اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

الخدّج .. حالة تحتاج اهتمام خاص -//- د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. مزاحم مبارك مال الله

الخدّج .. حالة تحتاج اهتمام خاص

علمياً لا يتعامل الأطباء مع الحمل على عدد الأشهر ،وإنما وفقاً لعدد أسابيعه، فالحمل المكتمل هو الذي يتم بـين (38ـ 42 أسبوعاً ابتداءً من نهاية أخر دورة شهرية)،وحتى  أثناء مراجعة الحوامل سواء في مراكز الرعاية الصحية أو في المستشفيات أو في العيادات الخاصة فأن مصطلح " الأسابيع" هو المتعارف عليه.

في السابق كان الأطباء يتعاملون مع الوليد واكتمال نموه فقط من ناحية الوزن، ووضعوا مقياساً علمياً صحياً في ذلك حينما حددوا وزن 2500 غرام هو الحد الأدنى "الطبيعي" المقبول، فإذا ما جاء الوليد ووزنه أقل من ذلك اعتبروه خدّيجاً ، ولكن العلوم الطبية تطورت جراء التراكم المعرفي وتطور التكنولوجيا الطبية، فأصبح تعريف الخدّيج : "هو ذلك الوليد الذي يولد قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل"، وبنفس الوقت برز مصطلح جديد ألاّ وهو (الطفل ناقص الوزن) ،وهو "كل وليد مكتمل حمله ولكن وزنه أقل من 2500 غرام"، علماً أن كلمة "خديج" هي كلمة عربية فصحى تعنى عدم أكتمال نمو أي كائن حي.

هذا التمييز بين التعرفين جاء نتيجة اختلاف المعطيات بين الحالتين وأسس التعامل معاهما، إذ أن عدم اكتمال أسابيع الحمل تعطينا وليداً أجهزته الجسمانية غير مكتملة النمو وخصوصاً الرئتين ،بينما لدى ناقص الوزن  تكون كل أجهزته الجسمانية مكتملة وظيفياً ولكنه بمجموعه ناقص الوزن ولأسباب سنتناولها في هذا المقال.

زادت العناية بنوعَي الولادة من خلال استحداث مراكز العناية المركّزة الفائقة لحديثي الولادة، وأصبح أحد فروع طب الأطفال في العالم هو فرع الخدّج وناقصي الوزن.

وتكتسب أهمية العناية بالخدج وناقصي الوزن من كون هاتين الحالتين مرتبطتان بزيادة نسبة الأمراض بينهم وكذلك نسبة الوفيات ،وبالتالي فهؤلاء حديثي الولادة بحاجة الى رعاية خاصة بهم.

دوماً نكرر أن صحة الجنين من صحة الحمل وصحة الحمل من صحة الحامل، لذا فهناك عوامل عديدة تدخل بشكل مباشر وغير مباشر في أن يكون الوليد خديجاً أو ناقص وزن، ومن تلك الأسباب :ـ

1.   سوء تغذية الحامل وفقر الدم.

2.   أصابة الحامل بالعدوى الفايروسية كالحصبة الألمانية.

3.   تكرار الإجهاض والولادات المبكرة.

4.   التهابات المشيمة.

5.   تعدد الأجنة.

6.   النزوفات وخصوصاً نزوفات المشيمة.

7.   تسمم الحمل(أرتفاع ضغط الدم ،تورم الجسم ،وجود الزلال في البول).

8.   داء السكري، سواء سكر الحمل أو أن الحامل أساساً مصابة بالسكري.

9.   الشدة الخارجية.

10.ألتهابات المسالك البولية والتناسلية المتكررة.

11.تشوهات الرحم الخلقية.

12.توسع عنق الرحم ولأي سبب.

13.تشوهات الجنين الخلقية.

14.اختلاف صنف الدم.

15.تناول الكحول والتدخين وبعض العلاجات التي تؤخذ بدون استشارة طبيب.

المشاكل المحتملة التي يعاني منها الخدج وناقصو الوزن:

أولاًـ مشاكل الجهاز التنفسي خصوصاً وإذا عرفنا أن الرئة لا يكتمل نموها وأدائها الوظيفي قبل الأسبوع 34 من الحمل ،فالوليد المولود قبل هذا الوقت سيكون بأمّس الحاجة لجهاز التنفس الاصطناعي ،إضافة الى ضرورة العناية بتنظيف المسالك التنفسية من السوائل. هناك حالات تشوهات خلقية في الجهاز التنفسي أو نزوفات أو التهابات.

ثانياً ـ جهاز الدوران ،وأهمها تشوهات القلب والأوعية الدموية المرتبطة به مباشرة، وربما ينتج عنه الازرقاق المحيطي أو المركزي.

ثالثاً ـ مشاكل الجهاز الهضمي ،وتشمل ضعف الوظائف المعوية ،التهابات معوية ،نقص الكالسيوم ،زيادة السكر.

رابعاً ـ مشاكل الجهاز البولي كالتشوهات الخلقية والأمراض الكلوية الوراثية.

خامساً ـ مشاكل الجهاز العصبي ،أعتلالات الدماغ والتي ربما ينتج عنها طفل متخلف عقلياً.

سادساً ـ اليرقان (أبو صفار) حالة طبيعية تصيب ثلث الأطفال الاعتياديين يومين أو ثلاثة بعد الولادة ،ولكن لدى الخدج وناقصي الوزن يكون أسرع وأقوى ونسبة أصابتهم به عالية جداً.

الوقاية :

هنا تكمن أهمية مراجعة الحوامل لمراكز الرعاية الصحية الأولية ،والتي فيها يتم فتح سجل خاص  بكل حامل، والذي يجب أن يحتوي على تفاصيل تطورات الحمل ابتداءً من أجراء الفحوصات المختبرية والفحص بالأمواج فوق الصوتية وانتهاءً بترقب ساعة الولادة، وبشكل دوري، فالحمل ربما يتعرض للمفاجئات غير المتوقعة، وإذا كانت الحامل من ذوات الاحتمالات بالولادات المبكرة فيجب وضعها تحت مجموعة يطلق عليها (مجموعة الأختطار).

أن حالة أبقاء الوليد في قسم الخدج حتى لفترة محدودة، له مردود نفسي سلبي على الأبوين وهذا ما يشكل معاناة اجتماعية أضافية على المشكلة الأساسية، علماً أن وضع الوليد في حاضنة الخدج تشكل في أغلب الأحيان إنقاذا لحياته.

ماهي الأجراءات في الحاضنة:

1.   تأمين التنفس بتنظيف المسالك التنفسية واستخدام جهاز التنفس الاصطناعي مع الأوكسجين.

2.   العناية بمنطقة السرّة منعاً لحصول أي التهاب.

3.   العناية بالعينين، وخصوصاً أذا ما ارتفعت نسبة المادة الصفراء السامة ونصبح بحاجة ماسة لاستخدام الأشعة فوق البنفسجية، حيث أن هذه الأشعة بإمكانها ألحاق الضرر بشبكية العين.

4.   الدفْ

5.   التغذية وحسب حالة الوليد العامة، هل بإمكانه الرضاعة أم نضطر الى استخدام الأنبوب المعوي أو عن طريق الوريد.

6.   مراقبة ضربات القلب وقياس نسب مكونات الدم وحسب تحديد الطبيب المعالج.

يمكن أخراج الوليد بعد عدة أيام وحسب تحسن حالته العامة،  وتحسن حالته يعني بإمكانه الرضاعة ،لا توجد مشاكل تهدد حياته (التنفس ،والقلب).

بالنسبة للقاحات فنبدأ بتلقيح الطفل ضد الأمراض بعد أن يصبح وزنه 2500 غرام وأكثر، علماً أن الزيادة الأسبوعية المطلوبة في الوزن (50 غرام) على أقل تقدير.

ولأجل الوصول الى الغاية العظمى في إدخال الوليد الى قسم الخدّج ،يجب توفر الشروط التالية:

1.   التعامل مع الخدّج يجري وفق المعيار العالمي لعلم الخدّج والذي أصبح فرعاً بحد ذاته في طب الأطفال، وهذا يعني أن هناك أطباء مختصون بالخدّج.

2.   توفر كادر متخصص ومتمرّن وممارس.

3.   توفر أعداد كافية من الحاضنات المتطورة تقنياً ومزودة بأحدث الأجهزة الالكترونية وأجهزة الاستشعار ،وخاضعة للصيانة باستمرار.

4.   القسم يعدّ من أقسام العناية الفائقة وهذا يتطلب أن يكون الدخول والخروج في ردهاته للعاملين فيه فقط ،تحاشياً لحصول أي نوع أنواع التلوث الجرثومي حيث أن الجهاز المناعي لدى الخدّج أضعف منه لدى غير الخدج.

5.   توفير كافة أنواع المعدات والمستلزمات الطبية(أهمها الأجهزة المنقذة للحياة) وبكميات كافية.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.