخبرني بعض من يعاشر الراسبي الأمير..

قال: كنت آكل معه يوما، وعلي المائدة خلق عظيم، فيهم رجل من رؤساء الأقطاع المجاورين لعمله وكان ممن له سطوة على الطريق.. فأستأمن الأمير فأمنه الامير وأختصه.. وطالت أيامه معه فكان في ذلك اليوم علي مائدته، إذ قدم حجل فألقي الراسبي منه واحدة إلي الأطاعي ، كما يلاطف الرؤساء مؤاكليهم فأخذها الأقطاعي وجعل يضحك، فتعجب الراسبي من ذلك..

وقال: ماسبب ضكك ومانري مايوجبه؟ ..

فقال: خبر كان لي..

فقال الأمير :أخبرني به..

فقال : كنت أيام قطعي الطريق، وقد أجتزت في بعض المحجة الفلانية، في الجبل الفلاني وأنا وحدي في طلب من أخذ متاعه وثيابه، حتي أستقبلني رجل وحده، فأعترضته وصحت به، فأستسلم إلي ووقف فأخذت ماكان معه وطالبته أن يتعرى ففعل ومضي لينصرف فخفت أن يلقاه في الطريق من يستفزه على طلبي، فأطلب وأنا وحدي، فقبضت عليه، وعلوته بالسيف لأقتله..

فقال: ياهذا أي شيء بين وبينك.. قد أخذت ثيابي وعريتني ولا فائده في قتلي..

فكتفته ولم ألتفت إلي قوله وأقبلت أقنعه للسيف.. فتلفت كأنه يطلب شيئا، فرأى حجلة قائمة علي الجبل ..

فقال : ياحجله إشهدي لي عند الله تعالي أني أقتل مظلوما..

فما زلت أضربه حتي قتلته وسرت.. فما ذكرت هذا الحديث حتى رأيت الحجله فذكرت حماقة ذلك الرجل فضحكت..

قال أبو محمد المهلبي..

: فانقلبت عين ألأمير حردا غضبا.. وقال لا جرم أن شهادة الحجلة عليك اليوم في الدنيا قبل الأخرة وما أمنتك إلأ على ماكان منك من فساد السبيل.. فأما الدماء فما أسقطها الله عنك بالأمان.. وقد أجري الله على لسانك الأقرار عندي .. ياغلام .. أضرب عنقه..

قال أبو محمد المهلبي..

 فبادر الغلام إليه وغيره بسيوفهم يخبطونه وضرب كل واحد قفاه.. فكأن رأسه قثاء قطعت نصفين فتدحرج رأسه بين أيدينا ونحن علي المائدة.. وجرت جثته ومضي الراسبي في الأكل ..

ربما في قصة الأمير والاقطاعي ظلمة ولكن صدق الحديث الشريف عندما يقول:

:(الظالم سيفي انتفم به وانتقم منه)

اليس كذلك والايام والازمنة تخبرنا هذه الحقائق من نتائج الظلم وقد ملئت بها الكتب .. وصدقت الأحاديث الشريفة ومنها..

:( إن الله ليملي للظالم – مسلم وغير مسلم - فإذا أخذه لم يفلته ).

: ( إتقي دعوة المظلوم  - مسلم وغير مسلم - فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)

................................

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

.......................................................................

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.