محطات طبية

هل الليمون الحامض يخفّض الضغط؟// د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 16
سيئجيد 

 

هل الليمون الحامض يخفّض الضغط؟

د. مزاحم مبارك مال الله

 

يتداول الناس، الكثير من المعلومات ذات العلاقة بحياتهم أو معيشتهم أو صحتهم، وأغلب تلك المعلومات ليست صحيحة وقليل منها قريب ممات وصلت اليه البحوث العلمية، وبذلك اندرجت ضمن ما أطلقنا عليه بـ "الأخطاء الشائعة".

ومعظم الناس يعتقدون أن تناول الحامض (الليمون حامض)، هو خير علاج سريع لحالات ارتفاع ضغط الدم الطارئة، فهل هذا الاعتقاد سليم علمياً أو تدعمه الأبحاث العلمية؟

ارتفاع ضغط الدم من أمراض جهاز الدوران المزمنة، واسع الانتشار بين شعوب العالم، أسبابه:

1 – عضوية (أيوجود خلل كلوي أو هورموني، أو مشاكل في القلب)،

2 – عادات مكتسبة (كالتغذية غير الصحية والتي تؤدي الى البدانة وكذلك الاستخدام الزائد، أو الإفراط في استخدام ملح الطعام، والتناول المفرط للسوائل التي تحتوي على الكافائين مثل القهوة والشاي، التدخين، عدم ممارسة الرياضة، حبوب منع الحمل، كثرة استخدام علاجات المفاصل، والعلاجات التي تحتوي على الكورتيزونات)،

3 - وراثية، وهو السبب الأوسع انتشاراً من بين أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، علماً إن العامل الوراثي لازال في حكم النظرية كون العلماء ل ميتمكنوا لحد الان من تحديد الجين المسؤول عن ارتفاع ضغط الدم.

إن العامل الوراثي هو السبب الرئيسي في الإصابة بارتفاع الضغط لدى الذين يتجاوزون الأربعين من العمر.

الدراسات تشير الى إصابة شخص من كل ثلاثة، بارتفاع ضغط الدم، وهي نسبة عالية جداً.

تكمن خطورة المرض في كونه يعرض المصاب به الى مضاعفاته دون أي سابق إنذار، وأخطرها الجلطات والنزوفات الدماغية والأزمات القلبية.

كانت العلوم الطبية في السابق تشير الى أن ضغط الدم يرتفع مع تقدم العمر، بحيث تقرأ بعض الأرقام (وهي في علوم اليوم تعد عالية) على أنها اعتيادية للمتقدمين بالعمر.

ولكن هذه النظرية أثبت العلم الحديث خطاها ولايمكن الأخذ بها، فالعلماء يعتقدون أن ضغط دم الإنسان يجب أن يُحافظ عليه (بالمستويات المطلوبة) حتى مع تقدم العمر، ومستوى الضغط المقبول صحياً هو بين70 –90  (الواطئ وهو الانبساطي) و/ 110 –  130 (العالي وهو الانقباضي).

ومن خلال ممارستنا لمهن الطب وجدنا أن بعض المرضى (وخصوصاً العراقيين) غير ميالين الى الالتزام بعلاجات الأمراض المزمنة، معتقدين أن ذلك يجعل المرض سيستدام معه، وهذا اعتقاد خاطئ كون المرض قد أصابه بدون أن يستخدم علاجه، ونجد أن المريض يطلب أو يؤكد على استخدام الطب البديل أو اللجوء الى تناول بعض المواد الغذائية في محاولة التخلص من المرض.

من وجهة نظري أن هذا الأمر يعد مجازفة، كون مرض الضغط تحديداً من الأمراض التي تكتشف بالصدفة ويطلق عليه العلماء بـ (القاتل الصامت ـ وله نزعة الغدر ـ )،  فمن الممكن أن يُحدِث الضرر الأكبر فجأةً.

ومع ذلك، فليس من الخطأ أن يستخدم الشخص بعض المواد الغذائية والتي من شأنها فعلاً أن تخفّض الضغط ولكن لاننصح أن تكون البديل عن العلاج الذي يصفه الطبيب المعالج.

ومن تلك المواد الغذائية، الليمون، وكذلك الحمضيات بصورة عامة.

موطنه الأصلي مناطق شمال الهند ومنها أنتشر الى كل أنحاء العالم.

محتويات الليمونة الواحدة التي تزن بحدود مئة غرام، الأتي: كاربوهيدرات (سكريات)، ألياف، دهون، بروتينات، ماء، وفايتمينات (الثيامين، الرايبوفلافين، النياسين، حامض البانتوثايانيك، فايتمين B6، فايتمين C)، ومعادن  (الكالسيوم، الحديد، الفوسفور، الصوديوم، المغنيسيوم، الزنك، المنغنيز، النحاس)، وبعض المركبات الكيمياوية المهمة الأخرى، مثل أوكسيد النايتريك، السترين، حامض الستريك، وهو سبب الطعم المميز للحمضيات.

يشكل الماء الجزء الأعظم من بين مكونات الليمونة تصل الى 91.5 غرام، ونسبة فايتمين C أعلى من بين نسب الفايتمينات الأخرى، بينما معدن البوتاسيوم نسبته الأعلى من بين المعادن.

وهناك مواد في قشرة الليمونة وأهمها الزيوت الطيارة.

لليمون فوائد عديدة من خلال مكوناته المتعددة والعناصر التي يحتويه، ولكن سنتناول علاقته بارتفاع ضغط الدم، من خلال:

أولاًـ تأثير مكوناته المباشر:

فايتمين C من مضادات الأكسدة، بينما أوكسيد النايتريك يعمل على استرخاء الأوعية الدموية، أما البوتاسيوم فيعمل على التوازن المائي في الجسم وبالتالي يعمل على استقرار الضغط في داخل الأوعية الدموية.

ثانياًـ استخدامه في الريجيم الخاص بتقليل الوزن:

أثبتت التجارب أن تناول عصير الليمون مع الماء الفاتر بشكل يومي يساعد على إذابة الشحوم في الجسم ويقلل وزن الأنسان.

ثالثاًـ تأثيره على نسبة الدهون في الجسم وتقليلها.

علماً أن الليمون يعمل بشكل أفضل بوجود فايتمين  A وB6، B5، والزنك، وأن فوائده العامة يمكن إيجازها بما يلي:

•     يعادل التوازن الحامضي في الجسم فيساعد في عملية الهضم.

•     يقوّي الجهاز المناعي ويفعّل الكبد ضد عدوى الأمراض والحميات.

•     يساعد في التئام الجروح.

•     مفيد في حالات نزلات البرد.

•     يقلل من الكوليسترول الضار.

•     مساعد في امتصاص الحديد من المواد الغذائية.

•     يمنع مرض الإسقربوط.

والى جانب الليمون في تخفيض الضغط، فهناك فاكهة ومنتجات يمكن لها أن تلعب نفس الدور، ومثال ذلك:

•     الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، (حيث أن البوتاسيوم مخفّض للضغط) ، ومن تلك الأطعمة:

ـ الموز، البرقوق (الدراق)، المشمش المجفف، الزبيب، الكشمش، عصير البرتقال، السبانغ، القرع، البطاطا الحلوة، البطيخ، ماء جوز الهند.

•     وهناك مواد أخرى تخفّض الضغط، منها:

•     عصير البنجر.

•     (ملعقة عسل طبيبعي + قليل من الزنجبيل)

•     الثوم، وذلك لاحتوائه على مواد نتروجينية التي توسع الأوعية الدموية.

•     شاي الكوجرات.

•     بذور (حبوب) الرقي، هذه الحبوب تحتوي على مادة الـ (كوكوربوسيترين) الموسعة للأوعية الدموية ومحسِنّة لعمل الكليتين، هذه المادة مخفّضة ممتازة للضغط كما انها مفيدة في آلام المفاصل، بالإمكان أضافة ملعقتي كوب من مسحوق بذور الرقي الى كوب ماء مغلي، تنقع لمدة ساعة ثم يُصفّى وبالإمكان أخذ ملعقة طعام من هذا المنقوع كل ستة ساعات.

•     الكرفس، ويحتوي على المركب الكيمياوي (3 –  ن – بوتيلفتاليد)، الذي يساعد على استرخاء العضلات المحيطة بجدران الشرايين، كما أن هذه المادة تقلل من هورمون التوتر في الجسم، إن هذا الهورمون قابض للأوعية الدموية فيرتفع الضغط.

•     الجزر، ويحتوي على البتاكورت (فايتمين A)، وعلى البوتاسيوم.

•     الطماطم، وتحتوي على الكالسيوم والبوتاسيوم، وفايتمينات  A، C، E، إضافة الى مواد مضادة للأكسدة.

•     القرنابيط واللهانة والبروكلي، وتحتوي على أفضل حامض أميني يخفض الضغط، وهو حامض الكلوتامين.

مما ورد أعلاه من الخضر والفاكهة، يتضح أنه بإمكان الشخص أن يعمل أنواعا لسلطات، حيث سيجني فائدتين، الأولى أنها مواد غذائية نباتية مفيدة سهلة الهضم والامتصاص، أما الثانية فهي تحافظ على ضغط دم متوازن، شريطة أن لانعتمد عليها كعلاج لارتفاعه.