اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يجب احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع الى القضاء// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

يجب احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع الى القضاء

لتعمدهم قتل المتظاهرين

سعد السعيدي

 

تدور في العراق منذ بداية شهر تشرين الاول الماضي تظاهرات كبيرة ضد الفساد. وقد تخللت هذه التظاهرات اعمال قمع عنيفة تورطت بها القوات الامنية الحكومية استخدمت فيها الاسلحة النارية ومقذوفات قاتلة. وكانت حصيلة اعمال القمع هذه حتى لحظة كتابة هذه المقالة ، سقوط 280 شهيد (حيث يقترب الرقم من 300 وسيتجاوزه) واكثر من 12 الف مصاب و 2500 معتقل ، عدا عن حالات اغتيال للناشطين واختطافهم هم ومتطوعي الاسعاف الطبي.

 

وكان الشبان اليافعين هم جل من سقط منذ بدء التظاهرات برصاص القناصة. وكانت كل الاصابات حسب شهود من المتظاهرين ولاحقا الاعلام تقع في الرأس والصدر والرقبة. ونادرا ما كان هؤلاء الرماة يخطئون الاصابة حسب نفس الشهود. وكان مصدر نيران القناصة هو سطوح المباني وخلف القوات الامنية. وقد اورد الاعلام في بداية التظاهرات انباء عن سقوط رجال امن وشرطة ايضا بنفس نيران القنص هذه. لكن لم يقم احد بالتحقق من هذه المزاعم ولم يلقى القبض على اي من هؤلاء القتلة.

 

ولم يتعرض المتظاهرون السلميون للقتل بالاسلحة النارية فقط ، وإنما ايضا بعبوات الغاز المسيلة للدموع. وحسب توضيحات خلية الخبراء التكتيكية عن احدى هذه العبوات وهي قنبلة (M99) ذكرت بانها سلاح غير قاتل بحد ذاته تستخدم لفض التجمعات واعمال الشغب وتعتمد على الغازات التي تثير افرازات العينين والانف لكن سوء استخدامها يؤدي الى حالات قتل بشعة. واضافت بان هذه القنابل ترمى على التجمعات بصورة عمودية غير مباشرة حتى تفقد من سرعتها وقوتها. وهي تعتمد على حشوة دافعة تجعلها تنطلق بسرعة خطرة. ولبعض الانواع منها رأس معدني قوي يمكن ان يخترق الجمجمة والجسم في حال صوبت بشكل مباشر. ويكون تأثيرها اسوأ من الرصاصة القاتلة بسبب قطرها الكبير. واشارت الخلية الى ان "من خلال مراجعة لفيديوات قوات مكافحة الشغب العراقية وجدنا ان هذه القوات لا تراعي ولا تبالي لخطورتها يتم رميها بشكل عشوائي وبكثافة غير مُبررة. وهذا ما انعكس على ارتفاع اعداد الشهداء بفعل اصابات هذه القنابل بحيث تجاوزت اعدادهم ضحايا اية احتجاجات آخرى في دول العالم". وقد بينت بان "هناك العديد من الدول توقفت عن استخدام القنابل التي تقذف من البنادق واستبدلتها بالرمانات اليدوية والبخاخات الاكثر اماناً".

 

وتابعت بان "الاستمرار في استخدام هذا النوع من القذائف خطر جدا على سلامة متظاهرينا ونشدد على عدم استخدامها مطلقا في الاحتجاجات وسحب الحكومة لها من قوات فض الشغب باسرع وقت كونها لا تناسب الاوضاع الحالية وحفاظا على ارواح المواطنين السلميين" (1).

 

واستنادا على تقرير الخلية التكتيكية قامت منظمة العفو الدولية بتحقيقاتها الخاصة. فاجرت مقابلات عن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني مع العديد من شهود العيان ، واطلعت على السجلات الطبية واستشارت المهنيين الطبيين في بغداد، فضلاً عن أخصائي مستقل في الطب الشرعي حول الإصابات المروعة التي سببتها هذه القنابل منذ 25 تشرين الأول. ثم اصدرت بيانا بهذا الشأن (2).

 

وصف الشهود في تقرير المنظمة كيف استخدمت شرطة مكافحة الشغب في وقت سابق من شهر أكتوبر/تشرين الأول ، قنابل للغاز المسيل للدموع تلقى باليد، لكنها بدأت تطلق القنابل في 25 أكتوبر/ تشرين الأول تقريباً. وقد تزايدت حالات الوفيات والإصابات منذ ذلك الحين بشكل ملحوظ. وقال العديد من الشهود إن ما يصل إلى 10 قنابل - والتي يشير إليها المحتجون باسم " الدخانية" - يتم إطلاقها في الوقت نفسه على المناطق المزدحمة، وينبعث منها نوع من الدخان رائحته مختلفة عن أية قنابل غاز مسيل للدموع سبق أن شاهدوها. وتمطر القوات الأمنية المتظاهرين المتمركزين في ساحة التحرير في بغداد بهذا الغاز المسيل للدموع.

 

وقد وصف متطوعون طبيون كيف تم إطلاق القنابل مباشرة على المناطق المكتظة بالمحتجين السلميين مما تسبب في إغماء أو اختناق الناس من بينهم أطفال. فقد قال شخص:" لقد أطلقوا النار مباشرة على الحشود. وليس في الهواء، بل مباشرة على الناس. إنه شيء وحشي".

 

كذلك اكتشفت منظمة العفو الدولية عدة مقاطع فيديو عبر الإنترنت، وتحققت منها وحدّدت مواقعها الجغرافية. أظهرت أشرطة الفيديو هذه خمسة رجال تعرضوا لإصابة حادة في الرأس بسبب القنابل على ما يبدو. ففي مقطع فيديو، تم تصويره في 25 أكتوبر/تشرين الأول على الجانب الشمالي الشرقي لجسر الجمهورية ، يمكن رؤية محتج فاقد الوعي أو توفي مع جرح واضح في الجزء الخلفي من جمجمته ينبعث منه الدخان أو الغاز. ويمكن رؤية الآثار نفسها في مقطع فيديو آخر تم تصويره في نفس اليوم وفي نفس المكان - وهنا يوجد محتج آخر لديه جرح مماثل على يمين جمجمته. ويظهر مقطع فيديو آخر، تم تصويره في 25 أو 26 أكتوبر/تشرين الأول مجموعة من المحتجين يمشون فوق جسر الجمهورية في اتجاه المنطقة الخضراء بالمدينة. وفجأة يسقط أحد المحتجين على الأرض وهو ممسك برأسه، وسحب الدخان أو الغاز تنبعث من الجرح.

 

وتلقت منظمة العفو الدولية صور الأشعة المقطعية من عاملين في المجال الطبي في بغداد. وتؤكد الصور، التي تحققت منها منظمة العفو الدولية، الوفيات الناجمة عن ارتطام شديد بالرأس. والإصابات المروعة في كل هذه الصور ناتجة عن القنابل الكاملة المنغرسة في جماجم الضحايا. ونقلت المنظمة عن طبيب في مستشفى قريب من ميدان التحرير قوله إنه يستقبل "يوميًا ستّة إلى سبعة مصابين بالرأس" بواسطة تلك القنابل.

 

وقد حدد خبير المنظمة العسكري أنواع قنابل الغاز المسيل للدموع المستخدمة كنوعين مختلفين من بلغاريا وصربيا المصمّمة على غرار القنابل العسكرية، ويبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابات مروعة ووفيات عندما أطلقت مباشرة على المحتجين.

 

واختتمت لين معلوف مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية قائلة : يمكن أن يكون أي سلاح مصممًا للسيطرة على الحشود مميتًا إذا تم اطلاقه بشكل غير صحيح. لكن ما قمنا بتوثيقه بشأن هذه القنابل في بغداد، يتجاوز إلى حد بعيد سوء استخدام سلاح "أكثر أمانًا" – فالقنابل المستخدمة مصممة خصيصاً كي تحدث أقصى قدر ممكن من الإصابات المروعة والقتل.

 

اضافة الى تقرير منظمة العفو الدولية اعلاه فقد صدر لاحقا تقريرا مشابها لهيومن رايتس واتش. وهو قد دار ايضا حول اعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات العراقية. وقد توصلت باستخدام وسائلها الخاصة وخبرائها الى نفس استنتاجات العفو الدولية اعلاه مع معلومات اخرى اضافية (3).

 

كل هذه الافعال الموثقة بتقارير هذه المنظمات والمرتكبة بحق المتظاهرين الذين كفل لهم الدستور في المادة (38) حق التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي هي اعمال اجرامية. وقيام وزيرا الداخلية والدفاع بعلم رئيسهما بالتصرف مع المتظاهرين وكأنهم مجرمين والايعاز باغتيالهم باستخدام قناصة الوحدات العسكرية بدلا من توفير الحماية لهم هي جرائم يعاقب عليها القانون. ومع هذه تعمد استخدام القنابل المسيلة للدموع كادوات للقتل. وتورط القوات الامنية العراقية بهذه الجرائم يعرضها هي على الاخص للمساءلة القضائية. على هذا لا بد من احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع للقضاء كونهم المسؤولين عن الارواح التي ازهقت في هذه التظاهرات. وكل يوم يمر تسقط فيه اعدادا اخرى من المتظاهرين تكون دماء اضافية بذمة من اصدر اوامر اطلاق النار ومن اشاح بوجهه عنها ولزم الصمت ممن اتى برئيس الوزراء هذا الى الحكم ودعمه. انتظر قيام محامين بتهيئة حيثيات الدعوى القضائية لتقديمها للهيئات الدولية لحقوق الانسان.

 

ينبغي ان يولي الى غير رجعة زمن الافلات من العقاب في العراق.

 

روابط المقالة :

(1) الخلية التكتيكية تكشف معلومات عن قنبلة (M99 cs) التي سببت خسائر بارواح المتظاهرين

https://www.mawazin.net/Details.aspx?jimare=70763

 

(2) العراق: وقوع مجموعة من الإصابات الشنيعة المميتة بسبب اختراق قنابل غاز جديدة مسيلة للدموع جماجم المحتجين

https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2019/10/iraq-gruesome

-string-of-fatalities-as-new-tear-gas-grenades-pierce-protesters-skulls/

 

(3) العراق: قنابل الغاز المسيل للدموع تقتل المتظاهرين

 

https://www.hrw.org/ar/news/2019/11/08/335456

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.