اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الكاظمي حل وسط للثوار ولكنه سيكون مراّ على ولاية الفقيه فرع العراق// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

 

الكاظمي حل وسط للثوار ولكنه سيكون مراّ على ولاية الفقيه فرع العراق

د. لبيب سلطان

 

لم يأت ترشيح الكاظمي من قبل كتل التشيع السياسي الا تنازلا منها، أو الأقرب للواقع، رغما عنها، ولسببين: أولهما لأضعاف دور الميليشيات الولائية في تحد واضح لنفوذها ومراكزها بل وربما حتى لوجودها (خصوصا المالكي والحكيم وحتى الصدر)، وثانيا لأعادة الأعتبار لهذه الكتل، أضافة  لكتلة العامري، والذي  تجاوزه برهم صالح عند ترشيحه للزرفي نزولا عند مطلب الشارع الثائر منذ تشرين الأول 2019.  وفي كلتا الحالتين فالفضل لترشيح الكاظمي لرئاسة الوزراء يرجع لثورة تشرين، وبدونها فهو لم يكن، لا من قريب ولا من بعيد ، يأت في بال أو حسبان هذه الكتل لترشيحه ، خصوصا أنه لاينتمي حتى للأسلام السياسي كفكر او لفصيل منها، فالكاظمي في الواقع مدين للثوار لترشيحه لهذا المنصب. والكتل السياسية رشحته، اضافة للسببين اعلاه كونه ربما سيغض النظر عن فتح ملفات الفساد السابقة للكتل السياسية وضمان بعض الأمتيازات لها (وهذا ماسيتم التاكد منه بعد تمريره ولو حدث فليعرف الكاظمي وهذه الكتل ان الشارع سيرجع من جديد وبشكل اقوى بعد موجة الكورونا، ويعتقد الكثيرون ان هذا هو فرقه عن الزرفي الذي هو أكثر وضوحا وخبرة وتمرسا وحزما). وعليه فسيكون هذا سببا هاما بخروج الثوار من جديد لساحات الأعتصام للمطالبة بمحاسبة الفاسدين، وهو سبب أساس خرجوا من اجله في ثورة تشرين وسيستمرون عليه.

 

كيف سيتعامل الزرفي مع الفصائل الولائية المتهمة بقتل وتصفية الثوار؟ هل سيقوم بمحاكمة قتلة المتظاهرين، وهو يعرفهم جيدا كما يعرفهم الشارع العراقي؟ شخصيا اعتقد انه سيلجأ لأسلوب أخر هو: أولا تصفية نفوذ هذه الفصائل من سيطرتها على وزارة الداخلية وعلى الحشد الشعبي (بطرده المدعو  ابو فدك)، ومن ثم تصفية هذه الفصائل كليا باستصدار قانون يشبه قانون 4 أرهاب يمنع تملك أو حمل السلاح خارج أطار الدولة، ويدمج هذه الفصائل الولائية "التي تدعى فصائل المقاومة"  بالحشد الشعبي الرسمي.  ولكن هل سيرضي هذا الحل الثوار؟ اشك في ذلك، حتى وان أستصدر تشريعا بتعويض عوائل الشهداء، فشباب الأنتفاضة  أغلى من اي تعويض، ولابد من محاكمة عادلة للمجرمين من قادة هذه الفصائل وكبارقادة الداخلية مع عبد المهدي ومن معه، الذين تمرغت ايديهم بدماء الشباب الثائر، وهذا مطلب لن يتوانى الثوار عنه لمن يعرفهم عن قرب.  وهذا سبب ثان لخروج الثوار لساحات الأعتصام لأيقاد الشموع يوميا وحمل صور الشهداء حتى يتم الكشف عن القتلة ومحاكمتهم.

 

والسؤال اللغز هو: لماذا وافقت ايران على ترشيح الكاظمي وهي تعلم أنه سيقوم بتصفية فصائلها؟ خصوصا انه لم يات في بيانه للشعب على ذكر أخراج القوات الأجنبية. يبدو أنه الحل الوسط بالنسبة لها، خصوصا بعد فشل زيارة شمخاني للأبقاء على عبد المهدي، ومن بعده  قاأني الذين ايقن ايضا ان سوق هرج شيعي هو مايجري في بغداد، ولم يجدا سبيلا لجمع اي أتفاق سوى على ترشيح الكاظمي، بعد أن كاد الزرفي أن يقفز في الواجهة، وهو امر مخيف تماما لطهران وللكتل السياسية، وبعد رفض السيد السيستاني وكذلك مقتدى الصدر اللقاء به، وترك الأمر للعامري والفياض والمالكي ليقوما بالتفاوض مع الكاظمي. أن هذا، بدون شك، هو أشارة أن تراجعا كبيرا لدور ايران قد جرى في العراق للحد من اقامة فرع لدولة الفقيه في العراق، بعد أن كان عبد المهدي قد يسر له ومن خلال سطوة الميليشيات.

 

أن الكاظمي هو حل منتصف الطريق بين الثوار وبين الكتل السياسية ، ولكن بقدر ان الثوار ماضون لتكملة النصف الأخر من الطريق، وأجراء تغيير جذري في الدستور وفي المعادلات الطائفية البائسة التي تحكم العراق لأقامة دولة وحكومة وطنية مدنية، بقدر ان هذه الكتل ستتراجع وتضمحل تدريجيا أمام نمو طبقة شبابية وطنية وواعية أشتد ساعدها من خلال مشاركة المثقفين والوطنيين ومن التضحيات في ثورة تشرين الباسلة.

د. لبيب سلطان

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.