محطات طبية

داءُ اللؤلؤةِ مرضٌ جلديٌ معدٍ// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 30
سيئجيد 

داءُ اللؤلؤةِ مرضٌ جلديٌ معدٍ

 

 د. مزاحم مبارك مال الله

 

بالرغم من أن أسمه مغرٍ ،فليس للؤلؤة منفعة على جلد المصاب بهذا المرض ،ويطلق عليه أيضا بداء (المليساء المعدية)، فهو مرض جلدي فايروسي شديد العدوى، (يصيب الجلد فقط، ولا يؤثر على الأعضاء الداخلية في الجسم)، ينتشر بين الأطفال في الوجه والرقبة والرأس ،أما الكبار فاحتمالية إصابة الأعضاء التناسلية وارد جداً كون أحدى وسائل أنتقاله، الاتصال الجنسي.

ومما يؤسف له أن داء اللؤلؤة أصبح أوسع الأمراض الجلدية انتشارا في العراق.

المرض عبارة عن حبيبات صغيرة على الجلد تشبه في شكلها الخارجي حبات اللؤلؤ ، لا يعدُّ مرضاً خطيراً ، حيث يتم الشفاء منه خلال أشهر وربما الى سنة أو سنتين.

الفايروس من عائلة (بوكس فايروس، أي من عائلة الفايروسات التي تنشط أثناء الحمى في الوجه وتحديداً قرب شفة الفم، بالعامية العراقية يطلقون عليها "لطمة حمى")، ولكن الفرق بينهما أن (لطمة الحمى)، مؤلمة ،بينما داء اللؤلؤة لا يسبب آلام عدا الحكة (وفي حالة حصول المضاعفات) أضافة الى منظرها غير المقبول.

فترة حضانة المرض(يعني منذ دخول الفايروس الى وقت ظهور الحبيبات على الجلد) تتراوح بين 2-4 أسابيع ، الفايروس يدخل من خلال المسامات الجلدية، ويمكن أن ينتقل من شخص الى أخر.

ممكن أن تظهر هذه الحبيبات في أي مكان من الجسم ولكن الأكثر شيوعاً على الوجه والرقبة والجذع والذراع والساق والأعضاء التناسلية، والحبيبات مرتفعة عن سطح الجلد ، تتراوح بالحجم، فمنها صغيرة جداً(ملليمترات ومنها يبلغ قطرها بين نصف سم وواحد ونصف سم ، بيضاء أو بنية اللون ، فيها فجوة في المنتصف، تحتوي على مادة بيضاء تشبه الشمع أو الجبن (وهذا ما يفرقها أيضاً عن "لطمة الحمى")، في البداية تظهر حبة واحدة ، ما تلبث أن تتكون مجاميع منها لتبدأ بالأنتشار في باقي أنحاء الأماكن الأكثر تعرضاً للأصابة.

في بعض الأحيان تلتهب هذه الحبيبات مكونة تقيح في داخلها ، مع احمرار فاتح ، وتورم الغدد اللمفاوية في المنطقة المصابة يصاحبه ألم وحمى.

تختفي هذه الحبيبات دون ان تترك اثراً على الجلد، الاّ في حالات معينة حينما تتلوث بالتهابات بكتيرية ثانوية جراء الخدش اثناء الحك.

الحالة تكون متفاقمة عند المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الأيدز).

تشخيصها سهل جداً من خلال الفحص بالنظر ومن خلال التأريخ المَرَضي.

العدوى:

1.   الملامسة المباشرة مع مصاب أخر، بما فيها الأتصال الجنسي.

2.   أستخدام أدوات وحاجيات شخص مصاب ، بما فيها الملابس والفراش.

3.   .وهناك مصطلح (العدوى الذاتية) ، حينما ينقل المصاب نفسه تلك الحبيبات من مكان الى أخر في جسمه ،جراء عدم العناية بالنظافة الشخصية ، وعن طريق الحك ، وملامسة مكان أخر غير مصاب من الجسم.

وقد تم تسجيل العديد من الحالات من خلال أنتشارها بين طلاب المدارس ،كما تم تسجيلها جراء أنتقال الفايروس بسبب أدوات الحلاقين(شفرات الحلاقة، والأدوات الأخرى ومنها المناشف)، حيث تم تسجيل أماكن تلك الأصابات في الرأس ومنطقة اللحية ،كما أنه ينتقل بواسطة التقبيل أو عن طريق عصر محتويات تلك الحبيبات ..الخ.

نصائح:

1.   تجنب مشاركة حاجيات شخص أخر.

2.   العناية التامة بنظافة وتعقيم اليدين.

3.   عدم ملامسة أي شخص مصاب.

4.   تجنب قلع الحبيبات بالأيدي، أو عصرها.

5.   الأمتناع عن ممارسة الجنس ولحين الشفاء التام بأختفاء تلك الحبيبات نهائياً.

6.   أرتداء الكفوف حين التعامل مع تلك الحبيبات وخصوصاً المتقيحة.

7.   أستخدام القاصر في التعامل مع أدوات الشخص المصاب، حيث أن باقي المواد الكيمياوية لا تنفع في تعقيم الأدوات من الفايروسات.

ومن الأجراءات الوقائية الخاصة بالجهات الصحية :

1.   هو تحديد بؤر الأصابة ودوائر الملامسة للحد من أنتشاره.

2.   القيام بالزيارات الميدانية والمستمرة لمحلات الحلاقة ، مع التأكيد على التوعية الصحية.

3.   نشر الوعي الصحي بين المواطنين حول هذا المرض المزعج.

العلاج:

بالرغم من الشفاء التلقائي لهذا المرض بعد مرور حوالي 6 أشهر(أحياناً يمتد الى أكثر من ذلك)، فأن أغلب الأطباء يميلون الى وصف بعض العلاجات كون المرض شديد العدوى، علماً  انه لم يتوفر علاج يقتل الفايروس المسبب للمرض بالوقت الحاضر، ولا يوجد لقاح ضده أيضاً، ولكن الوسائل المتبعة حالياً :

1.   أستخدام مركبات كيمياوية معينة موضعياً.

2.   التجميد

3.   الكي الكهربائي للحبيبات.

4.   الليزر