قضايا شعبنا

تحذيرات من انخفاض أعداد مسحيي العراق إلى 50 ألف شخص

 

عشتارتيفي - المدى/

كشف تقرير عن مخاوف من انخفاض أعداد المسيحيين في العراق إلى 50 الف شخص، مشدداً على ضرورة توفير العناية لهم للحد من هجرتهم وذلك بتوفير مستلزمات العيش وفرص العمل.

 

وذكر تقرير لموقع (ريجستر) الاخباري ترجمته (المدى)، أن "المسيحيين، وبعد عشرين عاما من الغزو الأميركي للعراق، ما زالوا يعانون من تبعات الحرب ويواجهون تحديات ومصاعب وتهميشا وقلة فرص عمل".

 

وقال مطران الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في أربيل بشار وردة، بحسب التقرير، إن "ما حصل من تبعات الغزو الأميركي للبلد عام 2003 انه جلب الموت لكثير من الناس ودمر العراق بشكل كامل تقريبا، وشهد ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك اندلاع معارك في الشرق الأوسط. تسبب الغزو أيضا بتدمير حياة كثير من الناس ومعيشتهم وأُجبرت عوائل على مغادرة البلاد". وتابع وردة، ان "تعداد المسيحيين في العراق قبل العام 2003 كان اكثر من 1.3 مليون شخص ويتمتعون بحقوق وامتيازات، اما الان فان عددهم اقل من 250 الف شخص".

 

وأشار وردة، الى ان "تبعات الغزو ثم مجيء تنظيم داعش بعد ذلك وغزوه للموصل عام 2014 كانت مضرة كثيرا بالنسبة للمسيحيين وانه لم يلتق بأحد في الداخل او الخارج ممن يقول بان الغزو كان قراراً صحيحاً".

 

ولفت التقرير الى ان "قرار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بسحب الجيش الأميركي من العراق عام 2011 كان السبب الرئيسي بظهور تنظيم داعش الارهابي". وقال المطران وردة، بحسب التقرير، إن "انسحاب الجيش الأميركي ترك فراغا كبيرا استغله تنظيم داعش ثم قام باجتياحه لمناطق واسعة من العراق واستحواذه على أسلحة ومعدات عسكرية تركها الجيش بعد انسحابه".

 

ونوه التقرير، إلى أن "الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في العراق اليوم ما يزال يشكل كثيراً من العقبات التي تواجهها الأقليات من مسيحيين وايزيديين من إقصاء واهمال مع غياب التمثيل المناسب لهم في البرلمان والحياة السياسية". وأفاد التقرير، بأن "البلد ما يزال في طور التعافي بعد عقود من الاضطرابات والاجتياح الأميركي، حيث انه رغم كل تلك التحديات فان هناك بوادر أمل موجودة". وزاد، "في العام 2015 وبمساعدة من مؤتمر الأساقفة الإيطالي تم تأسيس، جامعة أربيل الكاثوليكية، وجلبت أملا وفرص عمل للشباب وبالتالي تشجيعهم على البقاء في البلد وعدم المغادرة". وأوضح التقرير، "ومع وجود 406 طلاب فيها اغلبهم من المسيحيين بالإضافة الى طلاب مسلمين وايزيديين فان هذه المؤسسة ترمز أيضا لتعزيز التعايش السلمي". واستدرك التقرير، أن "شبابا من الطائفة المسيحية ما زالوا يعانون ويعربون عن قلقهم إزاء عدم توفر استقرار امني وغياب فرص العمل او فرص للتعيين في وظائف حكومية".

 

وتقول رحمة يعقوب وهي شابة مسيحية من أهالي مدينة قره قوش وخريجة جامعة أربيل الكاثوليكية، إن "اغلب الشباب من مدينة قره قوش يفكرون بالهجرة بسبب ارتفاع معدل البطالة".

 

وأضافت يعقوب، بحسب ما جاء في التقرير، أن "الفساد منتشر والمستوى التعليمي بشكل عام غير جيد".

 

من جانبه، ذكر جون نيل، من مطرانية الكاثوليك الكلدان في أربيل، أن "المشكلة الرئيسية بالنسبة لي هي ان تنظيم داعش قد دمر حياة الأقليات الدينية في البلد، معدل البطالة في القرى المسيحية يصل الى 70%، إذا لم يحصل الناس على فرص عمل، فانهم قد يفكرون بالهجرة". وعلى صعيد متصل، يتحدث المطران وردة عن توفير اكثر من 530 فرصة عمل موزعة بين مستشفى مريم، المحلي وجامعة أربيل الكاثوليكية مع أربع مدارس محلية".

 

ويقول ستيفن راشي، مواطن أميركي خدم في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق منذ العام 2014 والذي كان حاضرا عبر مرحلة التعافي التي عاشها المسيحيون عقب الحاق الهزيمة بداعش، إن "المسيحيين في العراق يودون رؤية اهتمام اكثر جدية من قبل المجتمع الدولي وتركيز جهودهم تجاه أبناء الأقلية في العراق".

 

وأشار راشي، إلى أن "جهودا بذلت في هذا المجال من قبل الخارجية الأميركية ومنظمة (USAID) ومنظمات أميركية أخرى". زيارة البابا فرانسيس استقطبت اهتماما بوضع المسيحيين ووفرت دعما مؤقتا لهم، ولكن يقول المطران، نيل، ان المسيحيين ما يزالون يغادرون واذا استمرت هذه الحالة فان العراق قد يخلو من المسيحيين في غضون 30 الى 50 سنة القادمة.

 

ويتفق الاب بندكت كيلي، مؤسس منظمة ناساريان الخيرية لمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط مع ضرورة بذل المجتمع الدولي المزيد من الاهتمام بالمسيحيين.

 

وقال كيلي، "نرى بحزن تنبؤات القسيس جون باول التي حذر فيها من تأثيرات الحرب المميتة على الطائفة المسيحية القديمة في العراق".

 

ومضى كيلي، إلى أن "أساقفة العراق يتوقعون بان اعداد المسيحيين قد تنخفض في النهاية الى 50 ألف شخص".

 

وكان تقرير دولي قد أكد في وقت سابق أن عددا من المهجرين المسيحيين عادوا إلى اقليم كردستان وتحديداً في اربيل للعيش فيه بسبب الاستقرار الأمني الذي يعيشه الاقليم.

 

عن: موقع (ريجستر) الإخباري