اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

محطات طبية

مشروبات الطاقة, هل تمنح الطاقة...؟// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مشروبات الطاقة, هل تمنح الطاقة...؟

د. مزاحم مبارك مال الله

تغزو الأسواق بين أوان وأخر ،بعض المنتجات الصناعية وعلى مختلف عناوينها ،فهذا هو ديدن الماكنة الربحية للمستثمرين ،لأن المهم لديهم هو الأرباح ثم الأرباح، حتى لو على حساب صحة الناس والمجتمع.

واللافت أن أنتاج تلك البضاعة يأتي ضمن دراسة احتياجات السوق وكذلك استغلال اهتمامات الناس ودرجة وعيهم، والأستغلال القبيح للحلقات الضعيفة في المعلومات العلمية والطبية والصحية لدى المواطنين.

وأخر تقليعة من تلك المنتجات ،ما يُعرف بمشروبات الطاقة ،فقد استنبط تجار هذه البضاعة وماكنتهم الإنتاجية فكرة ترويج هذا المنتج من خلال الاستفادة من حماس الشباب في فتل العضلات وممارسة الرياضة ،مستفيدين من منشطات الرياضيين بهذا الاتجاه ولكن بصورة مشوهة.

وهنا نحاول أن نسلط بعض الضوء على هذا المنتوج ، وتأثيراته.

أول ظهور لعلامة تجارية خاصة بمشروبات الطاقة كان في الولايات المتحدة الأميركية عام 1977 فأدت تلك الدعاية الى انتشار تلك المشروبات وأصبحت اكثر من 500 نوع عام 2006، وكان تسويقها يجري على أنها ترفع مستويات النشاط الجسدي، فلاقت رواجاً منقطع النظير بفعل الدعاية التي سلبت لبّ الشباب تحديداً.

فما هي مكونات مشروبات الطاقة:

أولاً ـ الكافائين: وهو المكوّن الرئيس والسر الخطير الكامن في هذه المشروبات، فالكافائين مادة منبهة موجودة بكميات قليلة في بعض المنتجات كالشاي والبن والكاكاو، وقد استغل منتجو مشروبات الطاقة فكرة أن الكافائين يحفز الجهاز العصبي وجهاز الدوران ،لذلك وضعوا منه كميات في منتوجهم تصل الى أكثر من عشرين ضعفاً عن ما موجود في المشروبات الغازية الاعتيادية أو ما يُطلق عليها مشروبات الرياضة أو حتى عن ما موجود في الشاي والقهوة والكاكاو.

أن كمية الكافائين الموجودة في علبة الطاقة الواحدة تصل الى 80 ملغم ،وهي كمية تعدّ كبيرة جداً لها تأثيرات جانبية كثيرة، فهي ذات تأثيرات تخديرية ـ أدمانية حينما تكون بهذه الكمية والتي غالباً ما أدت الى حصول حالات تسمم فيها وخصوصاً بين المراهقين، والمتمثلة بـ (زيادة دقات القلب، ارتفاع ضغط الدم ،الشحوب بسبب قلة ورود الدم الى الجلد وزيادته الى العضلات).

بعد مرور نصف ساعة من تناول هذا المشروب فأنه يصل الى أعلى مستوياته في الدم ، أي أنه سريع الامتصاص ويصل الى كل أجزاء الجسم وهو بمستوى عال مما يتسبب في رفع الضغط ،زيادة مرور الأدرار ،زيادة في حرق الدهون ،تحفيز الجهاز العصبي، زيادة حركة الأمعاء، تحسين المزاج وزيادة الأداء الجسدي ،وبنفس الوقت فأنه يؤسس الى الحالة الأدمانية، وهنا مكمن الخطورة.

ثانياً ـ سكَري الكلوكوز والسكروز :سريعا الامتصاص في الدم وهما يمدان الجسم بسعرات حرارية عالية كونهما سكّران أحاديان، وهما سر اكتساب الوزن لدى متعاطي هذه المشروبات.

ثالثاً ـ فايتمينات ب(2 و6 و12)، وهذه الفايتمينات تعد ساندة للجهاز المناعي وتدخل في التراكيب البايوكيمياوية لأغلب أعضاء الجسم.

رابعاً ـ  بعض الأحماض الأمينية ،وهي حجر أساس البناء الهيكلي لمختلف أنسجة وأعضاء الجسم.

أضرار مشروبات الطاقة :

الأضرار لها علاقة بالكمية التي يتناولها الشخص إضافة الى الفترة الزمنية التي أستمر على تناولها فيها ،وتشمل:

1.   الإدمان، فالكافائين مادة مخدّرة ،وقد ثبت لخبراء التغذية ان الاستمرار على تناول مشروب الطاقة وبكميات غير محسوبة سيؤدي الى أن الجسم وبعد انخفاض نسبة الكافائين في الدم ،سيعاني من القلق وعدم السيطرة ،وكأن الشخص مدمن مخدرات.

2.   هشاشة العظام.

3.   تليف الكبد.

4.   زيادة فقدان سوائل الجسم عن طريق الإدرار.

5.   ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وتأثيرات ذلك على القلب.

6.   انخفاض مستوى استجابة الأنسجة لهورمون الأنسولين المسؤول عن تنظيم السكر في الدم، فيتسبب في أرتفاع نسبة السكر في الجسم، مما يستوجب زيادة إفراز الأنسولين وجراء زيادة إفراز الأنسولين فأن السكر سينخفض وبنفس الوقت يبقى الأنسولين عالي مما ينقل كمية أضافية من السكر متسبباً نقصه فيشعر الشخص بالخمول والوهن.

7.   انخفاض عدد الحيامن في السائل المنوي.

8.   الصداع المزمن والأرق ,اضطرابات النوم والسلوك جراء الحالة الإدمانية، فأن الكافائين يؤثر في الجهاز العصبي المركزي.

9.   تأثيرات مختلفة على الكليتين والجهاز الهضمي.

10.  يفرز الكافائين في الحليب لذا فهو محظور على المرضعات كونه يؤثر على الرضّع، وكذلك فهو محظور على الحوامل أيضاً كونه يؤثر على أدمغة الأجنة في الأرحام.

وبناءً على هذه الأضرار وغيرها فقد حرّمت أستراليا والنيروج والدانمرك وماليزيا هذا المنتوج من الاستخدام قطعياً ،أما في فرنسا فلا يباع مشروب الطاقة الاّ في الصيدليات، أما في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والسعودية فالضوابط شديدة حول جودة الإنتاج وتركيز الكافائين في العبوة الواحدة.

أن مشروب الطاقة هو مشروب مصنّع وليس طبيعي ،بمعنى أنه إضافة الى خلطة المواد التي يحتويها فهناك المطيبات والألوان والمواد الحافظة، وجميعاً مواد مضرة إضافية، ناهيك عن كمية الكافائين العالية التي يحتويها فأن التأثير السمي له ستتضاعف فيما لو كان مستخدم مشروب الطاقة يتناول أيضاً مواد أخرى تحتوي أصلاً على الكافائين كالشاي والبن والكاكاو.

هناك بعض الرياضيين يستخدمون شراب يطلق عليه "مشروب الرياضة" ويحتوي على ماء وثاني أوكسيد الكاربون المضغوط، وسكريات بسيطة التركيب الكيمياوي ،وصوديوم وبوتاسيوم ،حيث أن هذا المشروب يعوض السوائل ويمنع حدوث الجفاف ويزود الجسم بالسعرات الحرارية، وهذا المنتوج يختلف عن مشروب الطاقة حيث أنه يعوّض الجسم عن السوائل المفقودة بينما مشروب الطاقة يزيد من فقدان السوائل ،لذا توجب على الرياضيين عدم استخدام مشروب الطاقة كبديل عن مشروب الرياضة.

 

خلاصة الكلام ،ان مشروبات الطاقة ما هي الا تضليل لمفاهيم الناس وخداعهم بأوهام لا تمت للعلم والحقيقة بصِلة.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.