اخر الاخبار:
انفجار في بغداد دون إصابات - الثلاثاء, 13 أيار 2025 10:59
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الحُبُّ العُذْرِيُّ// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

الحُبُّ العُذْرِيُّ

يعكوب ابونا

 

صديقي منذ أعوامٍ،

نُشاطِرُ أطرافَ الحديث،

نتكلَّمُ عن كلِّ شيءٍ،

الممنوعاتِ والمسموحاتِ،

لا أُخفي عنه سِرًّا، ولا يُخفي عنِّي سِرًّا.

جاءني يومًا غاضبًا،

فقلتُ له: ما الأمرُ يا صديقي؟

قال: كيف تُخفي عنِّي؟

قلتُ: ما الذي أَخفيتُه عنك؟

قال: هل حقًّا أنَّك تُحبُّ...؟

فقلتُ له: وهل مِنَ العيبِ أن أُحبَّ؟

فقال: نعم.

فقلتُ: ألا تَعلَمُ أنَّ الحياةَ بلا حُبٍّ كنهرٍ بلا ماء؟

فقال: هذه حكاياتُ الشَّبابِ وانتهتْ.

قلتُ: وهل يعرفُ الحُبُّ الشَّيبَ أو الشَّباب؟

الكلُّ في الهوى سواءٌ،

ما دامَ هناك قلبٌ يَنبضُ، فهناكَ مَنبعُ الحياة.

فاحبِبْ يا صديقي، ولا تُعاتِبْني.

فقال: دَعْك عنِّي، وحدثْني عن حُبِّك وعِشقِك أنتَ؟

فسألتُه: وهل عَلِمتَ مَن أُحبُّ؟

قال: بصراحةٍ لا، ولكن عَلِمتُ أنَّك تُحبُّ إحداهُنَّ.

فهمتُ، فقلتُ له: نعم، أُحبُّ،

لا، بل قُلْ: إنَّني أَعشقُ وأَهْوى،

لأنَّك لو عرَفتَ حبيبتي مَن تكون،

لَعَذرتَني حتمًا،

فقد عشِقْتُها منذ صِغَري،

وهي تَكبُرُ أمامي، وأنا أَكبُرُ معها.

كنتُ أَخشى أن أَفقِدَها،

فهي كَينونةُ حياتي، ومَلجَأُ أَحلامي.

كيف أَصفُها لك؟

والكلماتُ تَعجِزُ عن وَصفِها.

حَبيبتي وعِشقُ حياتي،

حُبُّها يَملأ كِيانِي،

وعِشقُها يَسري في جَوانِحي.

آه، كيف أَتحدثُ عنها؟

وعن ماذا أَتحدثُ؟

عن قَوامِها؟ قَوامُ الغِزلان.

شَعرُها أسودُ كسوادِ الليل،

أُغمِرُ كلَّ أَحلامي في أَطرافِ جَدائلِها،

وأُنعِمُ النَّظَرَ في وَجهِها القَمريِّ.

ثَغرُها نَبعُ ماءٍ صافٍ،

شَفَتاها مَرسومتانِ بريشةِ فَنَّان،

ابتِسامَتُها كابتِسامَةِ الوَليد،

طَعمُ شَفَتَيها شَهدٌ وعَسَل،

دِفءُ أَحضَانِها لا يُوصَف،

عُيونُها عُيونُ المَها،

بَريقُ عَينيها يَغسِلُ شَوائِبَ القَلب،

مُحَيّاها يُحيي كُلَّ مَن به أَلَمٌ.

ويَا لَيتَك يا صديقي،

تَكُفُّ عن السُّؤالِ عنها،

لأنَّني في غَمْرةِ عِشقِها أَذوب،

وبِحَنانِها وعَطفِها أَتلوّى.

فقال صديقي: فِعلًا، أنتَ عاشِق.

فقلتُ له: إن عَرَفتَها، سَتَعشَقُها،

ولكنْ حَذارِ أن تَقَعَ في حُبِّها.

فقال: إلى هذه الدَّرجةِ أنتَ مُغرَمٌ بها؟

فقلتُ له: دَعك مِن الغَرام،

فمَن يَعرِفْها، يَعرِفِ الحُبَّ،

كما عَرفتُهُ أنا، بعدَ غِيابِ

رُبعِ قرنٍ عن حَبيبَتي،

ومَوطنِ عِشقِي:

 

القـوش                                                                    

5/ 5 /2025 .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.