اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الصين في قفص أتهام كورونا (2-2)// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

الصين في قفص أتهام كورونا (2-2)

             وهل يمكنها الخروج منه دون ثمن باهض 2\2

د. لبيب سلطان

 

الجزء الثاني: الصين مابعد كورونا

جاءت ازمة كورونا لتجلب الأنظار وتكشف المستور في الصين باعتبارها بلد المنشأ لفيروس كورونا . لقد فشلت الصين ولحد اليوم ان تعطي جوابا واضحا على عديد من الأسئلة: لماذا نشأ الوباء فيها، وكيف نشأ، ولماذا لم تشارك معلوماتها عنه وتحذر العالم من خطره قبل انفضاحه الكبير في أووهان ، فهي تتصرف ولحد الساعة "كالسارق الذي لايعرف كيف يخبأ سرقته بعد انكشافه"، فهي لم تجب ولليوم لماذا اخفت الحقائق عن العالم، مما تسبب في أنتشاره دوليا. وتتصاعد الأصوات تدريجيا بكشف الحقائق وفرض عقوبات عليها ومحاكمتها  دوليا معنويا أو للحصول على تعويضات عن خسائرها البشرية أو القتصادية الجسيمة.

 

ويتركز أتهام الصين على مسألتين كلاهما يدينها بما يخص وباء الكورونا .

المسألة الأول : أذا كان سبب أنتقال الفيروس من الحيوان للأنسان قد تم من سوق ووهان الرطب لسلخ وبيع الحيوانات (بما فيها الفئران والقطط  والحيوانات البرية) فهو بسبب ضعف الرقابة الصحية للدولة ومخالفتها لشروط للصحة العامة ، وأذا كانت هذه مسألة داخلية ، فالصين مدانة بأخفائها معلومات كانت متوفرة لها منذ شهر ديسمبر2019 عن هذا الوباء الذي ينتقل بين البشر ولم تبح عنه الا بعد انتشاره الواسع في ووهان ومنه الى العالم قرب نهاية شهر يناير، وقامت يوم 23 منه بحجر يوهان عن بقية مناطق الصين في حين سمحت للسفر دوليا منها لحد الثاني من شهر شباط  ( يقدر اكثر من 100 الف مسافر غادر من يوهان الى اوروبا خلال هذه الفترة وتحديدا الى ايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا ومنهم 4000 الاف وصلوا الولايات المتحدة ما حدا بها الى غلق الرحلات مع الصين يوم 30 يناير) . وهناك دلائل وتقارير ان السلطات كانت على علم تام بان فيروس كورونا ينتقل بين البشر منذ يوم 30 ديسمبر 2019 ولم تشارك العالم به، حيث وعلى سبيل المثال نقل خبر انتقال المرض الى 14 ممرضا وطبيبا من مريض مصاب به في أحدى مستشفيات اوهان في تاريخ 16 ديسمبر وفق تقرير الطبيب لي وينغ ليان الذي نشره يوم 30 ديسمبر، والذي اجبرته السلطات في اليوم التالي على توقيع استمارة بعدم البوح مجددا بهذه المعلومات أو نشرها، وتوفي هو نفسه بالمرض بعد عدة أسابيع. ولم تعلن الصين أن المرض ينتقل بين البشر الا في 20 يناير، ولكنها منعت نشر اية تقارير أو بحوث تخص الكورونا والمصابين به يوم 26 منه، عند تعيينها مسؤول الدعاية في الحزب الشيوعي الصيني على راس اللجنة الوطنية للكورونا الذي حول هذا الموضوع الخطير الى أنجازات تقوم بها الصين للتغلب على كورونا منها بناء مستشفيات خلال 10 أيام وأخفاء عدد الضحايا الفعليين الذين كانوا يتكدسون في الشوارع وفق التقارير، حيث نشرت أحدى الصحف الصينية ان شركات الهاتف الصينية أعلنت عن شغور 100 الف رقم هاتف فجاة يعتقد ان نصفها على الأقل  يعود لضحايا الكورونا. وتقول الصين أنها يوم 20 يناير ابلغت منظمة الصحة الدولية ان المرض معد وينتقل بين البشر، ولكن زيارة وفد من الأخيرة يوم 24 منه أشاد بجهود وشفافية الصين بدل بحثه عن سبب الـتاخير بالأبلاغ ، ولم يصدر تعميمه بعدوى الكورونا وانتفاله بين البشرالا يوم 31 يناير، وتأخر لحد يوم 11 اذار ليعلن انه جنحة دولية   PANDEMIC والذي حدى بالأميركان باتهام رئيسها بالكذب خلال الفترة الماضية ومسايرة أخفاق الصين في الكشف عن الحقائق (ورئيس المنظمة هو ثيودوروس كابريسوس وزير الصحة الأثيوبي السابق وهو قيادي سابق في الحزب الشيوعي الموالي للصين وقد عملت الصين وسعها لتبوئه هذا المنصب ضمن مساعيها للسيطرة على المنظمات الدولية مثل مجلس حقوق الأنسان والمنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية وغيرها من المنظمات التي تثير مشاكل معها، وهذا اسلوب تتبعه النظم الديكتاتورية مثلما تم تعيين برزان التكريتي نائبا لرئيس مجلس حقوق الأنسان في جنيف عام 1978) . ومن هنا فالأتهام الموجه للصين أنها اخفت وأخفقت، ربما للحفاظ على مصالحها الأقتصادية، أن توصل للعالم ماتوفر لها من معلومات كانت ستساعد في تجنب أنشتاره السريع في العالم  والتسبب في وقوع هذه الضحايا الكثيرة.

 

المسألة الثانية: الذي تدان بها الصين أن نظرية سوق يوهان كمصدر للفيروس هي واهية حيث اثبت التسلسل الجيني ان مصدره هو طائر الخفاش الذي لا يتاجر به السوق، وترجع مصدره الى ضعف اجراءات الوقاية والسلامة في مختبر يوهان للبحوث الفيرولوجية الذي يقوم بابحاث على هذا النوع من الفيروسات المتاصلة من فايروس سارس الذي تم تحديده منذ عام 2003 وعاد للظهور عام 2007 . ومما اثار حفيظة المتابعين أن هذا المختبر قد تم وضعه ابتداء من 26 يناير تحت أدارة جيش التحرير الصيني ( وكان قد أنشأ بالتعاون مع معهد باستور الفرنسي وفق اتفاقية بين الدولتين ولكن الصين تخلت عن استخدام التصاميم للمعمار الفرنسي والشركات الفرنسية على بناءه واعطتها لأحدى الشركات التابعة لجيش التحرير الصيني)  ، وهناك تقارير من باحثين في المعهد عن هذا الفايروس تم أزالتها وحجبها من موقع المعهد بعد تاريخ 26 يناير . ولازالت التقارير ترد في هذا المجال ، ولو تم الأخذ بها فهو سيضع الصين بموقع الأتهام عن محاولة أخفاق وتمويه الحقائق بوضع سوق يوهان في الواجهة ، اضافة الى أخفاقها في تبليغ العالم مبكرا عما عرفته من معلومات عن فايروس كورونا عن معهد يوهان للبحوث الفيروسية.

 

كيف سيتصرف العالم مع الصين: هناك مطالبة بادخال أصلاحات على نظام الدولة في الصين فيما يخص ازالة الرقابة وحجب المعلومات وأطلاق الحريات، وهذا أمر لابد منه بعد كورونا أذا أرادت الصين ان يستعيد العالم ثقته بها، ولكن ذلك سيؤدي تدريجيا الى تقويض سلطة الحزب الشيوعي الصيني وهو أمر لن يسمح به هذا الحزب، وعليه فهناك صراع قادم ربما يحسم لصالح الأصلاحات وأقرار التعددية. ونسمع يوميا أن هناك موقفا دوليا يتبلور حول ضرورة معاقبة الصين بعدم ممارسة الشفافية مع العالم، منها تقليص التعاون الأقتصادي مع الصين وتفليص السفر منها وأليها  وحتى المطالبة بدفع تعويضات تفوق 3 تريليون دولار عن الخسائر – وجميعها ستشكل ضغطا على الصين :أما التعابش مع مقاييس العالم وأما الأنعزال التدريجي وتفريغ التجربة الصينية من ماكنتها: النمو السريع مقابل جني الأرباح للماكنة الصناعية الراسمالية والسكوت عن الوضع الداخلي فيها ن وهو أمر يصعب الستمرار به بعد كورونا .

د. لبيب سلطان

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.