اخر الاخبار:
أسوأ أزمة مياه تضرب طهران منذ قرن - الأحد, 20 تموز/يوليو 2025 10:14
تسجيل هزة أرضية قرب زاخو - السبت, 19 تموز/يوليو 2025 20:12
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

أمنح القصيدة رأم الأمومة// آدم دانيال هومه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

آدم دانيال هومه

 

عرض صفحة الكاتب 

أمنح القصيدة رأم الأمومة

شعر آدم دانيال هومه

 

يوماً ما...

لابد

سيختلج النسغ في جذور الشجرة الذابلة.

*******

أهيم على وجهي في متاهات المنفى

وأحلق على جناح فراشة الحلم

لأتمرغ في ضفائر أشجار النخيل

على ضفاف دجلة والفرات

حيث تتوهج أرض الفراتين في دمي.

********

أخرج من قوقعة ذاتي

لأسمع صهيدل الدماء في عروقي

لأرى النور ينسكب من نافذة السماء

داخل كياني

وحينما أتمكن من دحرجة الشمس

على مدارج الأفق

أعرف أني وصلت إلى القمة

وأصبحتُ أنيس الله.

*******

ليس في وسع كل طغاة العالم

كبح جماح قصائدي الجامحة

الحاملة في رحمها أحلام الأجيال القادمة

لأن النفاق لم يخضّب مصداقيتها

ولأنها تغسل بالنور أوجاع وآلام شعبي

وتطهّر جراحه من شظايا الويلات

وتوقد في أحداقه الأمل بمستقبل مشرق

وترسم القبلات على وجنات الأطفال

وعلى أهداب برج بابل

وهو يعانق شمس الحريّة

لأنني أمنحها من صميم القلب

رأم الأمومة.

********

كما ترتعش العصافير فوق كثبان الثلوج

أرتعش من الحزن والألم

حينما أتخيل أبناء شعبي

رجالاً

ونساء

وأطفالا

يهيمون على وجوههم في الطرقات

ويهربون

وهم لا يعرفون إلى أين؟

لكن طريق الهروب

كان عبر شعاب جبال شاهقة

تكتنفها الثلوج المتراكمة

على امتداد [هكاري] في تركيا

و[أورميا] في إيران

وكان الإله آشور

يسترق السمع لخطواتهم

وظله يرفرف فوقهم

ويمنحهم القوة والعنفوان

ليضيؤا قناديل الأحلام

أمام فوارس تأتي على ظهور جياد الليل

لبناء مستقبل جديد

حيث تخرج الشمس عارية لاستقبالهم.

*******

ذاكرتي مترعة بصور القتل والإجرام

بحيث أصبحتْ تنزف دمعاً ودموعا

لهول المشاهد الوحشية

التي يقترفها أبناء الظلام

بحق الأبرياء المسالمين

لذلك....

حينما أنظر إلى شعبي

بعدسة ذاتي الإنسانية

وهو ملوّث بالمذابح والمجازر

وأراه كيف يضرب في الآفاق

خوفاً وهلعاً من قطاع الطرق

وأولياء الله

وكيف يتعذب ويشقى

ويجوع

وكيف يموت على أرصفة المنافي القصيّة

وهو يتضور شوقاً وحنينا

إلى وطن آبائه وأجداده

بلاد الرافدين المقدسة

أتكوّر كقنفذ هزيل

يجابه أشرس الوحوش المفترسة

ولكن لم تزل بي قوة

تستطيع أن تهز أغصان الشمس.

******

أتألم كثيراً

حينما أرى الأديان تزرع العداوة

بين البشر

مع أنهم جميعاً

وبدون استثناء

من جبلّة واحدة

وإلههم واحد

ووحيد.

وأكثر ما يؤلمني

حين أرى رجال الدين

(وكلاء الله على الأرض)

يؤججون نار الضغينة والبغضاء

بين الناس أجمعين

يكفّرون هذا

ويؤلهون ذاك

ويتقاسمون الجنة بينهم

وبين أتباعهم المقربين

جداً...جداً...جدا

أما الآخرون

السادرون في الغي والضلال

فإلى جهنم ... وبئس المصير.

*****

سمعتُ صوتاً من وراء ستار الغيب

يوسوس لي قائلا:

إذا أردت رؤية الله وجهاً لوجه

استند على عكازة شعاع الشمس

في غيهب الظلام

ودع قلبك يراوح بين الأرض والسماء

وبين النور والديجور

وبين الدين... ورجال الدين

أطعم الجهلاء خبز العلم

قبل تلقينهم كتاب الله

ليخرجوا من قماقم معتقداتهم المهترئة

لتنفتح عيونهم على معالم المدنية

وأنوار الحضارات الساطعة

كعناقيد النجوم المدلاة على شرفات القمر

ليطلوا من نافذة الغيهب

على أنوار حضارات سومر

وبابل وآشور

ضمّد جراح العصافير التائهة

لتعود إلى أعشاشها التليدة

لتعيش حرّة طليقة

في كل سماوات الكون اللامتناهي

المرصوفة بمرايا الأزمنة والعصور.

******

كلما نادى المؤذن في بلادي

يتساقط الثلج الأسود مدرارا.

******

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الفنان إيشو اسحق

ولد الفنان (إيشو اسحق) في قرية [تل شميرام] عام 1946 على الضفة الجنوبية لنهر الخابور في محافظة الحسكة – سوريا البلد المفخّخ بالسياسة والمآسي. يرى بأن الفنّ ليس مرآة عاكسة فحسب، لكنه بالمقابل نافذة نرى من خلالها الكائنات والعالم. أحلامه أشبه بأرجوحة معلقة ما بين الأرض والسماء. يستمد جميع أعماله الفنية من تراث شعبه المفتوح على شمس الحرية وأشعتها الذهبية ومواسم حصادها التي شكلت مجاله الحيوي في توصيل جماليات تجلياته وتفجير طاقاته الكامنة ومواهبه الفطرية، لأنه لم يزل يحمل في داخله تكويناً موروثاً من أعماق أصوله التاريخية والجغرافية.

عند جميع الأمم الراقية يكرّمُ الفنان على ما أبدع. ولكننا نحن الشرقيين إجمالا ننتظر حتى يوارى الفنان الثرى لنقوم بتكريمه وإسباغ عليه الصفات والمزايا التي لو سمعها في حياته لاشمأز من مرثييه المنافقين. فحينما سألوا أمير الشعراء بشارة الخوري [الأخطل الصغير]: ماذا تتمنى بعد رحيلك؟ فأجاب قائلا: (أن تتركوا في مؤخرة تابوتي فتحة لأركل بها أي جائزة تُمنح لي بعد وفاتي).

 

"خمسون سنة وأنا أحمل في داخلي قصة شعب... لم أملك سوى المنفى في لوحتي

 

– الوحشية يفوق استيعابه طاقة الروح وقدرة الذاكرة التي باتت مثقلة جدا

قصيدتي مدمنة على حب آشور، فلن تجدي قافية لا يضوع منها الياسمين، ولا يزهر من حروفها النارنج والكبّاد، ولن تجدي بيتا في قصائدي غير مصاب بالحنين إلى أزقة دمشق وبيوتها، فما بالك لو علمت بأن دمشق تسكن في عيون حبيبتي، كلما اشتقتُ إلى يمامها، اتكأت القصيدة على رموش حبيبتي، وكلما أغواني تاريخُها أوغلتُ في أحداق حبيبتي، لأكتشف جهلَ ابن عساكر في تاريخ دمشق، وعيون حبيبتي هي التي منحت دمشقَ أرقَّ وأعذب معانيها، وليس بوسعي أن أكتب حرفاً واحداً، قبلما يفوح الحبق الشامي من أنامل حبيبتي.

– “،” فكل قصيدة مدّتْ يدها لتأكل بثدييها، قيمتها تكمن في بطن صاحبها ليس إلا..” جملتك الرمزيّة وصفت بدقّة جمر الحزن وربما الغضب ممن استسهلوا الشعر وباعوه تحت مسمياتٍ شتى ليكسبوا المظاهر.. برأيك ما قيمة الشعر اليوم وهل ينتظر الشاعر عبد الرحمن الإبراهيم تكريماً على نبوءة شعره؟

في المراحل المبكرة، يلهث الشاعر خلف الشهرة، ويحلم بأن يتكرّم من أي جهة ترفع من شأنه، وعندما تبلغ القصيدة عقدها الرابع ويكتمل رشدها، ينصبُّ تفكيرها على الجمال والاعتناء بنفسها، لتقدِّم مفاتنها إلى متحف الخلود، ولم تعد تهتمّ ببهرجة الآني، وبصخب الحفاوات الكاذبة، والشعراء في بلاد الاستبداد يحلمون بالنجاة من الاعتقال، وليس بالتكريم!

للأسف لقد تم تكريمي من قبل الغرباء، وليس من الوطن الذي أنتمي إليه، وكان ذلك في عام ٢٠١٧ من قبل الجمعية الفلسفية في بروكسل، ودعي للحفل ولدي المقيم في فرنسا، لينوب عني في حضور حفل التكريم.

أما القصائد التي تأكل – من غير جوع – بأثدائها، هي قصائد لا تستحق الاحترام، ولا يسمح لها بالجلوس على مقاعد الشعر، وسيلعنها التاريخ.

التكريم الحقيقي نلته من عيون حبيبتي، ولن ألتفت بعده لأي تكريم كان، ماذا كنتُ سأستفيد من الشعر، فيما لو كرّمه جميع أهل الأرض، ولم تكرّمه عيون حبيبتي ؟!

– ربما نعيش الكذب العاطفي؟ نحن معشر الشعراء إن تفوّق شعور الحب على قضايا وجودنا الوطنيّ؟ ما رأيك بذلك؟

إذا غاب الحب، غاب كل شيء معه، فلا وجود من دونه لأي قضيّة كانت، والحبّ هو الذي يحمل في حناياه الوطن وهمومه وأوجاعه وأفراحه، ولولا الحب ما كتب شاعر قصيدة، وكل شعر لغير الحب، هو محض صنعة يقوم بها العقل، وبالتالي لن يكون من الذي يمكث في الأرض فينفع الوطن، والذي يصنعه القلب هو الذي يستقر في القلوب، فتعشق من خلاله الوطن وقضاياه.

– قد لا يوافقونك الرأي الكثير من الشعراء بأنهم أنجح الأزواج على الإطلاق! مشترطاً بقولك” إذا عرفت الزوجة كيف تعتني بزهور مسكبة الرجل المعطاءة، وما علينا إلا أن نتصوّر الفرق.. بين من تسقيها وتعتني بها.. وبين من ترشّها بالمبيدات!!” فأين المرأة اليوم من هذه المسكبة؟ وهل ما زلت عاشقاً لها؟

الشاعر يكتب للمرأة التي يقدّسها، وهذه يستحيل أن ترش المسكبة بالمبيدات، إنما ترشها بدموع الحب والغيرة واللهفة والحنان، وانتهاء العشق لها يعني انتهاء الحياة، لأنها هي الحياة، وهي التي تبدع الحياة، ولو تخيّلنا الدنيا بدونها، لوجدناها صحراء سوداء لا تطاق، والذين يتكلّفون الترفّع عن شؤون المرأة وحبّها، هم يكذبون على أنفسهم وينطوون على أمراض نفسيّة يحتاجون إلى مصحّات إنسانيّة، الشعر للحياة والمرأة هي الحياة، وهذه وجهة نظري التي لم ولن أحيد عنها.

– اتحاد الكتاب العرب ماذا يعني لك؟ وهل تسامح من فصلوك، وقتلوك وكسروا أقلام أحلامك؟

اتحاد الكتاب في دول الاستبداد كأي منظمة شعبيّة، تتعيّش على الفساد وتشارك فيه، ومعظم الذين انتسبوا إليه، كان همهم الاستفادة من المنح البسيطة على الصعيد الصحي والراتب التقاعدي وتعويض الوفاة الخ، فهو أشبه ما يكون (بالنافعة) أو شبه جمعية نصف خيرية، ما قيمة اتحاد لا يستطيع حماية مبدع من مخبر تافه؟! وعندما يكون مَلَكيّاً أكثر من الملك، في رفضه لنشر أي مادة تجرح مشاعر المستبد الطاغية؟!!

أما بالنسبة للفصل، لا أعلم إن كنت قد فصلت أم لا، وهو بالنسبة لي لا يندرج على قائمة أحلامي على الإطلاق، ولن يتمكن من كسر أقلامي، وليس بوسعه أن ينال من أحلامي تلك التي تحفظها لي عيون حبيبتي.

– الوطن الحريّة هما قضيتكَ هل أنت اليوم راضٍ تعيش بأمانٍ وسلام، أم لا يزال الخوف يسكنك؟

بعد سقوط عصابة الاستبداد المجرم، لم يعد هناك على سطح هذا الكوكب ما يخيفني، ولو افترضت بأن كل شرور العالم ستحيط بي في قادم الأيام، فهي لن تعادل فرع مخابرات واحد من فروع النظام البائد، ولهذا أنام قرير العين، كنوم القصائد في عيون حبيبتي.

– ما هي القصيدة التي تؤلمك قوافيها حدّ الوجع ولا يغيب صوت الموت عنها؟

هي التي أسميتها: الحب المدان

والتي قلت فيها:

أخـالُ الـطـائـراتِ غـدت حـمـامــاً  وخـلــتُ فـراخَـهـا حـوراً حـسـانا

فـبـتُ مـع الـقـذيـفـة فـي فـراشي  أعـيـثُ بـنـهـدهــا حـبّـــاً مـدانـــا

ولـمّــا أضــرمَ الشــبــقُ الشّـظايا  تـفـجّـرَ فـاتـحـدّتُ بـه دٌخــانــــــا

– هل أبصرت دواوين الثورة الشعريّة عند الشّاعر عبد الرحمن الإبراهيم النّور؟

هناك مجموعتان شعريتان أبصرتا النور، الأولى بعنوان “أظافر الأنبياء”، وهي طبعة متواضعة من دون دار نشر، بسبب الظروف القاسية التي كنا نعيشها، والثانية بعنوان “نبية الياسمين”، صادرة عن دار نقش في إدلب، ولدي أربع مجموعات تنتظر الطباعة، أما أعمالي المطبوعة فهي: يا دار جدي، مدّي الهديلَ إلى الحمام،  بغدادهار، مناسك الكحل، حارات عينيها العتيقة، أظافر الأنبياء، نبية الياسمين.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.