اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الانقسام الامريكي من خطة الضم انتصار للقضية الفلسطينية// د. حسين الديك

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. حسين الديك

 

عرض صفحة الكاتب

الانقسام الامريكي من خطة الضم انتصار للقضية الفلسطينية

د. حسين الديك

ستانفورد -كاليفورنيا

 

لقد تميز الموقف الامريكي عبر سنوات طويلة بالدعم المطلق لاسرائيل، وبالوضوح التام وتقديم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي، وتوفير غطاء سياسي دولي لشرعنه كافة الخطوات الاحادية الجانب التي تقوم بها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية، وانسحب هذا الموقف التقليدي على الادارات الامريكية المتعاقبة سواء كانت ديمقراطية او جمهورية.

 

وحصل نقلة نوعية وقوية في الدعم الامريكي المطلق لاسرائيل منذ تولي الرئيس ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية، اذ اقدم هذا الرئيس على خطوات غير مسبوقة في دعم اسرائيل لم تجرؤ الادارات الامريكية السابقة على القيام بها واهمها نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس واغلاق مكتب ( م ت ف ) في واشنطن ووقف التمويل الامريكي لوكالة غوث وتتشغيل اللاجئين الفلسطينين ووقف المساعدة المالية المباشرة وغير المباشرة للفلسطينين.

 

جاءت هذه الاجراءات في السنوات الثلاث الاولى من حكم الرئيس ترامب وفي ظل السيطرة الجمهورية على مجلس الشيوخ الامريكي، ولكن السنة الرابعة من ولاية الرئيس ترامب تميزت بازمات متلاحقة ومتعاقبة احدثت هزات داخلية قوية في مؤسسات الحكم الامريكية وتجلى ذلك في فشل ادارة الرئيس ترمب في مواجة وباء كورونا، وفشل ادارة ترامب في التعامل مع المظاهرات التي اجتاحت المدن الامريكية احتجاجا على مقتل المواطن الامريكي جورج فلويد، وفشل ادراة ترامب في مواجهة ازمة البطالة وملايين الشباب العاطلين عن العمل، كل هذه الازمات المتعاقبة حصلت في فترة قصيرة اربكت الادارة الامريكية واحدثت انقسام كبير في الراي العام الامريكي وفي مؤسسات الحكم الامريكية.

 

تجلى هذا الانقسام في الموقف الامريكي من خطة الضم الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية والتي اعلنت الحكومة الاسرائلية عن تنفيذها في الاول من تموز 2020 ، اذ بدا هذا الانقسام واضحا وجليا داخل الادارة الامريكية نفسها وخاصة الفريق الامريكي المكلف بذلك اذ ايد السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان  وجارد كوشنير عملية الضم، تحفظ كل من افي بيركوفيتش وروبرت اوبراين على ذلك، مما جعل الرد الامريكي الرسمي يتاجل لعدة اسابيع ولم يكن هناك وضوح في موقف الادارة الامريكية من خطة الضم.

 

وانسحب الانقسام الامريكي من خطة الضم ايضا على مجلسي الشيوخ والنواب اذ تقدم 200 عضو ديمقراطي من اعضاء مجلس النواب  الامريكي  بعريضة الى رئيس الوزارء الاسرائلي بنيامين نتنياهو يطالبونه بالتراجع عن  عملية الضم  خشية توتر العلاقات الامريكية الاسرائلية في المستقبل، ومقابل ذلك وقع 116 عضو جمهوري من مجلس النواب الامريكي عريضة موجه الى نتنياهو تعلن تاييدهم لعملية الضم ، وهذا ما حصل ايضا في مجلس الشيوخ الامريكي.

 

ولم يقتصر الانقسام على الكونغرس الامريكي بل وصل الى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الامريكية ايضا، وكان موقف منظمة ايباك لافتا في هذا الشان اذ لم تعترض المنظمة على موقف الكونغرس من الضم ولم تهاجم الرافضين لعملية الضم وهذا تطور يحصل للمرة الاولى في تاريخ المنظمة، وكان موقف منظمة جي ستريت رافضا بكل وضوح لعملية الضم وبانه يشكل ضربة لاسرائيل الديمقراطية وضربة لحقوق الفلسطينين ولعملية السلام.

 

والاهم من كل ذلك ان الانقسام في الراي العام الامريكي جاء واضحا وجليا ورافضا لعملية الضم اذ اشارت عدة استطلاعات بكل وضوح على ذلك، اذ اشارت الاستطلاعات ان 42% من المسيحين الامريكيين يعارضون قرار الضم، بينما يؤيده 38% ، واما بالنسبة لليهود الامريكيين فان 43% يعارضون عملية الضم، بينما يؤيد الضم 40% فقط.

 

ان ارتفاع البطالة بمعدلات قياسية واغلاق الاف من المصانع والشركات ودخول الملايين من المواطنين الامريكيين الى صفوف البطالة كان ازمة لم تشهدها الولايات المتحدة الامريكية من قبل، مما جعل تلك الازمات مجتمعة مع بعضها البعض تشكل ضربة قاسية للرئيس ترمب وحزبه وتاتي بردود فعل سلبية على شعبية هذا الرئيس الذي سيدفع ثمن ذلك هو وحزبه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 3/11/2020 وسوف تؤدي الى خسارة  للرئيس ترمب وحزبه.

 

ان هذا الانقسام في الموقف الامريكي الرسمي والشعبي من خطة الضم الاسرائيلية يشكل انتصار كبيرا للقضية الفلسطينية، وهو بداية تحول في الراي العام الامريكي وفي الساحة الامريكية التي اعتبرت تقليديا ذات موقف منحاز دائما لاسرائيل، وان التحولات الداخلية في المجتمع الامريكي والاستطلاعات التي تؤكد تراجع شعبية ترامب وخسارته للانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم هي مؤشر مهم وكبير وانتصار للقوى الديمقراطية الامريكية ولموقف الحزب الديمقراطي الاكثر اعتدالا وتعاطفا من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.