اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأنهيار الأخلاقي للسلطات وعصابات القتل والغدر بالثوار// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

الأنهيار الأخلاقي للسلطات وعصابات القتل والغدر بالثوار

د. لبيب سلطان

 

سقط في المدن العراقية منذ بداية الأنتفاضة في أول أكتوبر ولحد اليوم اعدادا خيالية من الجرحى والقتلى في ساحات التظاهر والأعتصام في بغداد والمحافظات لم يسمع العالم بمثلها الا في معارك جيوش نظامية في الحرب العالمية الثانية، ففي بغداد وحدها سقط 18700 جريح و354 قتيل وفي الناصرية 2700 جريح و177 قتيل ومثلهما في كربلاء والبصرة ووصل مجموع القتلى 624 والجرحى 25400 بينهم 5600 مصابون باعاقات دائمة وهناك 2700 مختطف أضافة الى عدد فاق المائة من النشطاء تمت تصفيتهم بالأغتيال في وضح النهار خارج ساحات التظاهر بعمليات غدر مخطط لها بعناية تقوم بها السلطات من خلال عصابات مسلحة تتبع واقعا للسلطات ذاتها الذي كان يدعى الحشد الشعبي المجيد يوم قاتل داعش وحولته السلطات اليوم الى حشد حكومي متخصص بعمليات الخطف والأغتيال يتبع في ولاءه الفكري لولاية الفقيه في أيران وتم اعادة تاهيله  وفق نظرية الفقيه ايضا،، ببناء جيش موازي لقوات الأمن والجيش الحكومي من عصابات النجباء وأهل الحق وجيش المختار وعصائب حزب الله وخراسان،   ودربوا جيدا على الأسلوب الأيراني لتصفية المظاهرات والحركات الشعبية من خلال الأغتيالات على الدراجات النارية للباسيج والحرس الثوري، وعلى رصد اكثر المتظاهرين نشاطا وتاثيرا وتواجدا، ووضع خطط الخطف والأغتيال. أن السلطات وبدون خجل تدعوهم الطرف الثالث وهم في واقع الحال طرفها –فلا يوجد سوى طرفان: المتظاهرون والسلطة، وهذه العصابات تعمل مع قوات مكافحة الشغب  في وضح النهار وبغطاء حكومي ابتداء بالتنسيق مع عمليات بغداد ومع منتسبي وزارة الداخلية المسؤولة الأولى عن أمن المواطنين ووزيرها الصامت الخافت والساكت كونه مشارك ومسؤول مباشر عن التنسيق مع هذه العصابات ،ومع صمت وجبن سلطات القضاء والمدعي العام وكأن قتل الشباب بعمر الورود مسألة ليست من شانه ومثلهما البرلمان اللاشرعي الذي لم يجتمع لليوم لمناقشة الموضوع، ولاغرابة فهو كونه برلمانهم وليس برلمان الشعب . انه انهيار أخلاقي للسلطات لامثيل له اليوم في العالم ولا تجد له مثيلا  ألا في أحلك النظم الفاشية والديكتاتورية. انه السقوط الأخلاقي للدولة ذلك الذي أهداه الأسلام السياسي للشعب، اضافة للفساد وسوء الأدارة وسرقة المال العام، وكنا نعتقد يوما قبل سقوط الصنم لا خوف من وصول المتدينين الأسلاموين للسلطة كونهم "يخافون الله" على الأقل مقارنة بنظام صدام الأجرامي  وهاهم يمارسون اليوم نفس اساليبه الأجرامية في تخويف السكان واغتيال النشطاء وزرع الرعب والخوف في قلوب الناس، ليختلي لهم الجو للغي في فسادهم ونهبهم لأموال الدولة وابعاد "الزعاطيط" كما يسمون الشباب الثائر عن طريق ثرائهم الفاسد ويطبلون أنهم يمثلون محور المقاومة ويبررون قتل الثائرين المدنيين المسالمين وكأن مجابهة اسرائيل تاتي من خلال أنظمة فاسدة يقيمونها لاتعرف كيف توفر حتى الكهرباء والماء لمواطنيها، والحق انهم كسابقهم صدام، لايقدمون لأسرائيل سوى خدمات مجانية بتدمير المجتمعات ووأد الحركات المطالبة ببناءها التي خرج المتظاهرون الثائرون من أجلها، وهم اول من يقاوم اسرائيل فهم يقفون خلف المنهجية لبناء القدرات الوطنية وهي الوحيدة الكفيلة بمواجهة العنجهية الصهيونية، التي لن تقوى على مجابهتها عمائم ولحى فساد سلطوي جائعة للكرسي ولاهم لها سوى النهب، خالية من التحضر وثقافة البناء وتنمية الأقتصاد والقدرات البشرية والوطنية وبناء وطن قوي. لقد خرج لأجل ذلك الشباب الثائر وساندتهم كافة طبقات المجتمع العراقي في كل ارجاء وزوايا العراق ، وبقمعهم تقدم عصابات تدعي انها محور المقاومة افضل هدية لأسرائيل التي يدعون انهم يقاومونها وهو أدعاء فارغ مارسه قبلهم الديكتاتوريون امثال صدام!

 

أنه السقوط الأخلاقي الساحق الذي يسبق عادة السقوط السلطوي وهو قادم بلاشك رغم عظم التضحيات ورغم الأرهاب والقتل بالجملة الذي تمارسه الأحزاب والحركات الأسلاموية الصدامية في جوهر سطوتها ومفهومها عن الحكم و الشعب والدولة بعدما اثبتت اليوم انها تدوس بقدميها على مقدرات المجتمع العراقي الذي اثبت اليوم وبفضل ثورته السلمية المدنية انه شعب حي وسينتصر على الحرامية والطغاة رغم كل اشكال القتل والغدر الذي تمارسه السلطات الفاسدة اليوم بحق الشعب العراقي.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.