اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هناك سبب واحد لجدوى ألأنتخابات النيابية// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

هناك سبب واحد لجدوى ألأنتخابات النيابية

د. لبيب سلطان

 

ما أن تم أعلان الموعد الجديد  للأنتخابات المبكرة في شهر تشرين الأول حتى بدأت كتل البطة والكاتيوشا ابراز انيابها القذرة واستعراض عضلاتها  سواء على بعضها أوعلى الشعب، لأدخال الجزع والفزع في قلوب الناس وخصوصا لتخويف كتل تشرين المولودة حديثا، فهم خائفون منها رغم  نعومة أظفارها. أنهم يهدفون  الى اجبار الشعب للعزوف عن الأنتخابات، وكما جرى عام 2018، فكلما قل عدد الناخبين كلما ازداد عدد الكراسي بايديهم وهاهو سلاحهم وميليشياتهم جاهز لأفراغ الصناديق او حرقها كما جرى ذلك العام.  وهذا هو بالضبط  ما مادفع مقتدى الصدر لأستعراض ميليشياته  وأعلان انه قادم للفوز بكرسي رئيس الوزراء وحصول "البطة"  على اكثر من 100 مقعد،  وهو مادفع نوري المالكي (السبايكري) عديم الخجل والغيرة للخروج من الكهف دون وجل أو خجل ليقول انه سيبايع من قبل الناس مرة اخرى (طبعا بسلاح الميليشيات الولائية العامرية هذه المرة) وسيقضي على البطة –والواقع ان كلاهما سيتحالفان من جديد بعد الأتفاق على المغانم والحقائب ليمر العراق ومن جديد بسنوات عجاف اربعة اخرى من التدمير والقتل والتشريد ربما لن نسمع بعدها بعراق بل بدول اضافة الى كردستان هي شيعستان لتحاصران كليهما سنستان (وهو امر يناسب هذه العصابات رغم ادعائها عكس ذلك) ، او في أحسن الأحوال ابقاء العراق ضعيفا مدمرا مهمشا كدولة وشعب وكيان واقتصاد وثقافة.

 

 أن الأنتخابات القادمة أذا اجريت وفق المعطيات الحالية وعزوف الناس عنها ستتوج برلمان سيوجه أما ضربة قاسية اخرى تبقيه مترنحا في مهب الريح ، أو الضربة القاضية للمجتمع وللعراق ككل، والناس تعي ذلك جيدا في وعيها ولاتتوقع ان يحدث غير ذلك، وعليه تراهم يتقولونها علنية "مالفائدة ومالجدوى  من هذه الأنتخابات" وهم محقون فهي أداة لهذه العصابات والمافيات الأسلاموية لتصول وتجول وتقتل وتسرق كما هو الحال اليوم.

 

أن من وضع العراق في هذا الطريق المسدود امام فرص الأصلاح هو ليس الأنتخابات البرلمانية بل هو هندسة الدستور العراقي الذي قسم العراق الى كتل وطوائف ومنه برز نظام المحاصصة ودولة تسمح باقامة عدة دول  تتقاسم السلطة والمال المنهوب والسلاح حتى داخل الطائفة الواحدة – وعليه لاسبيل للخروج من عنق الزجاجة الأ بتعديل واصلاح هذا الدستور.

 

أن مانادى به التشرينيون بوعي –اجراء أنتخابات مبكرة هو لغرض تعديل الدستور كي يتمكن الشعب العراقي أن يخرج من خلاله الى فضاء الدولة ، فالدستور الحالي هو سبب تدمير طاقات العراق وتشتيته ووضعه في عنق زجاجة ملغومة. أنه دستور كتب ليجيب على مظلوميات المكونات زمن الديكتاتورية الصدامية  وهاهو اليوم انتج عدة ديكتاتوريات ومافيات، فهو ليس لبناء دولة  بل لبناء مافيات وعصابات طائفية. أن أي محلل يرى فيه دستور عجيب حقا : فلا هو دستور جمهوري ينتخب فيه الناس مباشرة رئيسا لجمهوريتهم بصلاحياته ومنها تعيين أو تغيير الوزراء والعساكر ورؤساء الأجهزة الحكومة بمراسيم جمهورية، ولا هو دستور ملكي يعطي هذه السلطة للملك كي يستجيب لرغبات الناس ويجعل المباراة بين الأحزاب والكتل للأفضل، والأ فالباب أوسع من جمل بمرسوم ملكي واحد (كما هو حال المغرب والأردن اليوم والعراق في العهد الملكي) . أنها حقا لجريمة في بلد يدشن عهد الديمقراطية  ان يتم سرقة صوت وحق الشعب بأنتخاب رئيس له ،فقد  الغى صوت الشعب في هذا الدستور  واعطاها لرؤساء المافيات  ومهد لأقامة نظام طائفي مافيوي غريب ومقيت من تحت قبة البرلمان.

 

 ولو نقوم بقراءة  للأنتخابات المزمعة واجرينا عملية حسابية بسيطة، والتي يتوقع ان يتقاسم الكرد 50 مقعد والسنة بكتلهم 50 مقعد والصدرية 50 والمالكي –العامري 50 مقعد ( اي جميعا سيشغلون ثلثي المقاعد في البرلمان) ،فهل يوجد  ادنى أمل بحدوث تغيير للمحاصصة المافوية؟ بالطبع كلا .

 

لابد لحركات تشرين وحركات وكتل الشعب المدنية  والوطنية ان تركز جميعا في معركتها الواحدة على نقطة واحدة: تغيير الدستور العراقي لأنقاذ الشعب الجريح والبلد المرهق لنقل السلطة الى الشعب من خلال انتخابه لرئيس مباشرة وليس عبر الكتل والمافيات، وعليه لا بد من المشاركة الواسعة  في الأنتخابات لأيصال اكبر عدد ممكن من الوطنيين بدل الطائفيين ليفرضوا تعديل الدستورلأنهاء المحاصصة  وليكون للعراق  رئيسا وطنيا ينتخبه الشعب مباشرة وهوالذي يشكل الحكومة ويختار وزرائها ولا ينسب من رؤساء كتل الميليشيات والمافيات والعصابات في بلد هو اليوم  "مااله راعي " تم نهبه ومصادرة ثرواته وارهاب شعبه وسلمه دستوره لرؤساء الميليشيات واتباعهم من العصابات والقتلة والفاسدين.

د. لبيب سلطان

كاليفورنيا- الولايات المتحدة

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.