كـتـاب ألموقع

وانقلب السحر على الساحر// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

وانقلب السحر على الساحر

جمعة عبدالله

 

يخطأ من يتصور بان البرغماتية , تقود دائماً  صاحبها , الى النجاح والظفر بالمطلوب , لتحقيق مصالحه النفعية , ومآربه الذاتية , في الوصول الى هدفه المنشود . وكلنا يتذكر حثيثات صولة الفرسان عام 2008 , التي كانت ضد جيش المهدي التابع الى التيار الصدري , في بعض محافظات الجنوب ومنها البصرة , والتي دحر وهزم  فيها  الجيش المهدي , وانتصر الجيش العراقي بمساعدة القوات الامريكية , التي لعبت دوراً حاسماً في المعركة لصالح المالكي , واتخذها ذريعة وحجة وشعار مركزي , لحملته  الانتخابية , بانه نصير القانون , وفرض نفوذ الدولة , ومقاوم شرس ضد الارهاب والارهابين  , في دعايته الانتخابية البرلمانية السابقة عام 2010 , واستغل حاجة المواطنين الاساسية والملحة , الى الامان والوضع المستقر ودحر الميليشيات المسلحة التي عاثت فساداً وارهاباً , وكانت الحاجة القصوى الى بسط نفوذ الدولة على الشارع العراقي , وسجل هذا الانتصار باسم المالكي وحده , دون غيره  , وبالفعل حقق نتائج باهرة في الانتخابات البرلمانية الماضية . واليوم يحاول السيد المالكي ان  يعيد  نفس السنياريو السابق الذي قاده الى كرس السلطة   , وان يستخدم  نفس المسلسل السابق , الذي نجح  في دحر الارهاب والارهابين , لذلك ترك ذئاب القاعدة وداعش وفاحش , تسمن وتكبر وتتضخم وتتمدد وتتوسع وتتوغل   , حتى اصبحت من اصعب المشاكل والمعضلات , التي يعاني منها الشعب , بالذبح والقتل اليومي , الذي اصبح ظاهرة يومية مألوفة  , ليتركها تعبث بالخراب والدمار والقتل , حتى اقتراب موعد  الحملات الانتخابية لبرلمان القادم , ليحصل على الغنيمة والكعكة كاملة لمفرده , وليسجل الانتصار على الارهاب ودحره بأسمه الكريم , حتى يكون الانتصار  عوناً ومساعداً وعاملاً , لفرش البساط الاحمر , للولاية الثالثة , وبهذا المنطق صوروا له القادة المحيطين به , والذين حشروا اسمائهم في سجلات  حزب الدعوة , بان الحملة العسكرية , لن تطول اكثر من  اسبوع واحد , وبعضهم  صرحوا الى الاعلام ,  صرحوا   بنشوة الابتهاج والنصر بانها ستكون ايام قليلة ومعدودة  , وبعدها ياتي  النصر والظفر المؤكد  لقائدهم المقدام , القائد العام للقوات المسلحة , ولترتفع منزلته ومكانته وشعبيته  , لتجعل الناخبين يتدفقون الى صناديق الاقتراع  افواجاً افواجاً , لانتخاب قائمة نوري المالكي , وبهذه الاحلام والاوهام الوردية , اعطى الضؤ الاخضر لتدخل الجيش بالحملة العسكرية  بمطاردة فلول داعش , دون ان يستشير الكتل السياسية , او ان يضع الخطط العسكرية المدروسة بالكفاءة والخبرة , ودون ان يتخذ حلول سياسية , تدعم الجهود العسكرية والامنية , في حملتها ضد الارهاب , منها الاستجابة للمطاليب المشروعة للاهالي المنطقة الغربية , والتقرب منهم , ليكونوا شركاء في طرد تنظيم داعش المجرم , وقطع الطريق من يريد ان يتصيد في الماء العكر , لكن الهوس المجنون والشهوة الجامحة الى الولاية الثالثة , تسد منافذ التفكير بالعقل والحكمة لصالح الوطن والشعب , ان نهج الاستحواذ على الكعكة كاملة , توقع  صاحبها في مطبات خطيرة , يدفع ضريبتها الشعب . واليوم دخلت الحملة العسكرية شهرها الثاني , دون ان تلوح في الافق بوادر انفراج , او بشائر حسم لصالح الجيش العراقي , او ما يشير الى عمليات خناق ومحاصرة ومطاردة مقرونة بالذعر والتشتت لهذه المجاميع المجرمة , بل تمادوا المجرمين اكثر في استعراض القوة , بالطوف بالجنود الابرياء في شوارع الانبار والفلوجة , قبل ذبحهم بوحشية اصحاب الظلام والكهوف  البهائم , ولم تتدخل القوات العسكرية القريبة منهم , او الاستعانة بالقوة الجوية لحصد هؤلاء الاوباش المجرمين  , ووصل الحال بان ينقلوا المعركة الى داخل بغداد , وعلى مقربة من المنطقة الخضراء , الذي اجتاحها الرعب والخوف , واتخذت الاجراءات الامنية الصارمة والمتشددة , بسد كل الشوارع المؤدية الى داخل المنطقة الخضراء , وكذلك اقتحام الدائرة التابعة لوزارة حقوق الانسان , اضافة الى التفجيرات بالسيارات المفخفخة في مناطق متفرقة من بغداد , واليوم تسقط ثلاثة صواريخ في محيط مطار بغداد الدولي , وازاء هذا المأزق الحرج والصعب , وخوفاً من العواقب الوخيمة القادمة . طلب رئيس الوزراء النجدة والاستغاثة الى الامريكان , بالنجدة السريعة والفورية , بالطائرات والطيارين الامريكان , وحشرهم وزجهم  في المعركة , انها درس وعبرة لكل من يفضل مآربه الشخصية على حساب الوطن . ومن يتشبث بالكرسي الملعون , رغم فشله وعجزه في تأدية المسؤولية الوطنية . ان محاربة الارهاب وتجفيف منابعه , هي مهمة وطنية بأسم الوطن وتحت خيمته  , ومن يحاول ان يكسر هذا المنطق الوطني , يجد  الفشل والخذلان

 

جمعة عبدالله