مقالات وآراء

• سورية ، أزمة بحاجة للحل !!!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

حسين شيخموس

سورية ، أزمة بحاجة للحل !!!

 

الأزمة السورية باتت تعالج بالصدمات الكهربائية من جهة ، وإعطاء جرعات أدوية غير نافعة من جهة أخرى ، لأن المؤتمرات والاجتماعات والمفاوضات بشأن الأزمة السورية وصلت إلى طريق مسدود ، من قبل روسيا والصين ودول مساعدة لهم من طرف ، ومن طرف ثاني أمريكا وأوربا وأغلب الدول العربية .

العرب باتوا قلقين من إطالة الأزمة السورية وهم على عجل للتدخل العسكري ، وبدون التزام بمجلس الأمن الدولي ، لكن الدول الغربية لهم بال ونفس طويل في هذه الأزمات المتشابكة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، لأنهم يتبنوا سياسة متفق عليها مسبقا ً ، ابتداء بالحصار الاقتصادي ثم الحظر الجوي وممرات آمنة .

حيث طالب المجلس الوطني السوري بحظر جوي وممرات آمنة ولكن هذه المطالب قوبلت من قبل المؤتمرين بالصمت على الأقل في الوقت الراهن .

فكلام الليل يمحوه النهار بالعامية ، أي ما جرى في مؤتمر استنبول تم الرفض من قبل المؤتمرين في جنيف ، وما تم إقراره في جنيف تم رفضه في مؤتمر القاهرة . لأن قسم كبير من المعارضين يقولوا : إن النتائج لا ترقى إلى طموحات وتضحيات الشعب السوري، وأشاروا إلى الوقائع على الأرض في الداخل السوري تجاوزت هذا الهدف . وكذلك عدم اتفاق أطراف المعارضة فيما بينها حيث الشرخ الواضح لذلك تم انسحاب بعض الأطراف من المؤتمر .

هذه الاجتماعات مجرد خطب و مزاودات ، في معظم الأحيان أقوال بدون أفعال ، ابتداء من مؤتمر استانبول وانتهاء بمؤتمر باريس . والشعب السوري يعيش في دوامة القتل والتدمير من قبل آلة النظام المدمرة وبمساعدة ايرانية وتوابعها حسب المعلومات المسربة من ويكيليكس .

مؤتمر باريس لم يكن أحسن حالا من باقي المؤتمرات التي انعقدت وبالأخص مقاطعة روسيا والصين ، وعدم حضور المبعوث الأممي حيث (يقول كوفي أنان : هذه الأزمة مستمرة منذ ستة عشر شهرا ً ، لكن تدخلي بدأ قبل ثلاثة أشهر . ثم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية ، من الواضح أننا لم ننجح وقد لا تكون هناك أية ضمانة بأننا سوف ننجح . ولكن هل قمنا بدراسة حلول بديلة ؟ هل طرحنا الخيارات الأخرى على الطاولة ؟ هذا ما قلته لمجلس الأمن الدولي جريدة الشرق الأوسط ) .

بعد كل هذه المؤتمرات والتحرك الدولي والحصار الاقتصادي ، والانشقاقات في صفوف الجيش السوري وزيادة قوة المعارضة مازال رأس النظام مصر على موقفه حيث يصرح بشار الأسد في حوار مع صحيفة "جمهوريت" التركية : يؤكد الأسد أنه ليس مثل شاه ايران وأنه يتمتع بتأييد من قبل شعبه موحيا أنه سيقاتل حتى النهاية .

الأسد يراهن على مواقف حلفاءه الروس والايرانيين الداعمة لنظامه سياسيا وعسكريا ، وهو يخطط لحرب أهلية - طائفية طويلة الأمد ، لكن النتيجة النهائية ستكون معدل سفك الدماء سترتفع وتيرته إلى أعلى المستويات ، حيث أن النظام الفاشي في سورية عقد العزم على القتل .

سؤال يطرح نفسه : هل الروس مستعدين بالخروج من المولد بلا حمص ،كما يقول المثل العامي ؟ إني لا أتوقع هذا لأن روسيا ستدافع عن مصالحها إلى النهاية ، وهذا ظاهر للمتابع من خلال تصريحات المسؤولين الروس والإعلام الروسي في نفس الوقت . وإن ما جرى من حوار تصادمي بين يفغيني بريماكوف وزير خارجية روسيا الأسبق مع هنري كيسنجر حيث يقول : إن روسيا أهينت في ليبيا ، وإنها لن تخدع مرة أخرى من الغرب في سورية ، وستقف مع النظام السوري إلى النهاية حفاظا ً على مصالحها .

ولكن هل في السياسة أصدقاء إلى الأبد ؟؟!!

فالسياسة الروسية غير واضحة المعالم مرة أبيض ومرة أخرى أسود . فبعد انشقاق مناف طلاس الحليف والمقرب من بشار الأسد أصبحت لهجة روسية تتغير ، وهناك حلحلة في الموقف الروسي كما جاء على لسان وزير الخارجية "لافروف" : إن بشار الأسد وصل إلى عتبة السقوط ، لكن ليس نحن من سيرفسه بأرجلنا ، هذا دليل قاطع بأن موسكو تبحث عن البدائل .

ومن جهة أخرى الروس يحسبون ألف حساب للأمريكان وحلفائها الأوربيين . فتصريح كلينتون لا يأتي من العدم بشأن الأزمة السورية ، التي قسمت مجلس الأمن عندما قالت : إن روسيا والصين يجب أن تدفعا ثمنا لتعطيلهما قرارات الأمم المتحدة .

الضغوط الدولية والإقليمية نجحت في جمع المعارضة السورية تحت سقف واحد ، والكل متفق على إسقاط النظام و الإعداد للمرحلة القادمة ، ولكن لننتظر الجولة الأخيرة لبابا نويل الأفريقي كوفي أنان ، هل سيحمل هذه المرة في جعبته سكاكر وشوكولا لأطفال سورية ، أم قنابل وصواريخ ؟؟؟؟

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.