محطات طبية

• المتسربون عن اللقاحات !

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 
د. سلام يوسف

 على المكشوف

المتسربون عن اللقاحات !

 

أمتاز القرن العشرين بالتقدم الصحي على مستوى المجتمعات بشكل مذهل جراء الأكتشافات العلمية وتطور المعرفة في حقل الوبائيات، ومن أهم الأكتشافات قاطبةً هو أكتشاف اللقاح وعلى يد العالم الفرنسي الشهير لويس باستور.

وبعد تراكم كم هائل من المعلومات والتجارب أتضح أن بني البشر بحاجة الى تقوية الجهاز المناعي من خلال التلقيح بمختلف اللقاحات للتحصين ضد الأمراض والتي قسم منها فتّاك أودى بعشرات الملايين من الناس خلال الفترة التي سبقت أكتشاف اللقاح.

وبناءً على ذلك فقد تبنت منظمة الصحة العالمية مشاريع وبرامج اللقاحات على المستوى العالمي وتبعاً لظروف كل بلد، بل وألزمت الدول كافة بتطبيق خطط السيطرة على الأمراض المعدية والأنتقالية ، وفعلاً أفلحت الجهود الجبارة وخلال عدة عقود من الزمان الى القضاء على العديد من هذه الأمراض كالجدري وشلل الأطفال وغيرها.ألاّ أن تطبيق هذه البرامج تصطدم بجملة من الأشكاليات ومنها توفير اللقاحات نفسها، سلسلة التبريد، التطبيق الميداني مع الناس، في الشوارع والبيوت والأزقة ومراكز التلقيح، الاّ أن هذه المعرقلات تشكل 49% من المشكلة فالمشكلة الأكبر تكمن في وعي الناس وخصوصاً في البلدان الأقليمية وكذلك في البلدان التي تدفع شعوبها ثمن سياسة العلاقات الأنتاجية الرأسمالية البغيضة. 

والعراق أحد البلدان الملزمة بتطبيق البرامج التلقيحية، فكل عنوان من عناوين الأشكاليات أعلاه موجودة على أرض الواقع العراقي ،بل ويصطدم بها كادرنا الطبي والصحي يومياً، الكادر المسؤول ميدانياً عن أيصال اللقاحات الى الناس وخصوصاً الأطفال، فوعي الناس لازال دون المستوى، والخلل بكل تأكيد ليس بالناس وأنما بجملة من العوامل ومنها ما له علاقة بالمسؤولين عن التوعية الصحية والجهات الساندة لهم ، لذا فالملقِّح من الكوادر الصحية يعاني الأمّرين جراء سلبيات وعي المواطنين متمثلاً بـ:ـ

 

  1. 1.   عدم التعاون والهروب من تلقي اللقاح (ودون وعي كما أسلفت).
  2. 2.   عدم الألتزام بمواعيد اللقاحات.

 

مما خلق حالة تعرف بـ(المتسربين)،ومشكلتنا الأن في العراق هي المتسربين وهم على ثلاثة أصناف:ـ

الأول: لم يتلقو اللقاحات نهائياً.

الثاني: لم يتلقو قسماً منها.

الثالث:لم يكملو برنامج اللقاحات.

والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه ،من هو المسؤول عن حالة المتسربين؟بكل تأكيد هم الأهالي الناتج عن قصور الوعي الصحي، ناهيك عن عدم توفر بعض اللقاحات أو شحتها.

إن حالة المتسربين تعني وجود قنابل موقوتة تتنقل في كل مكان وزمان وممكن أن تنفجر في أية لحظة مؤدية الى حصول وباءٍ ما، لذا ولأن المسؤولين في وزارة الصحة أدركوا حجم المشكلة وخطورتها فقد لجأوا الى أطلاق حملات تلقيح المتسربين والتي تنتظر تعاون الناس مع الفرق الصحية التي تقوم بهذه المهمة ،وعليه فالموقف بحاجة ماسة جداً الى تظافر كافة الجهود وخصوصاً نحن نتعامل مع شئ هلامي وهو(الوعي الصحي) فليس أمامنا ألاً أن نستجير بكل الوسائل والطرائق من أجل تنفيذ هذه البرامج حماية للمجتمع الذي تهدده المخاطر من كل صوب، لذا فالمطلوب من وزارة الصحة مناشدة منظمات المجتمع المدني ووجهاء المناطق وشيوخ العشائر ورجال الدين وأستخدام كافة الوسائل الأعلامية للمساهمة المباشرة في نشر الوعي الصحي بين المواطنين حمايةً للعراق والعراقيين بل وللمنطقة جمعاء.