اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تأملات في القرآن الكريم ح1// حيدر الحدراوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حيدر الحدراوي

 

تأملات في القرآن الكريم ح1

حيدر الحدراوي

 

سورة الفاتحة الشريفة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ{1}

ما اجملها من كلمات, وما اعذبها من حروف, تناغي الشفاه, تداعب اللسان, تخفي بين طياتها بديع الاسرار, ثقيلة في الميزان, جالبة للخير, جالية للقلوب من درن الذنوب, مزينة للعقل بحلية رداء الايمان, مطهرة للفم من بذيء الكلام.

سبحان من جعل اسمه يتلي قبل الشروع في اي شئ, فتحلّ فيه البركة, ويزداد خيره, ويدفع ضره, ويبعد الشياطين عنه.

سبحان من طرد الشياطين بأسمه, وحجبهم بحجاب فيض نوره, تعالى من اسدل على الانسان بهيّ ستره.

حارت فطاحل العلماء بمعناها, وتوقفت عقول النحاة بمنحاها, فتعدد الطرح, واختلفت الاراء, والتفت النظريات, وهامت في غياهب بحرها مسالك الباحثين, وشردت الافكار من اذهان المتفلسفين.

من عشق شخصا, لهج بأسمه, واقتفى اثره, وترنم بأبيات شعر لتكون صبابته, اما من عشق الحق تعالى, ردد اسمائه, ورتل كلماته, واستهتر بذكر الائه, وسوابغ نعمائه, وعشق كل ما في الوجود, لانه من فيض وجوده, فكل ما في الخليقة, دال عليه جلّ وعلا, ومن عشق ربه عشق نفسه, لان روحه من روح الله, وكيانه من كيانه, ووجوده من وجوده, بل ذابت روحه في روح الله, وتلاشى كيانه في كيان الله, وانصهر وجوده في وجود الحق تعالى.

يمضي العاشق ساهرا لياليه, مناجيا القمر, كأنه معشوقه بين يديه, او مغازلا النجوم, لعلها ترسل مراميه, او تعود اليه بما يمليه, في حديث قدسي (( كذب من زعم انه احبني, فأذا جنه الليل نام عني)) , فكيف تنام عين من عشق الله, وغفل عن مناجاته, وهو السميع البصير, فخسر تلك اللذة, التي يقول فيها احد العلماء \" اين ابناء الملوك من لذة مناجاة الله \" .

يسافر العاشق بين اسماء محبوبه, تاركا الخلق خلف ظهره, مغادرا الدنيا بما رحبت, فيهيم بين اسماء من احب وعشق, فيغرق في بحرها, ويتسامى في معانيها, فيجلو رين قلبه بما فيها, يترنم بــ (بسم الله الرحمن الرحيم), فتنكشف عنه الحجب, ويشاهد تجليات الحق, فيغترف منها ما امكنه, ويطمع في المزيد, فيمنعه \" يا داود انت تريد وانا اريد , ولا يكون الا ما اريد \" , فيعود من سفره غير تارك, ولا مغادر, عازما على سفر جديد, فيعود للخلق, لعالمه, لما وسعت المعمورة , وقد نال ما نال , فيسافر بين الخلق.

لله در الامام علي (ع) حين يقول مخاطبا ربه جل ثناؤه: (ما عبدتك خوفا من نارك, ولا طمعا في جنتك, انما وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك).

 

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2}

الحمد لله كما هو اهله, الحمد لله كما يحب ان يحمد, الحمد لله الذي هو بالعز مذكور , وبالفخر مشهور, وعلى السراء والضراء مشكور.

الحمد لله والشكر له, واجب على كل مؤمن ومؤمنة, خالصا له تعالى, واعترافا من العبد ببديع فضائله تقدس في ملكه, وتسليما بما قضى تبارك في ملكوته.

كما وان شكر المخلوق, على معروف قد قدمه لك, هو من شكر الباري, لان ذلك المخلوق هو جزء من فيضه سبحانه وتعالى, ووجود ذلك المخلوق مرتبط ودال على وجوده جلّ وعلا.

للشكر شروط كثيرة, يذكرها العلماء في مصنفاتهم, بعضها لفظي, وقلبي, وعملي, فاللفظي, ذكر باللسان, والقلبي ما استقر في القلب من ايمان ويقين بنعمة المنعم , والعملي, ان تظهر علامات النعمة على العبد, فأن الله جلّ وعلا, يحب ان يرى اثار نعمته على عبده.

وبالمقابل, فأن الله يزيد النعمة على من شكره, ويبارك له فيها, ((لئن شكرتم لازيدنكم)), وعد منه جل ثناؤه لمن حمد وشكر.

بقي ان نقول, ان حمد وشكر الله تعالى, بالشروط التي يذكرها العلماء المختصون, يعدّ نعمة بحد ذاته, تحتاج الى شكر! .

لايزال العبد حامدا شاكرا لله تعالى, فيسافر متنقلا بين الخلق, متأملا في نعمة وجود الحق, فيشاهد تجليات شكر الله وحمده, حتى يصل الى مفترق طرق, طريقا الى سفر ابعد, وطريق اخر للعودة , فيختار, اما ان يستمر في سفره, ان كان فيه طاقة لذلك, او ان يعود , ليرتاح قليلا من عناء السفر.

 

الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3}

اوسع ما خلق جلّ وعلا, الرحمة, فقد وسعت كل شئ, الانسان والحيوان, البر والفاجر, خالصة للمؤمن يوم القيامة, بل يطمع حتى الكافر فيها, لسعتها, فتناله في الدنيا, دون الاخرة.

يروي العلماء, ان رحمة الرحمانية, تشمل المؤمن والفاجر في الدنيا, والرحمة الرحيمية, خاصة بالمؤمنين في الاخرة, فليتأمل من عصى الرحمن, كيف تناله وتتغمده رحمة الله, من غير ان يشعر بذلك, فلا يبالي, ويستمر في عتوه وعصيانه.

حكى لي صديقي كوزونو الياباني, وهو من البوذيين, حيث قال: بينما كنت اقود سيارتي, مارا بطرق جبلية, فصادف ان تساقطت صخور كبيرة, فايقنت اني هالك, لا محال, فأحسست بشعور غريب, شعور ملئني اطمئنانا, فقد انحرفت الصخور بأتجاه اخر, وكأن قوة خفية جبارة ابعدتها عني, فأيقنت ان الذي ابعدها هو الله, قد ادركتني رحمته, شيئا اخر غير بوذا, بل بوذا لا يمكنه القيام بذلك, فأدركت ان رحمة الله قد غمرتني, وهي معنا على الدوام, خفية لا نراها, لكنها موجودة, فحمدت الله وتابعت طريقي.

ان التأمل في رحمة الله, لا يمكن للكلمات ان تعبر عنها, ولو بالنزر اليسير, وقد اوجزها جل وعلا ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء)) الاعراف 156, لكن من الملاحظ ان الله جل وعلا, بدأ بالبسملة بما تحوي من اسماء الرحمانية والرحيمية, ثم ((الحمد لله رب العالمين)) , ثم ( لرحمن الرحيم) , أي ان الرحمة بنوعيها قد جاءت قبل وبعد الحمد, ان هذا الترتيب محل تأمل للمتأملين!!.

تجدر بنا الاشارة, الى ان الرحمة الربانية اجمل والذّ موضوع للتأمل, للبر والفاجر, فيتفكر العبد بما يتغمده من سعة رحمة الله في كل لحظة من لحظات حياته, وفي كل امر جليا كان او خفي, ويتدبر العبد في رحمة الام على جنينها, فأنها من رحمة الله قد اودعها في قلب الام, وليمعن التدبر فيها واضعا نصب عينيه ان رحمة الله عليه اكبر بكثير!!!.

فيسافر العبد في سعة رحمة الحق تعالى, فيشاهد اثارها على الخلق, تتغمدهم من حيث يشعرون او لا يشعرون, فيركب سفينتها, ليرى من تجلياته , ظاهرية وباطنية, فيقف على اعتابها, فيشاهد ما لا قدرة له على الوصف, فيمضي قدما في طبقاتها (درجاتها), حتى اذا ما وصل الى ما لا يدركه, او ما لا طاقة له به, توقف, وقرر ان يعود, بعد ان نهل من فيوضاتها, واغترف نورا من انوارها, ما يحتمله فقط, ليعود به المطاف الى نقطة البداية, عازما على سفر جديد في موعد قريب, مبتدئا من حيث انتهى سفره الاول.

 

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4}

الملك المطلق لله, وحده لا شريك له, اما ملك الانسان او غيره , فهو ليس بمطلق ولا دائم, ولا يرثه, الا لذويه في هذه الدنيا فقط, سيترك الانسان كل شئ حين يتوفاه الاجل, ولا يأخذ معه شيئا سوى الكفن, الذي سرعان ما ستأكله الارض, ويختفي للابد.

ذلك الانسان المشغوف بجمع الثروات, فيحصل عليها بكد وعناء, او بالاعتداء, فيحرص على انمائها, ويحرسها, وتشغل تفكيره, وتعطل كل طاقاته من اجلها, فيحزن عندما يخسر ولو شيئا قليل من ثروته, ويفرح عندما يراها تزداد وتنمو.

لكن بعد فوات الاوان, يكتشف الانسان بأنه لا يملك شيئا, من ثرواته, او عقاراته, او حتى ارصدته في المصارف, فكل ذلك قد تحول الى سراب, وهم, الا كلُّ شَـيءٍ ما خَلا اللهَ باطِـلُ, وكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالةَ زائِـلُ.

المصيبة الاكبر والادهى, حين يعلم الانسان بأنه لا يملك حتى جسده, فالمالك الحقيقي للجسد هو الله, وليس للانسان فيه شئ, بل حتى الروح التي في جنبيه, هي نفحة من نفحاته جل وعلا, فما بقي للانسان اذا؟!, فثروته التي كان حريصا على جمعها, وبيته الذي كان يؤويه, وجل ما كان يملك, قد عاد الى مالكه الحقيقي , حتى جسده وروحه!.

لم يبق للانسان الا عمله, فهو جل ما يملك, ان كان خيرا, فإلى خير, وان كان شرا فإلى شر.

يسافر العبد بمركب الجسد, فيتنقل في الخلق, فيرى جرمه الصغير, وحقارة امره, وتفاهة شأنه, بالنسبة الى عظيم ملكه تعالى, فينطلق في سفره الى ابعد من ذلك, يترك الخلق, ليسافر الى الحق, فيشاهد تجليات ملكه, وبديع صنعه, واسرار ملكوته, فيصيب منها ويغترف ما شاء الله, ويدرك عظمة خلق الانسان ((اتحسب انك جرم صغير, وفيك انطوى العالم الاكبر)) , ويعود من ذاك السفر, غير مكترث للعناء, عازما على سفر ابعد من ذلك, في طور اخر, بعد ان يستكمل سفره بين الناس.

 

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5}

العبادة ارتبطت بالانسان كظله, حتى صنع كل شعب آله يعبده, ويفزع اليه في الملمات, وعند الشدائد, ظنا منه انه ينجيه, ويقيم له الصلاة, بخضوع وخشية, ويقدم له القرابين, وكل شعب يختار زينة خاصة وعطر خاص, يتحفون به ألههم , بما يتناسب مع ثقافتهم , وموروثاتهم الاجتماعية.

لم يترك الله جل وعلا الناس يتخذون إلهة حسب اهوائهم, وما تمليه رغائبهم, فأرسل انبيائه ورسله, وايدهم بالمعجزات الباهرة, والبراهين القاطعة, والحجج الساطعة, فآمن من أمن, وجحد من جحد, حيث ترك الله عزّ وجل للانسان حرية الاختيار بين النجدين.

الجدير بالذكر, ان العبادة ليست محصورة في الصوم والصلاة , والامر بالمعروف والنهي عن المنكر, وكافة اعمال الخير, بل جاء في بعض الكلمات النبوية الشريفة ان ساعة تفكر خير من عبادة سنة.

ومن متلازمات العبادة, الاستعانة, فبعد ان يختار الانسان ربا يعبده, يستعين به في قضاء حوائجه, وجلب المسرات والخيرات, ودفع الاهوال والشدائد, ومن اجدر بذلك غير الله تقدست اسمائه!.

من الملاحظ في الاية الكريمة, تقديم العبادة على الاستعانة, حيث تكون العبادة خالصة لله وحده, ولا تجوز لغيره, اما الاستعانة المطلقة به تعالى, ويمكن ان يستعين العبد ببعض الناس او الاشياء, لقضاء بعض الحوائج, وتسهيل البعض الاخر, فمثلا يجوز الشكر للخالق وللمخلوق ايضا, والاستعانة من الاشياء المشتركة بينه تعالى وبين خلقه, على ان تكون المطلقه له تعالى, والخاصة لعباده.

يسافر العبد مستعينا بعبادة جبار السموات والارض, فينطلق بين العباد, فيمعن النظر, ويتأمل في العباد ومعبوداتهم, فينظر الى ارجحهم عقلا, واحسنهم اختيارا, فيحكم عقله, ويحسن اختياره, فيختار احق الإلهة بالعبادة, واجدرها, فيستعين بالاله الواحد, ويسافر اليه, بكل حواسه ومدركاته, ليستلذ بلذة عبادته, ويحبوه ببعض اسراره, وتنكشف له بعض تجلياته, فيغترف حتى يروى, فيعود من سفره , وقد نهل من نبع عبادة الحق الصافي , ونال فيضا من فيوضها.

فقد ورد عن الامام علي (ع) انه قال : ( ما عبدتك خوفا من نارك , ولا طمعا في جنتك , انما وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك ) .

 

اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6}

بعد ان ادرك العبد, بأن العبادة لا تكون الا لله وحده, والاستعانة المطلقة له تعالى , فيتوجه العبد بسؤاله ودعائه , والتضرع اليه, كي يرشده ويهديه للطريق القويم, الصراط المستقيم , خير الطرق واسرعها وصولا له جل وعلا.

العبد في حالة نزاع دائم مع عدويين, هما الشيطان والنفس الامارة بالسوء, فكلاهما يزينا له, ويكيدا كيدهما ضده, فيرى العبد معصية الله جميلة, لذيذة, من غير ان يفكر بعواقبها , فيرى انه عاجز امامهما (العدويين) , ولابد له من هداية , تبين له حقائق الامور.

الصراط المستقيم, واضح كالشمس, لكن تعتريه سحب من الضباب لدى من وقع تحت تأثير العدو, فتطمس بصيرته, ويغشي الضباب عينيه الجارحتين, محدودتي البصر, فتلتبس عليه الامور, فيرى الحق باطلا, والباطل حقا, فلابد له من هاد, يقوده ويرشده الى ذلك الطريق, فمن سيكون هذا الهادي؟ , فيعجز العبد عن ايجاد ذلك الهادي , فيسأل ربه بأن يرشده ويهديه الى من ينير له الدرب.

بعد ان يجد العبد هاديا, يسافر في الصراط المستقيم, الذي لا اعوجاج فيه ولا تقسيم , فينطلق بعيدا عن عالمه, عالم المادة, ليلج في عالم جديد, عالم الملكوت, والروحانيات المقدسة, فيشاهد تجليات نور الهداية, ويقف على اسرارها, فيصيب شيئا من انوارها, ويحثو على قدر ما يستطيع من مكنوناتها, فيتزود للعودة, فلا يمكنه البقاء هناك اطول, فلم يحن الوقت بعد , ولا يملك القدرة على احتمال المزيد , فيعود غانما , وأي مغنم! .

 

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7}

يتأمل العبد في فئات ثلاث, فئة انعم الله عليها, وفئة مغضوب عليها, وفئة ثالثة ضالين, فيأمل ان يكون في افضلها, واحسنها مقاما, واكثرها قبولا عند الله تعالى وسمى, فقد حباهم بالنعمة, وابعدهم عن غضبه, وعصمهم من الضلالة.

يفرح الانسان ان حصل على نعمة زهيدة من ملك من ملوك الدنيا, فيتقرب اليه زلفى, لعله يحصل على المزيد, ويتنافس مع اخرين للحصول على مكانة خاصة لديه, فحاشية الملك لها هيبة الملك نفسه, وعكسه تماما من اغضب الملك, فيولي هاربا, تضيق عليه الدنيا بما رحبت, بل تسود في عينيه, حتى يفقد لذة الحياة , اما من ضل عن طريق الملك, فيكون بعيدا عن عطاياه, محروما من ثناياه, لا يحظى برعايته, منبوذا من خاصته, لانه قد ضل عن الولاء, فلا يهنئ العيش الكريم , ويعدم الكرامة, فكيف ان كان ذلك الملك هو جبار السماوات والارض؟ , فأي نعمة يغدقها على عبيده المطيعين؟! , والى اين المفر من غضبه؟ , وكيف يهنأ العيش , وينال الكرامة من ضل عن سبيله؟ .

يسافر العبد بين اولي النعمة, فيطلع على حالهم وحالاتهم, ويمر بطريقه على المغضوب عليهم, فيشاهد اوضاعهم , وينتقل الى الضالين , فيرى ما نالوا ونالهم, ويتنافس مع اولى النعمة, (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26 , فيتقرب الى الله جل وعلا زلفى, خاضعا لربوبيته , مطيعا لأوامره , مجتنبا معاصيه, فيسمو وتعلو منزلته, بفاضل نعمائه, فيعود وقد ظهرت عليه اثار تلك النعمة.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.