اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

في كل يوم- قصة قصيرة// سامح ادور سعدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سامح ادور سعدالله

 

في كل يوم- قصة قصيرة

سامح ادور سعدالله

كاتب وقاص مصري

 

أنتهي العمل وأغلقتُ باب الدكان, ذهبتً إلى الفرن أشتريت أربعة أرغفة, بعد ذلك أخذت الأتوبيس رقم سبعة وسبعون أخرجتُ الأجرة, وصل الأتوبيس إلى أول الشارع  أشتريتُ أربعة بيضات و بعض الفول ورجعتُ إلى البيت وقد حل الليل وأَظلمت الحياة. هذا هو الجزء الأخير من اليوم الطويل المُمل, تناولتُ عشائي رغيفان خبز وبيضتين ونصف الفول ثم قمت أغسل يدي ووجهي وفمي بالترتيب, أعدتُ القهوة شربتها ساخنة, بينما أتابع نشرة الأخبار اليومية الروتينية داعبت دُميتي القديمة وخرجتُ إلى شرفتي ونظرت لمدة نصف ساعة وإلى الداخل, ذهبت إلى فراشي وقرأت أجزاء من كتابِ العتيق ذو الأوراق البالية من كثرة تقليب الورق وقرأته.

ثم خطفني النوم سريعاً وأستغرقتُ في نوم عميق .

أستيقظتُ صباحاً كالعادة تناولت إفطاري وهو عبارة عن البيضتان الأخيرتان والنصف الباقي من طبق الفول, أحتسيت كوبا من الشاي الممزوج بالحليب والسكر كثير في قاع الكوب لماذا لأني لَم أقلب السكر ربما لأن ليس معي ملعقة أو كسل.

وسمعت الأخبار أيضا ولكن هذه المرة لَم تكن من التلفاز ولكن من صوت المذياع  والبرامج كما هي بالترتيب من نشرة أخبار السادسة صباحاً حتي أغنية 

( فايزة أحمد بالسلامة يا حبيبي بالسلامة)

 أخرج من البيت وأذهب إلى الدكان وأفتحه, الذي يصدر نفس الصرير والكركبة العالية فمنذ زمن لَم يتم تشحيم الباب أو تزيته؛

 ولكن لماذا لا أعرف ؟

واستمر في الدكان حتى الثانية ظهراً أحضر طاجن جاهزاً ورغيفان من خبز الفينو ذو الرائحة الأخاذة.

وبعدما تنقضي الساعات الطويلة الروتينية الكئيبة وينتهي العمل بعد صبر مُمل فهذا الدكان لايدخل فيه أحد ولا يخرج أحد, أغلق باب  الدكان وهكذا تمر الأيام  دواليك, لكن ذات مرة عندما جئت إليه صباحاً لَم أجد الدكان ولكن وجدتُ بابه وعليه اليافطة وعليه اسم جدى ولكن نظرت خلف الباب لم أجد شيء حاولتُ الاستفسار عن السبب من جيراني في الحي الذي فيه الدكان لَم يجيبني أحد أبداً.

وقفت أتابع الموقف لعلي أجد الدكان هيهات أن أجد أي دليل واقتربت من هؤلاء البشر الذين هم في الحوانيت المجاورة كانوا أصنام بشفاه مقصوصة وعيون شاخصة وأنوف بارزة لا تتكلم أبداً وانتظرت إلى أن تنقضي ساعات العمل حتي عدتُ إلى منزلي مكرراً نفس السيناريو كل يوم الذي لم يتغير أبدأً.

وأخيراً قررت أن أغير روتين الحياة التي عشتها أكثر من ألفي سنة وذهبتُ مُبكراً للحي لأغير نشاط الدكان وعندما وصلت صدمت!

ولكن لماذا صدمت فكان هذا هو الأمر  المتوقع .

 

الكاتب /  سامح ادور سعدالله -مصر

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.