المدينة التي لا الخارج منها أجاد وصفها ولا الداخل فيها أتقن السبيل لفض شفرة عذابها// كواكب الساعدي
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2024 21:13
- كتب بواسطة: كواكب الساعدي
- الزيارات: 1154
كواكب الساعدي
المدينة التي لا الخارج منها أجاد وصفها
ولا الداخل فيها أتقن السبيل لفض شفرة عذابها
كواكب الساعدي
مَن قال إن الأماكن تشيخ؟؟ ما كنا نحب الأرض لولا طفولة عشناها. المدينة التي كانت لي فضاء من الضوء. وأنا برعم صغير أصارع بها الحياة من أجل أفكاري. كنت فيها كعشب ينبت بالماء. كان ثمة دبيب يسبق وقع أقدامي يوما هطل من السماء مطر ثقيل يوما تلطخ في الوحل فستاني. شعرت بشيء آخر غير الأسى. شعورا هائلا سمعت صداه بأعماقي ولكن سرعان ما زال ألم القلب حين كف المطر وأنا أعدو لمبتغاي لانجو بقصائد أليوت مبللة بقطرات لؤلؤيه. ودفتر ذكرياتي وأنا التقية. لأهذي هذيان مقتبل العمر؛؛ سأرسل لك زفيرا معبأ بقوارير عطر ابتسمت ابتسامة الزاهد. لم أكن أعرف أنه كان ينوي أن يهجر هذه البلاد (يا لخيبة أفكاري) كنت أحابي عليه كطفل مندفعة بسليقتي. فهل سينسى رويدا الناس كل من مروا بتلك البلاد؟ أو يتذكرونهم لماما حين يفسح الخريف للشتاء حيزا وحين يغرد الطير فجرا لهواء الصبح الذي سيحدو بكلماتها ومعانيها للبعيد. آواه ياالهي ما كنا نحب هذه الأرض لو لم نعش طفولة عليها حين دخلنا لحضنها نرسم الشعر بالكلمات وحين فارقناها أنقطع الوتر الذي يدجّن بنا الحنين فخاب ظن الانتظار والنسوة المنتظرات بعتبات البيوت للآتين من الحروب أبنائها
متن
مرة أخرى إليه
وكأن ريحا رعناء تجتاحني
فشطرتني لشطرين
ثم أتت على بقاياي لتجتثني
من غابة عميمة بالشجر
كم أتوقى أن الملم أجزائي
ليعيدني الله شجرة مثمرة
ولكن ما العمل وأنا تبعثرت
أوراقي وأغصاني وثماري
بتلك الريح الرعناء الملعونة
وبقيت جذعا يابسا ليس قادرا
على التورد من جديد
سلام عليك كلما مرت الريح رخاء
وكلما شدا شاعر ترنيمة حزن
وحلق في السماء طائر
المتواجون الان
449 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع