اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

جريمة 1 أكتوبر ستكون بداية النهاية للطغمات الفاسدة في العراق// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

 

جريمة 1 أكتوبر ستكون بداية النهاية  للطغمات الفاسدة في العراق

د. لبيب سلطان

 

خرجت  اليوم في 1 أكتوبر فس ساحة التحرير ببغداد تظاهرة عفوية (اي لم ينظمها اي تيار او حزب بل تم الدعوة لها من شباب عاطلين على الفيسبوك)  و هي سلمية تماما ، حيث يتم تفتيش كل شخص يدخل ساحة التحرير، ومن دخلها يحمل اما علما عراقيا او راية مكتوب عليها "ياحسين" وهناك شعار واحد بارز مخطوط  "باسم الحسين جيتو تحكمونا وباسم الحسين دمرتونا ونهبتونا " وواضح  من جموع المتظاهرين ان اغلبهم من الشباب والعاطلين والجياع ومن ضمنهم شيوخا ونساء واطفال ، جاء اغلبهم من مدينة الثورة والشعلة والشعب ، اي أحياء بغداد الفقيرة والمحرومة. وصلت ساحة التحرير قرابة الساعة الثانية ، اي قبل ساعة من أبتداء المظاهرة ، لأبداء تضامني مع المتظاهرين في مطالبهم والتي أهمها مكافحة الفساد وايجاد فرص عمل للخريجين وتحسين الخدمات ودرء الفقر المتفشي في العراق وللمطالبة بمحاسبة حيتان ومافيات الفساد الماسكة بالسلطة الفعلية  في كل مفاصل الدولة في العراق . وقد لفت انتباهي ان عدد قوات الشرطة وفصائل القمع الكثيرة بتعدادها  والياتها  يفوق عدد المتجمعين الذين قدرتهم بحدود الف شخص. ونظرا لحرارة الشمس صعدت  من خلال باب خلفي الى الطابق الثالث لهيكل بناية مهدمة يمين جسر الجمهورية تماما في نقطة بدايته ،اي مقابل مدرسة الراهبات، وهناك رأيت قادة وعقداء كأنهم في هياة ادارة اركان, والبناية كلها مليئة ومدججة بالقناصة وحاملي اسلحة رمي القنابل الدخانية والغازية الخانقة ، وكوني اعرف اجهزة اطلاق القنابل المسيلة للدموع عرفت للفور ان هذه اسلحة هجومية تستخدم  لمهاجمة مقرات مليئة الجنود، اي انها اسلحة عسكرية هجومية. ومن مشاهدتي لهذا الحشد من القادة والقناصة وذوي الملابس السوداء والمرقطة والداكنة، وأهمها وجوه قادتهم كتلك التي يقيت في ذاكرتنا من ايام صدام بما  تحمله من قسوة وعجرفة تستطيع ان تعامل انسانا وكلبا سائبا وتقتلانهما خلال ثوان دون وازع. ومن اطلاعي على الموقف حدست ان هناك كمينا قد نصب وريما هجوم على المتظاهرين سيقع. وبعد خمس دقائق من تواجدي توجه أحدهم الي سائلا عن الجهاز الذي اخدم فيه، حيث يبدو انهم خمنوا اني انتمي لأحد اجهزة المخابرات  بملابس المدنية ، وعند معرفتهم اني مدني زائر فقط ودخلت البناية للأحتماء من الشمس ، وهنا تحولوا الى ذئاب وبدؤا بالشتم والركل والدفع على السلالم "هسة نسلك ابوك". وصلت لأسفل البناية بشق الأنفس،  ولكن وجه قائد العمليات بقي مطبوعا بذاكرتي الذي أمرهم "اخرجوا هذا الكلب بالعجل".

 وبحلول الساعة الثالثة أزداد عدد المتظاهرين ووصل قرابة ثلاثة الاف بينهم نسوة كثيرات بلاشك قد حملهن الفقر وسوء الحال للحضور، فهن لسن زوارا للتضامن مثلي ، بل عوائل لم تجد لقمة تعتاش منها (في اليوم السابق رايت قرابة ثلاثين طفلا وفتاة بعمر 4-5 سنوات يعرضون مسح الأحذية او يبيعون قناني الماء في ساحة الخلاني  وهو مشهد لاتراه اليوم حتى في افقر بلد في العالم مثل بنغلادش او موريتانيا). بدأ المتظاهرون يرددون بحماس شعاراتهم واهمها الضرب على الفساد المستشري وتوفير لقمة الخبز والعمل، وحوالي الثالثة والنصف بدات خراطيم المياه المضغوطة توجه لمقدمات المتظاهرين على بداية جسر الجمهورية عند الحاجز المقام من قبل القطعات الباسلة وهيئة اركانها المتواجدة في ساحة العمليات لمحاربة  الدواعش أو كوماندوز اسرائيلي وصل ساحة التحرير . واجه المتظاهرين مرشات المياه بعناد  وصمود شامخ  وهم يصيحون "لبيك ياحسن، لبيك ياحسين" ، وهو مشهد تاريخي حقا: فهاهم من يدعي انه جاء ليقيم سيرة ال البيت يوجه سلاحه الى جياع يستنجدون بالحسين لأنقاذهم منهم . وأمام صمود الجياع قام جلاوزة الأمن المتعدد الأزياء  بهجومات متكررة على المتظاهرين بالعصي والهراوات والضرب الأعمى ‘ وحصلت عمليات  كر وفر كلما اقترب المتظاهرون من الحاجز على مدخل جسر الجمهورية ، ولكن المشهد كان لايزال  تحت السيطرة . واؤكد هنا انه لم يبدر من المتظاهرين  اي عمل عدائي تجاه القوات  التي تدعي السلطة انها لحماية المتظاهرين ، ولكن كل متواجد في الساحة عن قرب، مثلي،اخذ يعلم  ان هذه قوات تم احضارها للهجوم، حيث يقودها رتب عالية وهم اوباش صداميون من ورثتهم يحملون نفس مواصفاتهم وخلقهم حتى شكلا وسلوكا، وهو واضح وضوح الشمس من وجوههم ولغتهم . وبلاشك انهم يعتبرون ان هؤلاء المتظاهرين حيوانات شيعية يمكن ضريها واهانتها بل وحتى قتلها ان اتيحت لهم الفرصة. وما مرت ربع ساعة اخرى ، اي قرابة الرابعة ، حتى بدء هجوم وحشي بالقنايل الغازية والرصاص الحي على المتظاهرين، وهنا أؤكد ومن جديد وبحكم تواجدي بامتار عن مسرح الأحداث لم يقم المتظاهرين السلميين بفعل، عدا رمي قناني الماء البلاستيكية  الفارغة على عربات مرشات المياه ، وحماس المتظاهرين بالأنتقال الى شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" ، وهذا لا يبرر اطلاق النار والقنابل السامة الخانقة على المتظاهرين المسالمين ، وهنا من جديد ترى الجبن البعثي: الجياع والعاطلين يحاربون بالكلمة والشعار والتظاهر، وهؤلاء مدججين ويطلقون النار على اناس عزل دون وازع او سبب او ذريعة ، فهي عقدة الدونية البعثية  التي تسود قادة اليوم ، الذين بالأمس كانوا ضحاياه من سياسي الأسلام السياسي الشيعي والسني وحتى الكردي. خلال دقائق معدودة رايت امامي حوالي خمسين ممطلين على الأرض ، بينهم امراتان وحوالي عشرة من قوات وزارة الداخلية الذين اصابهم الغاز الخانق . لحسن الحظ كنت معي قنينة بيبسي اقتنيتها من الباعة قبل الهجوم، حيث قرأت في مكان ما ان المشروبات الغازية هي لعلاج الغاز المسي للدموع ولا يجوز استخدام الماء ، وكانت القنينة كافية فقط لأسعاف امراة واحدة واثنين من رجال الشرطة جنبي وحوالي خمسة متظاهرين ، جميعا كان الغاز الحارق قد اعماهم وسبب اختناقا لهم ، وان لم اسلم ايضا ،  فبعد دقائق معدودة اصبت بالعمى والحرق والختناق رغم اني كنت وقتها على مسافة تزيد على 80 مترا من مكان القنابل ، وبصعوبة استطعت الدخول في دربونة تؤدي لسينما الخيام واعطاني احدهم قنينة غازية لغسل عيني وفقط بعد حوالي نصف ساعة استطعت مواصلة السير .مساء عرفنا ان هناك قرابة خمسمائة جريح وقتيل شاب عمره 19 عاما جاء من مدينة الثورة، وتقول اخر التقارير ولكنها غير مؤكدة بعد ان عدد القتلى وصل الى خمسة , وتحدث التلفزيزن عن اصابة 50 من رجال الأمن وانا أؤكد انه اكثر من ذلك ، لأن هناك قراية 500 منهم كانت تحيط بالمتظاهرين حيث تعرضوا هم مع المتظاهرين للغاز الخانق . ومساء اتصلت باحد معارفي من الذين شاركوا في القتال واقتحام اوكار داعش، وهو برتبة ضابط قوات مكافحة الرهاب، فاكد لي انهم استخدموا نفس هذه الراجمات لمهاجمة اوكار داعش، ومن على الأنترنت وجدت ان مدى تاثيرالقنابل المسيلة للدموع لايزيد على 10 أمتار ، فكيف اصبت وأصيب المئات من المتظاهرين ونحن على بعد 50-الى-100 متر.

أن ماحدث اليوم في 1 اكتوبروفي عراق مابعد التحرير لهو وصمة عار في جبين السلطة ، وكمثقف عراقي اخاطب عادل عبد المهدي مباشرة: نحن نعلم انك شماعة خضرة ، لا تحل ولاتربط امام مافيات الفساد، ولكني اخاطبك كرجل وأنسان قبل كل شيء: ان شرفك وضميرك الآن على المحك ، فأما ان تقيل وزير داخليتك وتقدمه مع قائد ساحة العمليات المجرم (لا اعرف اسمه ولكني استطيع تشخيص وجهه ورتبته تاج وثلاث نجمات) ويحاكما بتهم قتل 5 وجرح 500 من المتظاهرين العزل، او ستتعرض يوما قريبا لنفس مصير مافيات وحيتان الفساد في العراق ، وما يوم 1 اكتوبر الأ بداية النهاية لهذا السرطان الذي نخر ودمر ماأبقاه  صدام مما يدعى المجتمع والدولة العراقية. واقول لعبد المهدي ايضا ان خروجك مساء على التفاز بدشداشة شعبية تضامنا مع المتظاهرين لهي اضحوكة حقا ، وليس لك من خلاص حتى يقدم المجرم قائد ساحة التظاهرة للمحاكمة السريعة.، او تغادر خيمة الفساد وتضربهم من حديد لتلبية مطالب المتظاهرين والشعب الجائع المنتهك والمنهك .

وأقول للمثقفين والأحرار من العراقيين الذين قارعوا نظام صدام لعشرات السنين ، انه حان الوقت لخروجكم من جديد  ومواجهة هذا السرطان الذي جمع زبانية ضحلة باسم شيعة وسنة وكرد لتؤسس مافيات اقوى ماليا من نظام المقبور واكثر شراسة منه في السرقة والفساد . ولست ابالغ ان كنت ساكون اولهم .

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.