ناهض الخياط تجربة شعرية متألقة// محمد علي محيي الدين

تقييم المستخدم:

/ 0

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 06 آذار/مارس 2025 21:06

كتب بواسطة: محمد علي محيي الدين

الزيارات: 593

محمد علي محيي الدين

عرض صفحة الكاتب

ناهض الخياط تجربة شعرية متألقة

محمد علي محيي الدين

ولد الشاعر ناهض فليح حسن محمد علي الدروغ في الناصرية- ذي قار بتاريخ 1-7-1935 وفيها أنهى دراسته الابتدائية والثانوية والتحق بكلية الآداب –جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1957م و تعين مدرسا سنة 1958م في الناصرية،ثم انتقل إلى الحلة في مدارسها، وفي النشاط المدرسي، كتب العديد من النصوص الغنائية والمسرحية والأوبريت، ثم نقل إلى مديرية تربية بابل- شعبة الحسابات لعدم انتمائه لحزب البعث حتى إحالته إلى التقاعد .

-عضو اتحاد الأدباء والكتاب في بابل، عضو نقابة الفنانين في بابل، عضو اتحاد الأدباء العرب .

صدر له :صدر له أكثر من 18 مجموعة شعرية، واعماله الكاملة بأربعة أجزاء، مع دراسات نقدية كثيرة.

-نشر في الصحف المحلية العديد من المقالات والقراءات النقدية لمجاميع شعرية لبعض الشعراء، كما نشر مئات القصائد في مختلف المجلات والصحف العراقية والعربية، وترجمت بعض قصائده الى اللغات الأجنبية.

- شارك في المهرجانات والملتقيات الأدبية والمنتديات الثقافية في جميع محافظات العراق، وفي عدد من المنتديات الثقافية، وأحتفي به من قبل اتحاد أدباء وكتاب بابل.

-كُتبَت عنه رسالة الماجستير في جامعة بابل لسنة 2023م،بعنوان ( النزعة الرومانسية في شعر ناهض الخياط ) من قبل الطالبة ( منتهى الخفاجي). كما كتبت عنه بحوث التخرج لطلبة الكليات، وترجمت له الكتب الخاصة بتراجم الأعلام.

- حصلت بعض اعماله الشعرية على جوائز وخصوصاً الأوبريتات والمسرحيات الشعرية التي قدمت على المسارح.

وهو من الشعراء العراقيين الذين تركوا بصمة مميزة في المشهد الثقافي العربي. يتميز شعره بقدرته على التعبير عن هموم الإنسان العراقي ومعاناته، فضلاً عن تناوله لقضايا وجودية عميقة بأسلوب شعري مفعم بالحيوية والابتكار.

ومن ملامح شعره، التعبير عن المعاناة الإنسانية، فهو من الذين استطاعوا أن يجسدوا معاناة الإنسان العراقي في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية الصعبة. تعكس قصائده أوجاع الحروب والاغتراب والفقر، وتقدم صورة حية لمآسي المجتمع العراقي، وتعبر قصائده عن الآثار النفسية والاجتماعية للحروب التي عانى منها العراق، مستخدماً لغة شعرية تعكس الألم والمعاناة، ويجسد في أشعاره إحساس الإنسان العراقي بالضياع والغربة حتى داخل وطنه، وتتسم قصائد ناهض الخياط بعمقها الفلسفي، حيث يطرح تساؤلات حول معنى الحياة والموت والحرية. يمتزج في شعره الواقعي بالرمزي، مما يتيح للقراء فرصة للتأمل والتفاعل مع نصوصه على مستويات متعددة.

ولم يكن ناهض الخياط منعزلاً عن تراثه العربي والإسلامي، فهو يظهر في أشعاره تأثره بالرموز التراثية والأساطير التي يعيد صياغتها بأسلوب معاصر، مما يمنح نصوصه طابعاً خاصاً يجمع بين الأصالة والحداثة.

أما أبرز السمات الفنية لشعره، فهو يتميز بلغة شعرية تجمع بين البساطة والعمق، مما يجعل نصوصه قريبة من القراء بمختلف مستوياتهم. يستخدم صوراً شعرية مبتكرة واستعارات تعبر عن تجاربه الشعورية والإنسانية بأسلوب مبدع، وهو يهتم بالإيقاع الموسيقي في قصائده، سواء من خلال استخدام البحور التقليدية أو من خلال إيقاعات حرة تتناسب مع موضوع القصيدة.

يظهر ذلك في انسجام الكلمات وتناسقها بما يخلق أثراً جمالياً مميزاً، وتعتمد قصائد ناهض الخياط على بنية متماسكة تعكس قدرة الشاعر على تنظيم أفكاره وصياغتها في قالب فني محكم. تتنوع أساليبه بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، مما يعكس مرونة كبيرة في تعامله مع الأشكال الشعرية.

وناهض الخياط يعد من الشعراء الذين ساهموا في إغناء الشعر العراقي وإثرائه. من خلال تجربته الشعرية، واستطاع أن يجذب اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء، مما جعل أشعاره محط دراسة وتحليل في الأوساط الأدبية، فلم تقتصر أشعاره على حدود العراق؛ بل وصلت رسالته الإنسانية إلى مختلف أرجاء العالم العربي. تحمل قصائده دعوة إلى السلام والتسامح، وتعكس قضايا الإنسان بغض النظر عن هويته.

وهو شاعر يحمل في قلبه هموم وطنه وشعبه، ويعبر عنها بلغة شعرية راقية وأسلوب فني مميز. تظل تجربته الشعرية علامة فارقة في الأدب العراقي والعربي، حيث نجح في الموازنة بين التعبير عن الواقع الأليم والسعي إلى تحقيق الجمال الفني. ويمثل شعره دعوة للتأمل في الإنسان والحياة، مما يجعله واحداً من أهم أصوات الشعر العراقي الحديث.