اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

رواية كوك الله المنتشر من الجنوب للشمال- الفصل الثاني// سميرة الوردي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سميرة الوردي

 

عرض صفحة الكاتبة 

رواية كوك الله المنتشر من الجنوب للشمال

الفصل الثاني

سميرة الوردي

 

طرقات لحوحة على الباب، من يأتي في مثل هذا الوقت المبكر والحَرِج؟!!

إحدى (النساء) التي تسكن في الشارع خلف دار (لمى)، جاءت باحثة عمن يستطيع نقلهم الى مكان أكثر أمنا، لم تكن معرفتها بها وثيقة، كانت تعرفها من خلال اختها التي تعمل مربية في حضانة الحي،... الجارة في الثلاثين من عمرها جميلة الملامح لها ثلاثة أولاد أكبرهم في الثامنة والثاني في الخامسة وأختهم لم تتجاوز عامها الأول، تعيش معها أختها المربية في الحضانة تصغرها بثلاث سنوات، أقل جمالا منها وامهما عجوز قاربت السبعين أو تجاوزتها، سقطت كل أسنانها، ولم تضع طقما لها، أما زوج المرأة الثلاثينية فقد أُستدعي للخدمة العسكرية ثانية، وأرسل للقتال بعد أن أنهى خدمته الأولى في الحرب السابقة ونجا من الموت فيها ... ترك سيارته في الدار ... لم يكن بينهن من تعرف السياقة، وهن يعلمن أن (لمى) وزوجها كانا يقودان سيارتهما قبل بيعها بسبب ظروف الحرب، اتفقتا على الخروج من الحي اسوة بأغلب الجيران، لم يكن هناك مكان معين يلتجئون اليه، على الأغلب سيذهبون لأماكن مقدسة لتصورهم إنها ستكون آمنة لحرمتها الدينية، وبمنأى عن القصف... لقد اعتقدوا أن(بغداد) وحدها مستهدفة في الحرب ولم يتصوروا أنها ستشمل البلاد كلها ، ولذا أعطت (لمى) لجارتها عنوان بيت الجد في الجنوب ليكون خيط التواصل إذا ما عاد زوجها في إجازته من جبهة القتال كي لا يقلق من غيابهم... أعطت الجارة العنوان لجارهم وهو رجلٌ طاعن في السن أبى الرحيل عن داره مع ولده وأسرته، كي يعطيه له عند عودته في إجازته.

 

فحص زوج (لمى) السيارة ... لم يكن فيها أي نقص سوى قلة الوقود... جلست (العجوز وابنتيها واحفادها) في الحوض الخلفي للسيارة، وأمامهم وقف ولدي (لمى) الكبيرين وجلست لمى وطفليها في الكرسي الأمامي... (العجوز وبناتها) حشرن فرشاً وجوالا مليئا بملابس الأطفال وحقيبة عائلة (لمى) في صندوق السيارة، ولم يتبقَ أي مكان لوضع أي طعام أعدته (لمى) فجراً مما اضطرها لوضعه في الثلاجة رغم انقطاع التيار الكهربائي على أمل رجوعهم بعد انتهاء الغارات.

 

قطعت السيارة الشارع الرئيسي الذي بلط حديثاً ليكون الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب والمؤدي الى دولٍ أخرى... طوابير السيارات من مختلف الأشكال والألوان حُمِلَّ الكثير منها بأمتعة مختلفة.

سارت السيارة باتجاه الجنوب وفي الممر المعاكس السيارات تمضي باتجاه الشمال.

 

فزع ورعب من قيام الغرب بضربة نووية هو ما أثار هذا الرعب وهذه الفوضى، والناس قد أرهقتها الحرب الأولى فلا طاقة لها بتحمل المزيد... مصدر هذه التوقعات ما بثه إعلام الحزب وما نشرته كراريسهم ووزعت على الناس... عقدت ندوات في المدارس لتثقيف الطلاب والأهالي على كيفية اتقاء آثار الضربات النووية بغلق النوافذ ولصق أشرطة عليها واستعمال المناشف المبللة ككمامات تحميهم من الإشعاع، مما جعل الناس لا تصدق ما تسمع ولا تستجيب لحضور الندوات.

 

لا يمكن رؤية بداية ونهاية قوافل السيارات، الابواق تتعالى كل ٌيُريد الفرار، بدأ القصف مجدداً، أصوات الانفجارات تخف كلما ابتعدوا عن العاصمة.

 

ازدحمت محطة الوقود الموجودة على جانب الطريق، ما أن رأى عامل المحطة المصري الازدحام حتى انسحب غالقاً المحطة وقافلا غرفتها ومنسلا من بين الناس... عاد الناس مستائين، ناداها صوت من بين الزحمة إنه زوج اختها، لم تكن توده بسبب زواجه من امرأة ثانية، أخبرها أنه نقل أختها وبناته الى الشمال والآن ينقل زوجته الثانية وأطفاله للجنوب.

 

بصعوبة استطاعوا الحصول على غالون وقود من المحطة التالية، ساعدهم للوصول الى مدينة بابل مدينة الجنائن المعلقة التي تعد من أهم معالم الحضارة، ومن (عجائب الدنيا السبع) ومن الآثار الموجودة فيها أسد بابل وشارع المعبد والكثير من الآثار... الطريق بين (بغداد وبابل) في الأيام العادية لا يستغرق أكثر من ساعتين، أما اليوم فقد استغرق النهار كله.

 

خيم ظلامٌ دامس على المدينة كلها، سبقتهم غارة اليها، غير متوقعة استهدفت المنشآت الكهربائية، لم تكن هذه الليلة من الليالي المقمرة لذا بدا الناس المتوافدين اليها أشباحاً... من أصعب المطالب إيجاد غرفة لتمضية الليل فيها... شغل الناس كل الأماكن حتى المدارس ودور العبادة... أحد الصبيان من أهل المنطقة أرشدهم الى فندق في شارع خلفي يتخذه الجنود العائدون في إجازاتهم مكانا للاستراحة... ركنوا السيارة بمحاذاة الرصيف ... دخلوا في أزقة ضيقة متعثرين بحفر وحجارة ملأت الطريق... الشارع يوحي أنه كان في مرحلة تعبيد لكنه أُهمل... يقع الفندق في الطابق العلوي من بناية قديمة ... ما أن ارتقى الأطفال السلم حتى شعروا خوفاً من ضيقه وارتفاع درجاته... أطل السلم على باحة شبه مربعة أُتُخِذَتْ كصالة استقبال بالرغم من صغر مساحتها، حشرت فيها مصاطب للجلوس ومنضدة، وفرشت بمرتبات بدى عليها القدم وغطيت بشراشف استحال لونها... تربع عليها أربعة أشخاص... أبلغهم صاحب الفندق أنه لم يتبق من غرف الفندق الا غرفتين... أجروها بلهفة غير مصدقين، مخافة أن يقضوا الليل وأطفالهم في العراء الشديد البرودة... قادهم العامل ... بصعوبة شقوا طريقهم داخل دهليز مظلم تطل عليه غرف الفندق، مشى العامل حاملاً شمعة صغيرة تكاد تنطفئ مع كل حركة يحركها...أعطى للأب مغلاقي البابين، أخذت عائلة (لمى) واحداً وأعطى (العجوز أم البنات) الآخر، عاد العامل ثم رجع بشمعدانين وضع واحدا في كل غرفة.

 

بالرغم من حلكة المكان أفصحت البناية عن مضمونها فهي أقرب للقلاع المهجورة منها الى فندق صالح للسكن، سقوفها وجدرانها العالية بقعت برطوبة ظاهرة للرائي رغم الظلام، تذكرت بيتها واشتاقت له بالرغم من عدم اكمال بنائه لصعوبة الحياة بعد الحرب السابقة، وها هي تتركه هاربة في هذه الحرب الثانية.

 

 فُتحت البابين فامتلأت أنوفهم برائحة رطوبة متعفنة، دخلوا الى الغرف في كل منها أربعة أسرة ومنضدة متهالكة على وشك السقوط وضع العامل فوقها الشمعدان، فرش بالية غطت الأسرة، نام الأبن الكبير والابنة الكبرى كلا منهما على سرير ونام الأب والأبن الصغير على سرير ونامت (لمى) وطفلتها على سرير، خلعت جوربها مدت قدمها تحت اللحاف الاَّ أنها سرعان ما سحبتها من شدة رطوبة الفراش وبرودته، لبست جوربها ثانية، استغرق الجميع في نومٍ عميق من شدة التعب.

 

حلمت وكأنها في الشمال، أشجار الجوز عالية كلما حاولت قطف جوزة لا تستطيع ... امرأة تحتضن كيساً عبء لآخره بالجوز... اصطبغت شفتاها بالديرم الذي يتركه الجوز الطازج عند أكله على الشفاه، ناولتها حفنة منه الا أنه سقط من يدها عند عين نبع قريب، انحنت لتلتقطه فاذا بها تنزل في خندق عميق داخل الجبل، الناس من حولها يتراكضون، أمها معها، سارت بجانبها صامتة، سألتها لكنها لم تجبها، تذكرت أن أمها توفيت بعد مقتل أخيها وقبل انتهاء الحرب السابقة، انفجارات وبريق القصف يظهر من * كوة في الجبل، جنود بملابس سوداء وقبعات دائرية يطاردونهم من مكان لمكان، صرخت بقوة تبعثر صوتها في فمها، أمسكت بأمها تستنجد بها، لم تمسك قبضتها شيء، من شدة الرعب فزت من نومها عندما انزلقت قدمها وهي تحاول الهرب من الخندق، تنملت أصابعها، تجرعت قدحا من الماء

 

ما أن تغلق عينيها حتى تداهمها ذكريات قديمة وحديثة اختلطت بحدث لا تستطيع نسيانه برغم مرور سنوات طوال، لم تكن تلك الليلة مثل غيرها من الليالي، فقد اصطحب أبوها أخاها الأكبر الى حفل وطني شبه سري، قُرأت فيه قصائد وكلمات تطالب فيها حكومة نوري السعيد بالإصلاح وحرية الرأي، عاد أبيها الى البيت ولم يكن أخوها معه، مما أثار هلع وخوف أُمها فصرخت في وجهه: ـ

أين ولدي؟؟؟

أجابها محاولا التخفيف عنها: ـ

في المستشفى، أصيب بجرح بسيط جراء اصطدام دراجة مسرعة به... تركت أحد أصدقائي معه، وجئت أصطحبك، وبعجلة نظرت اليه قائلةً: ـ

أنت المقصود، ولكنه دفع الثمن.

 

لبست عباءتها مسرعة وخرجت، لحقت (لمى) بها، حاولت اعادتها الا أنها أبت تركها، أخذتها أمها مجبرة... لم يكن في المستشفى أسرة فارغة أو فرشا إضافية، فرشت أمها الأرض لها بعباءتها، لفت حذاءها بشال خفيف كانت تضعه على عنقها، عملته وسادة لها... ليلتها ليلاء لصلابة الحذاء وقسوة الأرض، لم تستطع النوم مطلقاً، بل أصيبت بصداع لازمها مدة ثم أنستها طفولتها أمره.

 

حتى وهي طفلة كانت آثار الحرب العالمية الثانية قد خلفت هواجس عند الآباء والأجداد، وروايات وأحاديث عما مروا به رغم مرور سنوات طوال على انتهائها... استيقظت ثانية فزعةً، لفلفت طفلتها جيداً، نامت الصغيرة بهدوء وكأنها أدركت حالة أمها فآثرت السكينة، على غير عادتها.

 

شتان بين حلم وحلم ومكان وآخر... بين الوسن واليقظة أطلت بواكير الصباح... أيقظت زوجها وابنها البكر، قاما على عجلٍ ليملآ خزان السيارة قبل ازدحام محطة الوقود بالناس، أيقظت الجارات ليستعدن بعد الإفطار لمواصلة الرحلة ... القصف الجوي زحف ليشمل المدينة ... غادروا فندق (الوردة البيضاء!) ... كان هذا اسم المكان الذي باتوا فيه.

 

يوم وليلة مع (الجارات) وما زال الحذر من بعضهم يسود أحاديثهم، لا يتبادلون سوى بعض العبارات الضرورية والتي أشبه ما تكون بالكلمات المتقاطعة... دارت كلها عن الحرب مع إيران وما سببته من دمار وكوارث، وما زالت صور الشهداء تملأ جدران البيوت.

 

وصلوا مشارف المدينة المقدسة (كربلاء)، الصباح في أوله، الشمس دافئة وهم في داخل العربة... ازدحمت كل الطرق المؤدية الى قلب المدينة بالسيارات مما اضطر زوجها الى الاستدارة قبل أن يتورط ويندرج بين السيارات ... لم يكن أمامهم الا الذهاب الى بيت الجد الذي يقع في الجنوب... اشتروا تمراً وبرتقالا من الباعة المنتشرين على الطرقات.

 

مودة تسللت بين الأطفال قبل الكبار... أخذوا يتبادلون الحديث عن أشيائهم العزيزة ... فجأة صرخ ابنها الكبير باكيا وكأنه تذكر شيئا: ـ

ماما (الطيرين)؟! قالها وهو يشهق بصعوبة.

: ـ

لقد وضع أبوك لهما ماءً وطعاماً يكفيهما أسبوعين بالرغم من أننا سنعود بعد يومين... أجابها ودموعه تتساقط من عينيه: ـ

أخاف عليهما أن يموتا!!!

: ـ

كلا لن يموتا... لم يهتم لجوابها... تعالى بكاؤه.

 

تصطف بساتين النخيل بخضرتها الزاهية على جانبي الطريق...شمس مشرقة، وأشجار عالية مظللة...  عبروا قنطرة ترابية: ـ

كم جميل هذا المنظر وهذه القنطرة، قالتها مخاطبة ابنها!

: ـ

أتستطيع تقدير عمرها... حاول اجابتها بعبارات مختنقة... استدرجته ليحكي لها عن آخر ما قرأه في كتاب عن ـ كبرى الأساطير العالميةــ فقد كان مولعاً بالقراءة وبدأ تعلم القراءة منذ أن كان في الخامسة من عمره.

 

الطرقات الجانبية شبه خالية من السيارات... فقد تركز الازدحام في الشوارع المؤدية الى مركز المدينة القريبة من العتبات المقدسة...اقترح الأب الذهاب الى دار أهله.

 

وصلوا عصراً الى ميسان، وإذا بها غارقة في مياه الأمطار المتساقطة عليها، غاصت السيارة في المياه المتجمعة في الشارع، انطفأ محركها، كف بنطاله ونزل، غاص في الماء لمنتصف ساقه، شباب عائدون من العمل الى بيوتهم، ما أن رأوه حتى بادروا لتقديم المساعدة، دفعوا السيارة قرب الرصيف، جففوا (الديلكو)، استطاعوا تشغيلها، على بعد شارع لم يبلط كبقية شوارع المدينة لاحت بيوت تجمع بين القدم والجدة، كان بيت الجد بينهم.

 

استقبلهم الجد والجدة بحفاوة، ذبح الجد لهم الديك الوحيد الذي كان يركض في حديقة المنزل، أستاء الأطفال واحتجوا ودموعهم تتساقط، طبخت الجدة الديك وقُدم العشاء ولم يذق الأطفال شيئا منه.

 

الجد قارب الخامسة والستين عاماً نحيفاً متعباً هادئ القسمات، الجدة أصغر منه قليلا ممتلئة حادة الطبع ساخرة، العم تجاوز الخامسة والعشرين تزوج وطلق وله طفل مع طليقته لم يره، جند وأصيب في الحرب الأولى ولم يُسرح، عرفتهم (لمى) على جاراتها الثلاث والظروف التي دفعتهم جميعاً للمجيء، كرر الجد والجدة كلمات الترحيب.

 

مر اليوم الأول بهدوء وكأنه ليست هناك حرب طاحنة... نام الجميع في غرفة الضيوف، في اليوم الثاني هيأت الجدة غرفة العم المهجورة للجارات، تركها في الأيام الأولى لزواجه، مازالت رائحة دهان الخشب تنتشر في المكان... بعد ثلاثة أيام من قصف العاصمة قصفت كل المدن... أول شيء تضرر التيار الكهربائي... أخرجت الجدة فوانيس احتفظت بها منذ زمن بعيد، فقد كانت تُعنى بحاجاتها... أعطت واحداً للضيوف ووضعت الآخر في موقع يضاء به البيت أما الثالث فجعلته متحركاً يأخذه من يحتاجه في التنقل.

 

 الدار مظلمة ليل نهار فالسحب المتجمعة لم تنجل الاَّ قليلا ًوعلى فترات تتساقط زخات مطر... الماء انقطع لأنه لا يصل الى الأنابيب الا بواسطة مولد كهربائي، مما اضطر (لمى) الى جمعه وجلبه من بيوت الجيران القريبين وصبه في الخزان الذي نصبه الجد جنب (المولد)... أصبحت المهمة شاقة تركوا مسؤولية جمع الماء على (لمى)... (العجوز أم البنات) وبناتها يهتمن بإنجاز ما يحتاجه صغارهن فحسب، ويجلسن للمسامرة بينهن، وامهن لاهم لها سوى غسل الملابس وتجفيفها ثم حشرها بالجوال ، وتدعو الله ليل نهار وتعد بإقامة النذور فور عودة (أبو هاني) من الجبهة سالماً.

 

الجدة تعد الطعام و(لمى) تتحمل بقية أعباء المنزل، أصيب الأطفال بالتهاب حاد لتلوث المياه... قصفت الطائرات الشوارع الرئيسية والجسور... انقطعت سبل الاتصال بالمدن... ازداد القصف ضراوة، أزداد تعب الجدة و(لمى)... (العجوز أم البنات) لاتكل ولا تمل من تكرار أحاديثها ولا تتوانى من سكب أي قطرة ماء من أجل ملابس أحفادها... ومما زاد الطين بله أن العم ما أن رأى اخت الجارة حتى بدأ يخطط للزواج منها مما أثار ندم (لمى) وحفيظة الجدة، فهي لم تنته بعد من مشاكل زواجه الأول.

 

 في اليوم الثامن لتواجدهم انقطع الماء تماماً عن كل دور المنطقة، حتى الكميات القليلة التي كانت تجمعها من بيوت الجيران انتهت... جفت كل الأنابيب رغم برودة الجو ... لم يكن أمامها سوى البحث عن ماء في بيوت الجيران الأبعد، ونقله بخزانات بلاستيكية صغيرة كي تستطيع حملها، ولكن (العجوز أم البنات) لم تمتنع أو تقلل من غسل ملابس أحفادها وسكب الماء... هد التعب (لمى) وتخدرت مفاصلها، خلدت الى النوم مبكرةً رغم تصاعد القصف واستمراره، استغرقت في حلم جميل، أيقظتها طرقات قوية على الباب انتزعتها من نومها وصوت ينادي(بيت أبو سالم)، اسم الأبن الأكبر للجد، أجابته الجدة والكلمات تتعثر على شفتيها.

يتبع

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.