اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

طموح –قصة قصيرة// حيدر الحدراوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حيدر الحدراوي

 

 

طموح –قصة قصيرة

حيدر الحدراوي

 

كان كأن لم يك, مضى كما مضى القوم, سار كما ساروا, أنطلق كما انطلقوا, فجأة , توقف:

- هناك شيء يزعجني ... لا اكاد احتمله!.

بحث عن الشعور المفقود , شيء ما انتابه:

- نعم انه الروتين ! .

أطرق برأسه وأردف:

- كما ساروا سرت ... كما فعلوا .. فعلت .

عزم على ان يحدث تغييرا, الا انه شعر بخوف شديد من التغيير ومن عواقبه, عساه يخفي له بين طياته خطراً كامناً , فقرر:

- سوف أنحرف عن المسار بدرجة قليلة ... ولا أنحرف اكثر ... خشية ما لا تحمد عقباه!.

رمق القوم بنظرة تأملية فاحصة, تركهم وأنحرف, عشرون درجة فقط, شيعوه بإنظارهم, لم يحذره احد من خطر الطريق, بدأ يشعر بالنشوة, نشوة التغيير, دبت فيه روح المغامرة, أختلج بداخله شعور غريب, هل يقوى على تحمل المسؤولية؟!, حين سمع أصوات الضباع أدرك انه في ورطة, فأنها قاتلة بلا رحمة, فمن عادات السباع ان تقتل الضحية قبل ان تباشر بالتهامها, أما الضباع فتلتهم ضحاياها قبل نفوقها , يا لها من ميتة بشعة ! , يا له من مصير مشؤوم!.

تسلق صخرة كبيرة, وصلت الضباع متأخرة, حاولت التسلق, لم تفلح, بحثت عن مكان يمكنها من خلاله الوصول اليه, لم تجد, لكنها لم تيأس, استمرت في المحاولة والمحاصرة, يزداد رعبا كلما حدق فيها, حتى كاد ان ينهار من شدة الفزع .. والهلع.

سويعات مرت على هذا النحو, يرمق الافاق بحثا عن نجدة, على حين غرة, تركت الضباع الصخرة, محدقة في جهة ما, ثم غادرت من الجهة الاخرى, أدرك ان قادما ما يرعبها حضوره , ربما اشد خطرا منها .. او ربما منقذ!.

ثلاثة اسود اقتحمت المكان, احدها طارد الضباع, متأكدا من ابتعادها, والثاني بدا كأنه يحرس المكان, بينما الثالث جرب ان يتسلق الصخرة , رغم حجمه الكبير ورغم قفزته الطويلة لم يفلح بالوصول اليه, أدركت الاسود ان لا فرصة ولا حيلة من الوصول للفريسة, فاستلقت تحت شجرة, مستظلة بظلها, بانتظار تصرفا متهورا من الفريسة.

هناك, في الغابة المجاورة, سمع اصوات اطلاق نار, غمرته الفرحة, ها قد وصل صياد ما , لعله يكون المنقذ , او لعل الاسود تهرب.

فعلا, هربت الاسود, حالما ظهر من بين الاغصان عدة رجال يحملون بنادق صيد, بادروا الى انقاذه حالما وقعت انظارهم عليه, وادركوا المأزق الذي كان فيه , ساعده رجل طاعن بالسن على الهبوط , مربتا على ظهره قائلا:

- يا ولد .. التغيير يجب ان يكون مبنيا على وعي وإدراك ... الطموح يجب ان يبنى على معرفة وتجارب.

 

حيدر الحدراوي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.