خماسية نازحون مهجرون "4"- عَرُوسٌ// مارتن كورش تمرس

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 08 حزيران/يونيو 2025 20:04

كتب بواسطة: مارتن كورش تمرس

الزيارات: 673

مارتن كورش تمرس

عرض صفحة الكاتب 

خماسية نازحون مهجرون "4"

عَرُوسٌ

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

هي ابنتي الوحيدة، رزقني الله بها على كبرٍ. ما كان لي في الحياة غيرها بعد رقود والدها على رجاء القيامة. رعيتها بعده كوردة وأنا أراقبُ نموها وطول قامتها، كانتْ بنظري من أجمل بنات مدينتنا. كنتُ أحلم بها عروسة في المستقبل. كنا عائشين في سلام إلى أن سمعنا بأن مسلحي داعش قد احتلوا مدينة نينوى! لكني كبقية أهل المدينة لم أعرْ اهتماما كبيرا لذلك الخبر. بل قلتُ في نفسي: ((أنها حالة مؤقتة.)) وإذَا بنا بعد أيام نصحو على أصوات قنابر الهاونات. وأصوات نساء تصرخ وأطفال يبكون مرتعبين. لم يكن أمامي إلا أن آخذ ابنتي الوحيدة ونفرّ هاربتَين. لكننا - على ما يبدو- قد تأخرنا، إذْ وقعنا مع كثيرين في شَركِ إحدى سيطرات مسلحي داعش. وإذْ بأحدهم يصرخ في وجهي، وقد وصلتْ رائحة فمه النتنة إلى أنفي، وهو يتهدد ويقول:

-    هيَّا، دعي ابنتكِ تنزل إلينا.

قلت له متوسلة:

-    بالله عليكِ هي ابنتي الوحيدة، وليس لي غيرها أحد.

فصرخَ قائلًا:

-    إذَا فتحتِ فمكِ ثانية، سأرديكِ قتيلة. هيَّا دعيها تنزل!

فسحبها من شعرها وأخذها. وها أنا أندبُ حظي. وليس لي إلا الله الذي بيده مصير وحيدتي.

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس لولو

• < السابق
• التالي >