كَاكاو- نص ادبي// يُوسف أَبو الفَوز
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 30 أيلول/سبتمبر 2024 21:03
- كتب بواسطة: يُوسف أَبو الفَوز
- الزيارات: 648
يُوسف أَبو الفَوز
كَاكاو- نص ادبي
يُوسف أَبو الفَوز
* نص نام طويلا بين اوراقي، الاخوة في (مجلة النوافذ) الصادرة عن الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد ، بعثوا فيه الحياة واخرجوه من رقدته الطويلة ونشر في العدد الثالث ـ أيلول 2024. شكرا لكم.
1
قالت زوجة صاحبه: أأوكد كلامي.
قال صــــاحبه: اتفق مع زوجتي على التفاصيل.
قال لـنفسـه: ما أسعدهما.
2
من اجل ان تكون امسية جميلة، تثير إرتياح ضيوفه، بذل قصارى جهده في خدمتهم، وكانت زوجته الراقدة في فراشها ترمقه بنظرات إعجاب واعتذار.
قــال أحد الضيــوف: منذ فترة لم اتناول كاكاو لذيذا كهذا.
قال ضيف اخـــر: الامر يتعلق بمهارة إعداد الكاكاو.
قالت زوجة صاحبه: نوعية الكاكاو جيدة.
قال صاحبــه: أتفق معها.
قال لنفسه: يااااه، ما أسعدهما!
3
قال أحد الضيوف: هذا يعني ان الامر يتعلق بجملة العوامل الاقتصادية والاجتماعية فهي التي تفرض اخلاقياتها والـ ...
قاطعه آخـــر: لكن هذا وحده لا يفسر تبعية المرأة الشرقية للرجل.
عقبت زوجة صاحبه: ان الامر يتعلق بوعي المرأة والرجل، والمرأة بشكل خاص، وبالرغم من ان المرأة الشرقية تحمل أرثا ضخما من التخلف الا ان هذا لا يعني ان الصورة احادية الجانب، ففي المجتمعات الاوربية ورغم التطور الحضاري فأن المرأة لاتزال تعاني من حالة الاستغلال، وهذا يعني انها لم تحقق بعد شخصيتها المستقلة الكاملة.
قال صاحبــه: صحيح!
واصلت زوجة صاحبه: وفي مجتمعاتنا الشرقية الامر اسوأ من ذلك بكثير.
قال صاحبه: صحيح جدا!
اكملت زوجة صاحبه: لكن هذا لا يعني ان النساء في صورة واحدة، ان على كل امرأة السعي الى خلق شخصيتها المستقلة في الموقف والعمل وان لا تكون مجرد ذيل تابع.
قال صاحبه: صحح، صحيح جدا!
4
شعر بأسف عميق لأنه انجر الى سوء تفاهم، حول امر عادي مع زوجة صاحبه، لكنه كان مطمئنا فالمسألة بسيطة رغم كل شيء، انها تلك الاختلافات التي تظهر فجأة مثل فقاعات الصابون، تظهر، تكبر، ثم تختفي بسرعة. كان مطمئنا لان صاحبه سيدرك ان زوجته على خطأ، وحين استعاد الأحاديث التي دارت قبل ايام مع فناجين الكاكاو الذي امتدحه الجميع، نام تلك الليلة باطمئنان أكبر الى جانب زوجته التي كانت تبدو بصحة أفضل.
5
عند الصباح، في طريقه الى مبنى البريد، مرت به زوجة صاحبه واشاحت بوجهها بحركة مقصودة، ولم تحييه مثل كل مرة. قال لنفسه:
ــ انها المخطئة!
عزى نفسه بان صاحبه سيرفض كل هذا، وستعود المياه الى مجاريها، وحين لمح صاحبه من بعيد هرع اليه باطمئنان:
ــ صباح الخير!
ــ ...
اشاح وجهه ومر به دون اية كلمة.
ــ انتظر يا صاحبي، ان الامر ...
لكنه لم يتوقف.
6
كانت زوجته تتعافى بسرعة، وتستعيد حيويتها السابقة. اقتربت منه. رمقته بنظرة حنون.
ـــ ها ... صافن؟ غرقت المراكب؟
ــ أتدرين؟! ان نوعية الكاكاو التي عندنا فاسدة، وأرجوك ان ترميها في سلة المهملات!
كتابة أولى
3 .6 .1987
كردسـتـان العراق ــ مه راني/ دهوك
المتواجون الان
458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع