اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

وماذا بعد التصويت لكابينة الكاظمي؟// ضياء الشكرجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ضياء الشكرجي

 

وماذا بعد التصويت لكابينة الكاظمي؟

ضياء الشكرجي

 

بعدما صوت مجلس النواب بعيد منتصف الليلة الماضية بمنح الثقة لحكومة الكاظمي، ذلك عبر منح الثقة له ولخمسة عشر وزيرا، ورفض أربعة وزراء لوزرات التجارة، والثقافة، والزراعة، والهجرة والمهجرين، واتخاذ قرار تأجيل البت في وزارتين هما الخارجية والنفط، نطرح على أنفسنا السؤال، وماذا بعد تمرير حكومة الكاظمي، بعدما أخفق قبله مكلفان بتشكيل الحكومة، هما علاوي والزرفي؟

 

قبل محاولة الإجابة على السؤال المطروح، لا بد من بعض الإشارات، مما يؤشر على ثمة نجاح للكاظمي، بذكر أبرز قضيتين. الأولى، لأول مرة بعد أربع دورات نيابة، أي أربع حكومات، حكومة المالكي الأولى، ثم الثانية، وحكومة العبادي، وأخيرا عبد المهدي؛ لأول مرة ومنذ التصويت الأول لمنح الثقة، تحسم وزارتا الدفاع والداخلية. والنقطة الثانية استطاع رغم إصرار الديمقراطي الكردستاني على إبقاء فؤاد حسين وزيرا للمالية، أو في أقل التقديرات أن تبقى الوزارة من استحقاق الكرد، وبالذات من استحقاق الديمقراطي الكردستاني، أن يتجاوز هذه النقطة، حيث جرى منح الثقة لعلي عبد الأمير علاوي، والذي كان مرتين وزيرا بعد 2003، المرة الأولى وزيرا مزدوجل لكل من التجارة والدفاع، ذلك في حكومة مجلس الحكم العراقي برئاسة أياد علاوي، ثم للمالية في الحكومة العراقية المؤقتة في 2005 برئاسة الجعفري. وهو من السياسيين الذين لم تسجل عليهم قضية فساد، والذي اتخذ موقفا ناقدا للعملية السياسية من بعد ذلك.

 

نرجع إلى سؤالنا ماذا بعد تمرير حكومة الكاظمي؟ ربما سيحقق نجاحا محدودا، في تلبية القليل من مطالب ثورة تشرين، وربما يفاجئنا بتحقيق أكثر مما نتوقعه، وربما لا يحقق أي شيء منتظر منه. لكننا نعلم وبعيدا عن تقييم الكاظمي، ما إذا كان فعلا يملك إرادة تلبية أقصى المستطاع من تلك المطالب، وتحقيق أقصى الممكن من الإصلاح، أو ما إذا كانت وعوده كوعود الذين كانوا قبله، نريد أن نتكلم عن قدرته على ذلك. فبعيدا عما إذا كان يريد حقا أو لا، نسأل ما إذا كان قادرا على ذلك.

 

بكل تأكيد مع فرض حسن النوايا للكاظمي، فأمامه من العقبات مما لا يستطيع تذليلها إلا المسدَّد من عالم الغيب بالمعجزات، ونحن نعلم إننا لا نعيش زمن المعجزات. فأمامه برلمان متشكل من نفس القوى السياسية التي ليس من مصلحتها محاسبة قتلة المتظاهرين، ولا من مصلحتها حصر السلاح بيد الدولة، ولا من مصلحتها مقاضاة الفاسدين، وقادتها هم ملوك الفساد، ولا من مصلحتها منع تدخل دول الجوار (إيران بالذات) في الشؤون الداخيلة للعراق. ثم يستلم الكاظمي مهمته أثناء أزمة كورونا، وفي وضع اقتصادي كارثي، حيث العراق يحتمل أن يكون على وشك السقوط في هاوية أزمة اقتصادية، ستجد حتى أكثر الحكومات وطنية وكفاءة صعوبة شديدة في إيجاد سبيل الخروج منها.

 

لا أريد أن أتكهن، فلست كاهنا، ولا أن أستغرق في التحليل وطرح التوقعات والاحتمالات والتخمينات، فإني شخصيا لا أتقن حل (الحزورات) السياسية في الحالات الطبيعية، فكيف إذن مع حال العراق بالذات، والعراق ليس كأي بلد آخر، ثم كيف الحال في الظرف الراهن بالذات، والظرف الراهن واحد من أعقد وأخطر الظروف التي مر بها العراق.

 

بتصوري الدور لم يعد الآن للكاظمي بالدرجة الأولى، فإن حقق نجاحا، سنشكره على نجاحه، وإذا لم يحقق النجاح، فيكون إما معذورا، فنعذره، وإما متعمدا التقصير فنحاسبه.

 

إذن لمن الدور، إذا لم يكن للكاظمي؟

أقول الدور الآن للشعب،

لثوار تشرين،

للديمقراطيين العلمانيين،

للقوى الوطنية،

وذلك أن يشمروا عن سواعدهم، ولا يضيعوا يوما واحدا في الاستعداد أقصى الاستعداد، والتحضير أفضل التحضير، ذلك على جميع الأصعدة، لخوض انتخابات 2021، سواء كانت بعد ثمانية أشهر أي في كانون الثاني، أم بعد ثمانية عشر شهرا أي في تشرين الثاني من 2021.

 

فإن تضييع أي قدر من الفرصة سيعني الانتظار حتى انتخابات 2025، والثوار ليس من شأنهم تضييع الفرص، ومن هنا لا بد من التفكير جيدا والتخطيط جيدا للتحول إلى الفعل السياسي في موازاة إدامة الفعل الثوري، الذي لا بد منه، لكنه لن يكفي ما لم يقترن بالفعل السياسي، من تنظيم وترويج للشخصيات التي يمكن أن تدخل مجلس النواب، عبر الترشيح الفردي. فإذا استطاعت قوى الثورة، والقوى الوطنية عموما، والعلمانية خصوصا، بمجموعها تشكيل نصف عدد مقاعد مجلس النواب، ستكون هي صاحبة القرار في قبول أو رفض أي مرشح لرئاسة مجلس الوزراء وأعضاء كابينته.

 

ونصيحة، إذا سمح لي أن أقدم نصيحة، وهي إني أعلم إن الثوار يتمنون أن تكون الانتخابات المبكرة في أقصر مدة ممكنة، أو في غضون ستة أشهر، إن أمكن. أقول لنحذر الاستعجال، قبل أن نكون قد تأكدنا من انفسنا، أننا أعددنا العدة على أحسن وجه، لخوض المعركة الانتخابية، وتحقيق أقصى ما يمكن من النجاح، فليس المهم متى تكون الانتخابات، بل المهم متى سنكون متهيئين لخوضها.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

07/05/2020

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.