أُنثى الشهد..// نازك مسُّوح
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 29 تشرين2/نوفمبر 2024 21:17
- كتب بواسطة: نازك مسُّوح
- الزيارات: 787
نازك مسُّوح
أُنثى الشهد..
نازك مسُّوح
أنا طفلتُك المجدولةُ من البراءةِ والشهدِ
أَوَ ليسَ بحقِّ مهرجانُ الروح
أصواتٌ تشقُّ عبابَ السّماء
وتلوِّنُ الحياةَ بألوانٍ، تبثُّ مذاقَ الحلوى
في جسدٍ حمَّصتهُ قسوة
كتبَت منهجَها وقتَ كانَ تفسيرُ السُّؤال
أينَ منها ألوانُ قوسِ قزح
ونداءاتُ أندادي
وجموحُ أفكارِ التمرُّدِ فيَّ
حتى أكسرَ طوقَ العيونِ المتربِّصةِ والحُبلى بالقيد
وأكونَ مثلَ فراشاتٍ تعانقُ الرَّبيع، وتلثُمُ الأزاهير، لتفيضَ عطراً وندى..
ضحكاتٌ تعلو وتخبُو
فتضخُّ في عروقِ الصَّباحِ
دماً طازَجاً
واللَّعبُ رفيقُ قطارِنا
يحمِلُنا على أجنحةٍ...
ما أروعَ مرحَ الطُّفولةِ إذا قصَت رؤيا الربيعِ
بعيداً عن همومِ الحياة!
وما أقسى قدومَ الخريفِ!
بالكادِ تجاوَزتُ العاشرةَ
عمرَ العطرِ فيَّ
عندما فتَّشت عينانِ جسدي، وكعَيني الصَّقرِ تنهشانِ كنوزي التي تنفَّست مبكِّرا..
وبكلِّ قوَّة امتدَّت يدٌ كمنجلٍ
لتمسكَ ذراعي الناعمة، وصوتٌ من عمقِ بئرٍ:
ماذا تفعلينَ بينَ طلائعِ الشغف؟
نظرتُ إليه بعينِ عقلٍ
يطاردُ الوجعَ النامي في ذراعي
والصوتُ يعيدُ ما قالتهُ الظلمةُ للنور:
مَن منّا يولَد مِن الآخر؟
دونَ منحي حقَّ الشفعةِ في طردِ ذبابِ الخجل..
تابعَ رجمي:
أَﻻتخجلينَ من اللَّعبِ معهم
وأنتِ الفائرة، المستحكِم فيكِ حرفُ النضوج؟
اذهبي وساعِدي أمَّكِ في أعمالِ البيت؟!
ماشفعَت لي براءةُ وجهِي
ولا جسدِي المكتنزُ القابضُ بدلالٍ على علائِمِ النُّضوج..
طولي المُميَّزُ عن أقرانِي
وتكوُّرٌ ندَرَ يشبُّ عن الطوق
وردفُ يلاعبُ ظلَّ المحروم.. مفرداتٌ تداعت فلفتَت انتباهَ تلك العجوزِ
فقذَفتْني بحمَمِ حقدِها..
لم أدرِك أنّ تلكَ اليدَ القاسيةَ كانت يدها..
لم تخرِجني من حلقَةِ اللَّعبِ فقطْ،
بل سرَقتنِي من ملاعبِ الطُّفولةِ الشغف، واغتصَبت فرحةَ اللَّعبِ من قلبِي..
لم أعلمْ أنَّ هذا الصوتَ القاسِي سيبقى يعصِفُ
بذاكِرتي ووِِجداني ما حيِيت...
لقد كبرتِ فاعتصمي بجدرانِ السجن!
معذرةً على الخطأ والنسيان
وعودي للبيت حتى لا تنهشكِ عيونُ الأسود...!
نازك مسُّوح
المتواجون الان
531 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع