كـتـاب ألموقع

گلب چلب ولا گلب خنزير!- قصة قصيرة// عبد الرضا المادح

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

 

عرض صفحة الكاتب 

گلب چلب ولا گلب خنزير!- قصة قصيرة

عبد الرضا المادح

 

* سوالف نسوان الطرف، نقلا عن لسان الحجية أم حمدية :

 

إلتمن كعادتهن عند العصاري في حوش دار أم حمدية، ليشربن الچاي مع الكعك وسماع أخبار الطرف ،

بعد السلام والترحيب ، وشلونچن شخبارچن ....

--  أم حمدية : حبيباتي حضرن نفسچن باچر نروح نتحمد السلامه لأم عبد الله .

--  أم خليل الكردي : خير شبيها عسى ما شر ؟!

--  أم حمدية : لا .. لا .. هي بعيد الشر مابيها شي أقوى من الحصان ! لاچن رجلها سووله عمليـّـه ونجحت !

--  أم حسين  : يا  صدگ ، يگولون هو كلش مريض ، عنده مصران أعور !؟

--  أم حمدية : ولچ يا مصران أعور ، صدك لو گالوا ( أعور يگل الأعور أمشي نشتري ورور ..."، سالفته جبيره ما تنحچي !؟

-- كريمة : شنو بدلوله الصونده   ههههههه

  أخترقت ضحكاتهن فناء الدار لتهطل على بيوت الجيران .

--  أم حمدية : ولچ استحي وسكتي ، المره عدها مصيبه چبيره وأنتي تصنفين !

--  أم حسين : حيرتينا ، لا مصران أعور ولا شسمه ...، لعد شطلع عنده ؟!

--  أم حمدية : سووله عمليـّـه گلب ...؟!!

--  أم خليل الكردي : يا ساتر ...!!

--  أم سامي : مشافى ويگوم بالسلامه ..! 

--  كريمة : أي والنتيجه ، نجحت العمليـّـه لو لا ؟!

--  أم حمدية : نجحت .. نجحت ..  بس لو ما ناجحه أحسن ...؟!

--  أم حسين : يا .. خيـّـه ، ليش تتمنيله الشر ؟!

--  أم حمدية : شگلـّلكم ، طرگاعه چبيره طاحت على راس أم عبد الله ؟!

--  أم خليل الكردي : خيـّـه أم حمدية خوفتينه شنو هاي الطرگاعه الچبيره ، أحچيلنه ؟!

--  أم حمدية : شالوا گلبه وخلوله گلب خنزير ...؟!!

    نزل الخبر كحجارة جبل على رؤوسهن ، وصرخن جميعهن وأختلطت أصواتهن المنددة والرافضة : أم حسين : ألله أكبر ... هذا كفر ، شلون يسوي هيچي ؟!/ كريمة : هي شلون قبلت ...؟!/ أم خليل الكردي : صار نجس شلون تقبل أم عبد الله تاكل وياه ...؟!/ أم سامي : والله حيره .. الوادم تسودنت ...!!

--  أم حسين : وألله لو حاطيله گلب چلب ولا گلب خنزير ...!

--  أم خليل الكردي : صدگ الچلب نجس بس، ما محرم مثل الخنزير ...!!

--  أم سامي : بيا مستشفى سووله العمليـّـه ...!؟

--  أم حمدية : بأمريكا ...!!

--  أم سامي : شوداه لأمريكا ...؟!

--  أم حسين : هاي ينرادلها كوم فلوس ، منين جابها وهو چان يبيع باچه بالسوگ ...؟!

--  أم خليل الكردي : أبو خليل يشتغل عامل بمطعم بالحيدرخانه ، وأبو عبد الله اشتغل فتره بالمطعم مساعد طباخ .

--  كريمة : بلكي البخت سواها وربح باليانصيب هههه ...!!

--  أم خليل : يمكن واحد من اولاده مهاجر لأمريكا ودزله فلوس ...؟!

--  أم سامي : صدگ اللي هاجروا كلش هواي ...!

--  أم حمدية : لا هاي ولا ذيچ السالفه طويله ...!!

--  أم سامي : من وره حزوراتچ راح يسوولنه عمليـّـه گلب ...!!

رددن بين الضحك والرفض : الله لا يگولها ... أله  لا يگولها ...!!

--  أم حمدية : يگولون قبل سقوط الملعون صدام ، راحوا الأحزاب والساده لأمريكا ، وأبو عبد الله راح وياهم يطبخ إلهم ، تعرفون الجماعه يستحرمون ياكلون أكل الأمريكان لأن بيه لحم خنزير ...!!، ويگولون أبو عبد الله شافوه بسوگ الست زينب سلام ألله عليها ، اشترى اباريچ نايلون وترس چنطه جبيره ...!

-- آم حسین : لیش بأمریکا ماکو أباریج ؟!

-- کریمة : لو أکو چا ماخذوا ویاهم !

-- أم سامي : أكيد هناك غاليه بالدولار !

-- أم حمدية : خلوني أكمل السالفه ، گطعتوها عليه بالأباريج !

-- أم خليل الكردي : إي خيـّه كملي، السالفه چنهه فلم هندي !

-- أم حمدية : الأمريكان عزموا الجماعه على غده ، فرشولهم ميز طويل عليه أشكال وأرناگ ، مشويات وسلاطات وفواكه وأشكال من إبطالة الشربت الأحمر والأصفر والبلنكو ...!

-- كريمة : إيـــي  ...  بلنكو أمريكي أصلي ..  هههه !

-- أم حمدية : سولفتلي كلشي أم عبد الله ، تگول قسم منهم إحتاروا ياكلون لو لا !! گاموا يبسبسون بيناتهم وسئلوا چبيرهم ، " شنوا رأيك ناكل لو لا ؟"  گال إلهم " لا تفشلونه ، إكلوا وإشربوا بالعافيه ، وهاي سالفة الحلال والحرام حطوها على صفحه ، إحنه جايين من اجل قضيه أهم ..."!

 تگول أم عبدالله ، أبو عبد الله بوكتها سولف إلها وگام يضحك ، يگول ردنه ناكل بإدينا ، لأن ما متعودين ناكل بالسجين والچطل ، واحد من ربعنه العايشين بامريكا گال إلهم مايصير بالإيدين ، بس صارت بينه سوالف تضحـّك ...

-- كريمة : أكيد واحد دَخـّل الچطل بخشمه الچبير  ههههه !

فاصل من الضحك والتعليقات ، وصبن الچاي بالأستكانات بعد أن تهدر القوري على نار الچوله ..

-- أم حسين : چاي طيب معدّل ومهيـّل ، والكعك يخبـّل ...

-- أم حمدية : بالعافيه ، الكعك اليوم اشتريته من فرن حجي جبـّار .

-- أم سامي : إيـي وبعدين شنو صار ويه الجماعه ؟

-- أم حمدية : گال أبو عبد الله لمرته ، أكو واحد من ربعنه گام يغني محمداوي والثاني فرفش وگام يهز چتاف ويرگص هچع ، الأمريكان ما يفتهمون الأغاني ، بس ماخذهم الواهس وگاموا يصفگون وفرحانين ، وربعنه علموهم شلون يطگون إصبع ، الفضيحه گامت وحده شگره ترگص ويـّـه صاحبنا ...!!

--  أم خليل الكردي : تاركين نسوانهم ورايحين يرگصون ويه الحوريات ... !!

استمرت أم حمدية : گال أبو عبد الله ، يوم ثاني بعد ما راح وجع الراس ، آنه گلت لرئيسنه ، لازم نعزم الامريكان وآنه اللي أطبخ ، اسويلهم باچه ويابسه بالتمن ياكلون أصابعهم وراها ! وافق الحجی وگال " على برکة الله " مد إيده بجنطه حاطها بين رجليه ، وطلـّـع منها خمطه من الأخضر تلمع ، وگالي روح اشتري اللي تحتاجه .

يگول أبو عبد الله ، فرشنه السفره وطاحوا الأمریکان وربعنه ، وره نص ساعه ما ضل شيء بالسفره نسفوها نسف ، وربعنه گاموا يمطـّكون بأصابعهم ، الأمريكان ثبروني ثبر " گود ... گود ... ثانكيو ..." وآنه مثل الأطرش بالزفه ما عرفت شنو أجاوب ، آنه بالأبتدائيه ما دبرتها بالأنكليزي هدّور ويه الأمريكان ادبرها ، يرطنون رَطن !!

اكو فَد واحد تقرب عليّه وگال " گود شيف .." هم ما أفتهمت ! مد إيده وگال " بري مري .." هم ما أفتهمت بس جاوبته ، بالعافيه والهنا ، سألت صاحبنه اللي عايش بأمريكا ، هذا شنو گال هني ومري ؟! ،  ضحك ههههه ،          لا حجي ، هذا گال اسمه - بريمر .

تلفتن الحجيات على بعضهن بأندهاش ، ورددن أخاف هذا اللي إجه لبغداد ؟!

-- أم سامي : أكيد هو اللي حكم العراق !!

-- أم حمدية : خلوني أكمل تجيكم السالفه ، بس خلي الأول أشربلي كلاص ماي نشف ريجي !

-- كريمة : ليش ما انصبلچ شربت أمريكي ماركة أبو عبد الله  ههههه ؟!

-- أم حمدية : عابتلچ ما تبطلين سوالفچ ، تريدين تدخليني للنار ، أعوذو بالله ؟!

-- أم حسين : چا ربعنه ، راحوا على مود العزايم ؟!

-- أم حمدية : لا .. عـــيني .. لا ..! ، أبو عبد الله گال ، الأمريكان سووا اجتماعات ويه ربعنه طولت ساعات ، آنه ما خلوني أدخل وياهم ، بس الجماعة كلهم طلعوا فرحانين وخاصة الأمريكان ، و أخذوا صور هوايه ، بعدين حچولي الربع ، الأمريكان راح يدزون جيش يساعدونه نسقط صدام ...

-- أم خليل الكردي : الأمريكان وفوا بالوعد وخلصونه من صدام وربعه .

-- أم سامي : عشنه أيام رعب ونهجمت بيوت الناس ؟!

-- أم حسين : وشگد شباب راحوا خطيه ...!

أجهشت كريمة بالبكاء ونزلت دموعها الساخنة على خديها ... !

-- علقت أم حمدية : أنتم تدرون خطيه كريمة خطيبها إنكتل بالحرب ، الله يرحمه ... !

رددن عبارة ألله يرحمه ، وكلمات المواساة والتهدئة لكريمة التي كففت دموعها ولزمت الصمت !

-- أم سامي : الله يقوي گلبچ ، لا تهتمين أنتي شابه حلوه والله يعوضچ بشاب يستر عليچ ...!

صَبـّـن چاي مرة اخرى لكريمة وللجميع لتهدأ النفوس .

-- أم حسين : إحنه شنو حصلنه الناس الفقره بس قرايات ولطم ، خلصنه من صديّم و أجوا أنكس من عنده ...!

-- أم خليل الكردي : صدگ تحچين بوگ ونهب وكتل ، وهذا سني وذاك شيعي وكردي وعربي ، چنه أخوه وعشنا طول عمرنه سوه ... شجرالها الوادم ...؟!!

-- أم سامي : إن شاء الله ترجع أيامنه الحلوه وترجع محبتنه وتدوم لمتنه ، و بناتنه و ولدنه اللي هاجروا يرجعون ...!

-- أم حمدية : ليش الأمريكان والجيران يخلوها تصفى ...؟!

-- أم حسين : ألله ينتقم مِن كلمن يآذي المسلمين ... آمين ..!

-- رددت كريمة بصوت خافت : آمين ... آمين ... يا رب العالمين ..!

-- أم خليل الكردي : أي أم حمدية وشصار من سالفة أبو عبد الله ؟

-- ام حمدية : أبو عبد الله صار أحوال فتحله ( مطعم باجة الخضراء ) بالمنطقه الخضراء يطبخ للمسؤولين والوفود ، مرّه سووا عزيمه چبيره للأمريكان ، أبو عبدالله طار من الفرح من شاف بريمر الحاکم الآمریکی ، راح وسلم عليه ، بريمر عرف أبو عبد الله " ويل كم ... ويل كم ..." بس هاي أفتهمتها وتشبه چلمة ( ولكم ) بالعراقي !!

--  أم حسين : كل هذا الحچي الطويل شنو علاقته بگلب الخنزير ؟!

-- إسترسلت أم حمدية : راحت الايام أجت الأيام والمسكين صارت عنده جلطه بالگلب ، سمع بريمر گال دزوه لأمريكا عدنه خوش مستشفيات ، وهناك سووله عمليـّه أكيد تنجح ، بس يگول أبو عبد ألله قبل العمليـّه ما خبروه راح يحطوله گلب خنزير ؟؟!! ومن صار زين كلش فرح ، وگال شكو بيها ليش گلب الخنزير مو خلقة ألله ؟!

-- كريمة : يعني بريمر دزه مو لخاطر ألله .. حتى يجربون بيه گلب الخنزير ... !

-- أم خليل الكردي : صدگ قشامر ...!؟

-- كريمة : أخاف واحد يحبني ويطلع گلبه گلب خنزير ، ما ادري هذا الحب شلون شكله .. حلال .. حرام ..!؟

-- أم حمدية : من رجع من امريكا وصار كلش زين ، أم عبد ألله هواي فرحت چنها بليله عرسها ، وطشت ويهليه وذبحت خروف لسلامته ، وإحنه لازم باچر نروح نبارك إلها ...!

-- أم حسين : خيـّه أشو آنه گلبي ما مرتاح من السالفه ، ما أروح وياكم ...!

بعد أسابيع وفي جلستهن المعتادة قالت أم حمدية : خيـّاتي إقرن الفاتحه على روح أبو عبد ألله ...!

رددن بأندهاش ،  لا إلاه إلا ألله .... ألله أكبر ... الله أكبر ... ربي رحمتك ... الفاتحة ...!

-- أم سامي : ليش شنو إللي صار ، لازم تخربطت صحته ...؟!

-- أم حمدية : طش الخبر والناس گامت تدردم وتشتم بيه ويگولون هذا نجس ...!! راح يوم الجمعه يريد يصلي بالجامع طردوه ، دز جماعه للسيد بلكي يلگيله حل ، بلكي فتوه تحل مصيبته ، السيد گال شبيدي عليه ، خو ما أغير آيه صريحه بالقرآن اللي تگول " وحَرمنا عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير"، آنه ما عليّه وما ترهمله أي فتوه ، الله يحل مشكلته يوم القيامه !!

-- كريمه : شنو هذا الظلم يعني قابل لازم يرجعوله گلبه العتيگ ...!

-- أم حمدية : مشكلته أنلاصت وكبرت السالفه ، گامت أم عبد ألله ما تطبخله وما تاكل وياه ، وتعاركوا وطلبت من السيد يطلگها من عنده ...! ولازم يدفع إلها الغايب لأن هو سبب الطلاگ ، وطلبت فوگ الغايب تعويض ، لأن الناس گامو يعيروها ويگولون مرة الخنزير ...!

-- أم خليل الكردي : لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي ...!

-- أم حمدية : المسكين من قهره بعد أيام صارت جلطه بگلب الخنزير ومات ...!

-- كريمة : حتى گلب الخنزير ما يعيش بوضع العراق !!

-- أم سامي : الله يرحمه ...!

-- كريمه : ما يندره يطب للجنه لو لا ...؟!

-- أم حسين : ألله لا يرحم الأمريكان وربعهم إللي ورطوه ...!!

 

29-01-2022