اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

سيدنا الأمونيا دمرت بيروت بدل حيفا-1// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

سيدنا الأمونيا دمرت بيروت بدل حيفا-1

بيروت الضحية لصراع خامنئي وناتنياهو

د. لبيب سلطان

 

يخطأ من يظن أن تفجير بيروت هو مجرد حادث عرضي وقع نتيجة أهمال من قبل مسؤولين معينين من ساسة لبنان في مرفا بيروت، رغم أن ذلك واقع، فهو حادث  يكاد يكون مؤكد الوقوع كما تشير له المعطيات، وتتكشف تدريجيا الجهات التي ادت اليه ومن سبب في تدمير بيروت وهم أسرائيل وحزب الله وأيران (وهم اليوم يلزمون الصمت جميعا دون اتهام لبعضهم البعض كونهم يعرفون جميعا أنهم مسؤولين عنه). و لو أراد العالم ان يكشف حقيقة الأمر ومن سبب كارثة بيروت  فلن يكون باجراء تحقيقات أدارية عن مقصرين في كارثة مرفأ بيروت ، كون الكارثة هي جريمة أرهابية بامتياز شاركت فيها هذه الأطراف الثلاثة ،أو بشكل ادق طرفان هما اسرائيل وايران.

 

لنبدأ باسرائيل التي بدءت التربص بلبنان لتدميره حتى قبل حرب حزيران عام 1967، فهذا البلد الذي كان مركز التبادل الأقتصادي والثقافي والمالي بين الشرق والغرب لعب دورا هاما باسقاط نظرية ورهان القادة الصهاينة أن أسرائيل ستكون واحة للديمقراطية ومنصة  لمصالح  الغرب في المنطقة ولكن لبنان فاقهم حضاريا وشكل عائقا امامهم وعملوا على تدميره من خلال دفعه للحرب الأهلية وتم تدمير لبنان اقتصاديا ولأنتقال بيروت عاصمة الثقافة والتجارة والمال في الثمانينات  الى دبي  وبقي لبنان جريحا من وقتها والى اليوم.

 

ايران بدورها تربصت بلبنان وبدأت مباشرة بعد انتهاء حربها مع العراق لوضع قدمها فيه من خلال تأسيسها  لحزب الله ورفده بالمال والسلاح، بعد رفض حركة أمل ان تنساق وتعمل تحت راية ايران، وماهي الا عشرة سنوات حتى سيطر الحزب على الجنوب اللبناني بالكامل وطردت حركة امل منه، ومنه بدأ بالتمدد الى بيروت والبقاع  تحت مرأى ومسمع من حافظ الأسد الأب الذي كان يظن انه كسب في ايران حليفا قويا في صراعه مع اسرائيل دون أن يضع في حسبانه عين المستقبل ان حليفه سيبتلعه يوما ويدمر بلده  كما هي حال سوريا اليوم.

 

  لابد من تحديد سر عداء ايران لأسرائيل، فهو ليس دينيا ولا ايديولوجيا كما يعتقد البعض، بل أن ايران تستخدم أسرائيل وقضية الشعب الفلسطيني كغطاء  للسيطرة على المنطقة وأقامة دولة عظمى "ولاية الفقيه زمن الغيبة"، وهم يتشاركون  بذلك مع أحلام أردوغان والأخوان باقامة "الخلافة" على أهل السنة، وهما مشروعان متوازيان وصلت بهما الحال لتقاسم المناطق منذ عام 2010 ،وكيف لا وكلاهما يرى امامه  دولا صغيرة ومبعثرة يمكن السيطرة عليها. وكلاهما أستند على اقامة تنظيمات مسلحة وميليشيات  متطرفة تابعة لهما فالمنهج والهدف الأستراتيجي لهما واحد على امل ان يتم تقاسم الكعكة بينهما لاحقا : انتم تحكمون الشيعة ونحن نحكم السنة ونرجع لتحالفنا الصفوي العثماني كما كان حتى نهاية القرن التاسع عشر. ولكن ايران عكس تركيا لايمكنها الوصول للبحر المتوسط  دون أن تجابه اسرائيل، والأخيرة أدركت ذلك جيدا حتى في فترة مبكرة بعد بانتصار الثورة الأيرانية على الشاه، وهي اسرائيل نفسها التي ساهمت وبقوة في توريط العراق في الحرب على ايران التي استهلكت قدرات البلدين واجلت بروز وصعود ايران لعقدين كاملين، كما ساهمت أسرائيل في دفع صدام لأحتلال الكويت ووضع العراق تحت الوصاية و الحصار وتدميره ، ومنذ عام 2003 تعمل لمنع تمدد ايران الى العراق والى سوريا، فهي تعي جيدا المخطط الأيراني الذي يستخدم شعار المقاومة لأسرائيل وشعار نصرة حقوق الشعب الفلسطيني للوصول لأهدافها الحقيقة بأقامة دولة الفقيه على رقعة تمتد حتى البحر المتوسط.

 

كان بروز حزب الله وتعاضم نفوذه وصولا في نجاحه في أستيلائه على مؤسسات الدولة اللبنانية واحدة بعد الأخرى من أهم نجاحات ايران في المنطقة  التي استخلصت منها أستراتيجية كررتها في العراق واليمن وسوريا ، حيث قامت بأنشاء فصائل عقائدية تابعة للمرشد الأعلى تحت اسم المقاومة والعداء لأميركا واسرائيل، ومدتها بكافة الأسلحة وبمئات الملايين من الدولارات للسيطرة على مؤسسات هذه الدول الضعيفة منشغلة بحروب داخلية مثل الحرب مع القاعدة وداعش في العراق والنصرة والأخوان في سوريا والتي غذتها قطر وتركيا والسعودية قبل انشقاق الأخيرة لأدراكها بالخطر القادم على نظامها  نفسه بل وبدات بمجابهته مع الأمارات ومصر كما نراه اليوم. ولكن نهج ايران واجد وواضح: بسط نفوذها والسيطرة على الدول خصوصا لبنان والعراق من خلال الفصائل الولائية تحت شعار جبهة المقاومة.

 

الخلاصة ان ايران ترى أنه دون أنتصار على أسرائيل تحت اسم المقاومة لن يمر مشروعها لأقامة دولة الفقيه العظمى من التي تضم العراق وسوريا ولبنان وصولا حتى غزة في البحر المتوسط ، واسرائيل تعرف أن المعركة مع ايران تستهدف وجودها أساسا وعليه فكل مايتاح لها مباح بما فيه الأسلحة النووية التي تمتلكها عدا الضربات المدروسة التي توجهها لأيران ولحزب الله وجذب اميركا والغرب والخليج لمعركتهم المشتركة بعدم السماح لأيران بالسيطرة على المنطقة .

 

د. لبيب سلطان 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.