اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ثمن سليماني سيدفعه العراق// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

ثمن سليماني سيدفعه العراق

د. لبيب سلطان

 

تحيط ساحة التحرير وساحات الأعتصام الأخرى  رائحة القتل والأرهاب القادمة من الميليشيات الأيرانية التي خيمت بمقربة من الساحة في شارع أبو نؤاس لتنتظر أشارة من المرشد الأعلى أو من القائد الجديد للحرس الثوري وأتباعه في بغداد  للهجوم عليهم وذبح الوف جديدة منهم باسم القضاء على وكر اميركا في العراق ، ليخرج بعدها المتحدث الرسمي للقائد العام للقوات المسلحة بأن هناك معارك بين متظاهرين قد حدثت لا دخل للقوات الأمنية فيها كما سبق وصرح عند هجوم ميليشيات طالبان العراق كتائب حزب الله على المتظاهرين السلميين في ساحة الخلاني قبل ثلاثة أسابيع وقتلوا فيها 30 معتصما وجرحوا قرابة سبعين منهم خلال أقل من ساعة تحت سمع ومرأى قوات عمليات بغداد وقوات الداخلية المتواطئة بل والمتورطة في الهجوم من خلال مدير عملياتها والذي هو نفسه أحد قادة هذه الميليشيات!. هذا السيناريو ليس مستبعدا على الأطلاق ، وله اساس قوي جاء بأوضح صوره من قادة أيران أنفسهم بان ردها سيكون عسكريا وليس بالضرورة منها، بل من حلفائها في المنطقة.

 

 أن يكون الرد ايرانيا أمر مستبعد ، فحتى أطلاق صواريخ على السعودية أو إسرائيل لايفي بدم سليماني عدا أنه ربما سيورطها في دخول حرب هي غير مستعدة لها حاليا كما وسيعزلها دوليا فوق عزلتها الحالية، وعليه فالضربة من حلفاء أيران هو الأمر الأكثر ترجيحا ، والساحة العراقية بالذات هي المرشحة الوحيدة لذلك ، كون ساحة لبنان لاتتسع لمغامرة كهذه وخلوها من جنود أمريكان، وسوريا لاتمثل هدفا بوجود الروس حامين للنظام فيها ودون أذنهم لايمكن لأيران التحرك، واليمن أساسا ليس بساحة مناسبة لضربة ايرانية للأقتصاص من أميركا .  بالمقابل توفر الساحة العراقية المكان والزمان الأنسب لتنفيذ ضربة ايرانية ، فهناك قوات أميركية متواجدة ، وسلطات خانعة وخاضعة وتدار أما من الميليشيات مباشرة  او واقعة  تحت سطوتها (البرلمان والحكومة والقضاء والجيش وقوات ألأمن وقوات الداخلية و المخابرات وصولا الى الحشد السلطوي) ، وهناك نقطة ضعف خاصة يمثلها المعتصمون والثوار ، فهم مكشوفوا الظهر ، فان هاجموهم لأنهاء وجودهم وذبح الف جديدة منهم فلا أحد يحميهم، وإن تطوعت اميركا لحمايتهم تكون الميليشيات وطهران قد اثبتت ان هؤلاء الثوار هم عملاء اميركا كما يرددون ومعهم المطبلون المحرضون على قتل هؤلاء الأبطال الذين هم أمل العراق الوحيد لأنقاذه وارجعوا لنا كرامتنا قبل ذودهم عن كرامتهم الوطنية والأنسانية ذاتها.

 أنهم الحلقة الأضعف في صراع الثورين الأيراني والأميركي,  وأذا كان الثور الأمريكي يعتمد على قوات نظامية فالثور الأيراني يعتمد على أتباع عقائديين لايهمهم سوى طاعتهم للمرشد الأعلى القابع في طهران. إن رأيي الشخصي عند قراءتي لما يدور في عقل المرشد وصناع القرار الأستراتيجي في طهران هو أن القضاء على الثورة الشعبية بالذات هو مساو لثمن فقدان سليماني، لفهم ان  استطاعوا تقويض هذه الثورة فسيضربون ثلاثة عصافير بحجر واحد : أبعاد النار عن وصولها للشعب الأيراني في حالة نجاح هذه الثورة، ولفتح الطريق أمام كتلة الفتح في تتويج العامري أو من يروه مناسبا رئيسا لوزراء العراق ، وإلأبقاء للمتنفس الوحيد للأقتصاد الأيراني من خلال العراق، أضافة لأنهاء الوجود الأميركي العسكري في العراق .

 

وأذا لم تتمكن العصابات الطالبانية المسلحة من القضاء على الثورة وفق هذا السناريو لوقوف الشعب باجمعه أمامهم (كما سبق ووقف ضدهم منذ بداية ثورة تشرين) وخوف هذه الميليشيات من خروج الجماهير مسلحة هذه المرة ضدهم والدخول في حرب أنتحارية أمام الشعب الثائر ، وهو مايحسبون له الف حساب، وربما يرفض هذا السيناريو ايضا الفاسدون المليونيرية خوفا على مصالحهم ووقوفهم أمام محاكم الشعب وهو امر يختلف عن قضاء مدحت المحمود بلا شك ، وعليه فهناك مغامرة فقدان كل شيئ أمام كسب كل شيئ وهو أمر سيقرره المرشد الأعلى لاغير.

 

 السيناريو الأخر هو دفع طالبان العراق الى الهجومات المباشرة على القوات الأمريكية وهذا معناه تعريضهم لقصف الطيران الأميركي من جديد وسقوط ضحايا ابرياء سواء من أبناء الحشد الشعبي الحقيقي أو من الحشد السلطوي الميليشياوي "طالبان العراق" وبه سيرفعون وتيرتهم العدوانية أكثر ويسلطون أرهابا جديدا على المجتمع والمعتصمين الأنقضاض على الثوار –الحلقة الضعف- ككبش فداء و بتوقيت متزامن مع وقوع اي ضحايا منهم و يجرون العراق تدريجيا الى مستنقع حرب توقع العراقيين وألأمريكان معا ،وتكون طهران مستريحة مرتاحة وتطبل لبطولات المقاومة العراقية.

 

 واذا أنسحب الأميركان من العراق فسيصفى الجو لهم ويكونوا قد حققوا ما اراده سليماني  رغم أنه سيؤدي  الى عزل العراق عن العالم من جديد او سحب الأمتيازات التي وفرتها أمريكا له بعد اسقاط صدام  ومنها منع الدعاوى بديون النظام السابق  وخروج العراق من البند السابع، وربما فرض عقوبات على تصدير النفط الذي سيكون خاضعا لأيران في ذلك الوقت ،  وعندها يكونوا قد أشفوا غليلهم "نموت معا ونجوع معا ونستشهد معا" وللعراق لا ناقة ولاجمل ولاخيار في كل مايجري سوى ان طالبان العراق لهم مرشد أعلى في مكان ما يريد ان يثبت نظرية ما وفق ما يؤمن به لاغير، والثوار يقولون له ولميليشياته الطالبانية "أنتهى عصر الأيديولوجيات  ياايها الملا القائد الخامنئي" وسنسير بثورتنا لكنس الأحزاب الأسلاموية الفاسدة ومن لبس لباس التقوى من الحرامية من داخل العراق ومن خارجه وحولوا حكم العراق على طريقتهم الأسلامية الحرامية وسذاجتهم الى  أدارة علوة لأنهم غير قادرين على أدارة دولة.

 

د. لبيب سلطان

4 \1\2019 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.