مقالات وآراء

نهر الثقافة يواصل جريانه رغم العوائق التي تعترض طريقه// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

 

عرض صفحة الكاتب 

نهر الثقافة يواصل جريانه رغم العوائق التي تعترض طريقه

يوسف أبو الفوز

 

(مساهمة في تحقيق قامت به السيدة سماح عادل عن تأثير عزلة "كوفيد 19" على الأدب والثقافة. هنا مساهمتي في الجزء الخامس منه)

 

     كيف كان تأثير ظهور فيروس "كوفيد 19" والعزلة التي صاحبته لمدة عام ونصف على الكتابة لديك؟

ــــ تبتسم شريكة حياتي (شادمان)، حين يتحدث الاخرين عن كون الكورونا أو ما يسمى فايروس كوفيد19، أجبرهم على البقاء في بيوتهم، وتقول بأنها تعيش (أجواء الكورونا) من سنوات طويلة جدا، وهي تغمزني بهذا، لكوني أنسان كما يقولون "بيوتي"، فرغم أن لي علاقات واسعة من الأصدقاء والمعارف وأحب الاختلاط بهم وأحب السفر، لكني من النوع الذي يشعر بالراحة أكثر حين أكون في بيتي لوحدي، بين أوراقي وكتبي وشاشة الكومبيوتر. حتى أني مرات عديدة شجعت شادمان للسفر بمفردها لزيارة أهلها واقاربها في العراق أو أمريكا. اذكر هذه التفاصيل لأبين كوني لم أتفاجأ كثيرا بأجواء العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، فقد تعودتها حتى من أيام العزوبية. وعموما أرى ان العزلة أعطت للجميع كما اظن فرصة للتكيف مع أسلوب حياة جديدة وحتى مراجعة أولويات ما. أصبح لدى الكثيرين المزيد من الوقت للقراءة والبحث، مشاهدة الأفلام، ممارسة الرياضة، ووقتا أكثر مع العائلة، أي كان للعزلة مردود إيجابي ساهم بشكل او أخر في زيادة فعالية الكتابة والابداع عند الكثير من الكتاب والفنانين. شخصيا أنهيت كتابة رواية ستصدر قريبا في بغداد، بقيت أعمل عليها لسنوات طويلة، وعجلت عزلة الكورونا من إنجازها، ومنشغل حاليا مع مشاريع جديدة أتمنى إنجازها بفترات قريبة قادمة.      

     هل أثرت العزلة على حركة الثقافة ؟

ـ أن أثار العزلة بسبب الكورونا، ومعها القيود على السفر، كان لها تأثير على عقد الفعاليات الثقافية، التي فيها تلامس ولقاءات مباشرة، كالندوات ومعارض الكتب، وهذا بشكل او أخر ترك تأثيره على النشاط الثقافي من الجانب الاقتصادي أيضا، وعلى حركة الثقافة كذلك، في تبادل الخبرات ونمو الأفكار، لكن الشيء الجيد ان الانسان، قادر على التأقلم وابتكار البدائل، فبدأت تظهر الى جانب الندوات والمحاضرات على منصات التواصل الاجتماعي (الزوم مثلا)، حفلات توقيع الكتب، معارض تشكيلية، ناهيك عن الحفلات الموسيقية والغنائية. وربما نجد في هذا جوانب إيجابية إذ تساعد في الكشف عن قدرات ونمو خبرات ما كان لها ان تظهر لولا العزلة بسبب الكورونا. ولا يمكن لنهر الثقافة الحقيقية ان يتوقف، رغم كل الحصارات والعوائق فهو يحفر لنفسه طريقا في الصخر ولابد ان يغذي شجرة الحياة.

     ماهي البدائل التي لجأ إليها الكتاب للتواصل والتفاعل في مجال الثقافة؟

ـ ذكرت في معرض الإجابات على الأسئلة السابقة، توجه المثقفين للنشاطات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم محاضرات، ندوات، معارض، حفلات موسيقية وتوقيع كتب، والشيء الجميل، أنك تكون في بيتك وتتابع كل هذا. تكون حرا، ترتدي ما يعجبك من ملابس وتتناول قهوتك وحتى وجبة خفيفة من الطعام، وانت تتابع محاضرا يتحدث من بيته في إلمانيا أو السويد ويمكنك مناقشته بحرية، ويمكنك المغادرة بهدوء وبدون إحراج ان لم يعجبك المواصلة. وشخصيا أصبحت طرفا في بعض من هذه النشاطات سواء بدعوتي كضيف متحدث أو لإدارة الجلسة والنتائج لحد الان تسير بشكل إيجابي وطيب، واتوقع ان مثل هذه النشاطات ستكسب المزيد من الناس كمتابعين.