اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

دعوة إلى رؤساء أحزابنا السياسية" لو دامت لغيرك ماوصلت إليك"// ايفان جاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ايفان جاني

 

دعوة إلى رؤساء أحزابنا السياسية" لو دامت لغيرك ماوصلت إليك"

ايفان جاني

 

قبل فترة, أرسل لي أحد الأصدقاء, رسالة تتضمن مقابلة متلفزة مع إحدى الشخصيات السياسية الآشورية. وكتب مستفسراً رأيي وتحليلي.

هذه الرسالة، أعادتني إلى أحاديث ومناقشات طويلة جمعتني والكثير من المهتمين بالشأن القومي والوطني من الأصدقاء المخلصين والمؤمنين بإنتشال شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) من الواقع المرير الذي يعاصره وندركه.

ولأننا ومع شديد الأسف, شعب يهوى الكلام الكثير والفعل القليل. تجدنا نتحدث إسبوعياً والبعض منا ساعات وراء الكواليس وعبر المحيطات، لنجد حلولاً مثالية لجُل معضلات العالم بأسره, سواء منها التي تدخل ضمن دائرة تخصصنا أو التي تبعد بسنوات ضوئية عنه ولا نفقه حتى أبجدية علومها. ونبرع كما قال السيد المسيح في تشخيص قشة عين أصدقائنا ونتهرب من خشبة عيننا. لهذا السبب وغيره من الأسباب الأخرى، بقيت قضيتنا منذ عقود أسيرة مُعالجات حقيقية وسليمة نُدركها جيداً,  لكننا نفتقد إلى دبلوماسية الطرح وجرأة المواجهة وتحمل المسؤولية.

ومن هذا المنطلق, كانت إجابتي للأخ الذي سألني وللكثير من الذين فعلوا مكونة من شقين وبالشكل التالي*.

 

رأيي وتحليلي لكلام الساسة: بحكم خبرتي المتواضعة في المجال السياسي والعمل القومي، تعلمت أن أُصدق نصف مايقوله السياسي بعد التمحيص الدقيق ومطابقة المصادر التي إعتمدها في كلامه, حتى لو كان المصدر هو نفسه. لأننا تعودنا أن نستيقظ على تصريح، نفطرُ على ثانٍ،  وفي نهاية النهار, نضع رأسنا على الوسادة وهو مثقلٌ بالأقاويل والتصاريح المتضاربة.

الحل لمعضلتنا القومية: مع فائق إحترامي ومحبتي لمجمل زعماء الأحزاب والمؤسسات السياسية والقومية الذين تجمعني والبعض منهم علاقة صداقة وإخوة جد طيبة، وتقديري لتضحياتهم, وإمتناني لما جنوه من ثمار لشعبنا طيلة فترة حكمهم التي يقيناً لانعرف الظروف التي عايشوها ووزر الضغوط التي عملوا تحت تأثيرها إبان إتخاذ الكثير من القرارت التي قد نراها ويراها الأخرون غير صائبة. أدعوهم للعمل وفي مدة أقصاها عام واحد من أجل خلق أرضية مناسبة, وترتيب شؤون البيت الداخلي لأحزابهم وتهيئته للتنحي هم ومن صرف نصف عمره في صف القيادة في تلك الأحزاب عن مراكزهم، وتسليم دفة القيادة لجيل جديد تُجبل أفكاره الحديثة ورؤيته العصرية بحكمتكم وعصارة خبرتكم الطويلة, لعل وعسى, نشهد ولادة فكر نير ذي رؤية مختلفة, يجتاز تيارات النزاع الشخصي، ويسموا على العشائرية والإنتماءات الفئوية، ويغلب مصلحة الشعب على مكتسباته الذاتية, ويمهد في سبيل غدٍ أفضل, من خلال مد جسور الثقة وردم الهوة التي إتسعت وتتسع بين القاعدة والقيادة, ولتبقى أولاً وأخيراً الشعلة التي أؤتمنتم عليها من قبل من سبقوكم متقدة تنير وتغذي عقول الأجيال القادمة.

وفي النهاية، أتمنى أن لاتفسر دعوتي هذه من قبل القادة على أنها "إنقلاب أبيض" أو رسالة تحريضية لإسقاطهم عنوة, أو سلخهم أمجادهم ومنجزاتهم ودورهم الذي بلا شك سُطر تأريخاً. فاليوم وغداً لن تشفع لكم فيه إلا المنجزات والتضحيات.

 وأنا على يقين, بقبولكم لهذه الدعوة, ستضيفون نقطة ساطعة أخرى إلى تاريخكم النضالي وتاريخ الحركة السياسية القومية, وتضعونها على الطريق القويم, من خلال نشر ثقافة التداول الديمقراطي للسلطة, وإحترام الرأي والرأي الأخر، والنزول عند رغبة وقرار الشعب، والإحتكام لمنطق الواقع, وغيرها من الإمور الأخرى التي تطالبون الآخر بها وأنتم تفتقرون لها, خصوصاً بعد أن شهدتم وشهدنا وشهد الجميع فشلكم منذ سنين في الإجتماع حول طاولة مستديرة أو مستطيلة أو بأي شكل هندسي كانت.

 

     المقال تم بناءه على روح الرسالة المرسلة للصديق، مع إضافات وتوضيحات وجدتها ضرورية لتبلغ الفكرة القاريء الكريم.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.